الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كردستان العراق ترحب بدعوة العبادي للحوار

كردستان العراق ترحب بدعوة العبادي للحوار
19 أكتوبر 2017 23:44
هدى جاسم باسل الخطيب (بغداد، السليمانية) رحبت حكومة إقليم كردستان العراق أمس، بالدعوة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للحوار، بعد استعادة الجيش العراقي المناطق المختلف عليها وضمنها كركوك التي كان يسيطر عليها الأكراد، غداة صدور أوامر قضائية باعتقال نائب رئيس حكومة الإقليم كوسرت رسول، على خلفية تصريحات وصف فيها القوات العراقية التي انتشرت بمدينة كركوك بـ«المحتلة». كما رحبت أوساط سياسية وشعبية كردية، بسحب ميليشيات «الحشد الشعبي» من كركوك، ودعت لسحب باقي القوات واللجوء للتهدئة والحوار الجدي البناء للتوصل إلى حلول «عادلة ومنصفة للمشاكل المزمنة تراعي مصالح الكرد وحقوقهم المشروعة»، حفاظاً على ما تبقى من وحدة العراق، بالتزامن مع تزايد الدعوات لاستقالة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، وتشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات نزيهة من التكنوقراط، قادرة على تمشية أمور الإقليم والحوار مع بغداد والتمهيد لانتخابات حرة. وقالت رئاسة حكومة كردستان في بيان أمس، إن «مجلس وزراء إقليم كردستان عقد اجتماعا برئاسة رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني»، موضحة أن «الاجتماع بحث التطورات الأخيرة في كركوك والمناطق المشمولة بالمادة 140 الدستورية». وأعلنت الرئاسة في البيان عن «ترحيبها بمبادرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإجراء الحوار بين بغداد وأربيل لحل المشاكل وفق الدستور العراقي وفي إطار الشراكة والتوافق»، داعية المجتمع الدولي إلى «تقديم المساندة والتعاون للجانبين». وأضاف البيان أن «الاجتماع بحث اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة التطورات المقبلة»، مشددا على «أهمية النظر إلى المستقبل رغم أن الإقليم يمر بظروف صعبة اليوم». وأكد على «ضرورة وحدة الصف الكردي لتجاوز المرحلة»، معتبرا أن «إرادة الشعب الكردي لا تنكسر بالقوة العسكرية التي لاتحل المشاكل في العراق». وكان العبادي أعلن أمس الأول أن استفتاء الانفصال عن العراق الذي أجراه إقليم كردستان «انتهى وأصبح من الماضي»، داعيا إلى «الحوار تحت سقف الدستور وعلى أساس الشراكة الوطنية». ويأتي ترحيب أربيل بدعوة الحوار غداة إصدار مجلس القضاء الأعلى في العراق أمرا، باعتقال نائب رئيس حكومة الإقليم كردستان كوسرت رسول، على خلفية تصريحات وصف فيها القوات العراقية التي استعادت كركوك بـ«المحتلة». وقال المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار إن «محكمة تحقيق الرصافة أصدرت أمرا بإلقاء القبض على كوسرت رسول على خلفية تصريحاته الأخيرة، التي اعتبر فيها قوات الجيش والشرطة الاتحادية في محافظة كركوك قوات محتلة». وأفاد بيرقدار أن«المحكمة اعتبرت تصريحات رسول إهانة وتحريضا على القوات المسلحة وأن أمر القبض صدر وفقا للمادة 226 من قانون العقوبات العراقي». من جهة أخرى، رحبت أوساط سياسية وشعبية كردية أمس، بسحب ميليشيات «الحشد الشعبي» من كركوك، معتبرة أنه ثمرة ضغط أميركي، مع تزايد الدعوات لاستقالة رئيس الإقليم وتشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات «نزيهة» من التكنوقراط، بعد مطالبة قوى سياسية وشعبية مهمة بذلك. وكانت حركة (الجيل الجديد) تنوي تنظيم تجمع جماهيري بالسليمانية أمس، للتنديد بسياسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وهيمنة الحزبين الرئيسين، الديمقراطي والاتحاد، ودعوة بارزاني للاعتذار للشعب الكردي، عما سببه له من «آلام وخيبات أمل ولفشله في بناء نظام ديمقراطي حقيقي وإدارة الأزمات مع بغداد والدول الإقليمية والعالمية»، لكن قوات الأمن (الآسايش) منعتها وحالت دون توجه الناشطين لحديقة آزادي، حيث مكان التجمع. وسخر المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم كفاح سنجاري، مما أشيع إعلاميا بشأن مطالبة أميركا لبارزاني بالاستقالة خلال 48 ساعة، معتبرا أنها «مجرد فبركات وأكاذيب ساذجة لا أساس لها من الصحة، تهدف لخلط الأوراق وإشاعة الفوضى». في السياق تتواصل تداعيات زلزال الاستفتاء وأحداث كركوك، لاسيما على الاتحاد الوطني، الذي يشهد صراعات حادة بين جناح عائلة طالباني، الذي أبرم الاتفاق مع قاسم سليماني ومليشيات «الحشد الشعبي» من جانب، والجناح المعارض الذي يقوده نائب الأمين العام كوسرت رسول. وقد أدى ذلك، حتى الآن، إلى إعلان القيادي البارز بالحزب ملا بختيار الذي يرتبط بصلة مصاهرة مع عائلة طالباني، تجميد نشاطه ومقاطعته الاجتماعات لحين «عودة الشرعية»، ورفض فكرة تقسيم الإقليم إلى إدارتين والحزب لجناحين، محذرا من «الخطر الداهم الذي يحدق بالإقليم حاليا وإمكانية عودة الحرب الأهلية»، مع ترجيحات بأن يشهد الحزب انشقاقات جديدة تخدم حركة التغيير وجناح برهم صالح. تركيا بصدد غلق الحدود مع شمال العراق اسطنبول (رويترز) نقلت صحيفة حريت أمس، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله، إن بلاده قد تغلق الحدود مع شمال العراق «في أي لحظة»، وذلك بعد أن أغلقت مجالها الجوي مع المنطقة، مكرراً التهديد الذي وجهه للمرة الأولى، بعد أن صوت الأكراد في استفتاء على استقلال منطقتهم. ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله للصحفيين على طائرته خلال عودته من زيارة لبولندا «أغلقنا مجالنا الجوي تماما أمام الحكومة الإقليمية في شمال العراق». وأضاف، «ما زالت المحادثات مستمرة بشأن الإجراءات التي ستتخذ فيما يتعلق بالحدود البرية، لم نغلق المعابر الحدودية بعد لكن هذا قد يحدث أيضا في أي لحظة». وأعلنت تركيا يوم الإثنين إغلاق مجالها الجوي أمام إقليم كردستان العراق، وقالت إنها ستعمل على تسليم السيطرة على المعبر الحدودي الرئيس إلى الإقليم للحكومة المركزية العراقية. ومعبر الخابور هو المعبر الرئيس بين تركيا ومنطقة كردستان بشمال العراق. سلمان يدعو العبادي لحضور الاجتماع التنسيقي الأول بالرياض بغداد (د ب ا) وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس، «دعوة لحيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية لحضور الاجتماع التنسيقي الأول بين البلدين، الذي سيعقد في السعودية مطلع الأسبوع المقبل». وذكر بيان من المكتب الإعلامي للحكومة العراقية أن «الملك سلمان بن عبد العزيز بارك للعراق حكومة وشعباً، على الانتصارات المتحققة على الإرهاب، ورغبة المملكة العربية السعودية بتمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين»، وذلك في اتصال هاتفي بين العاهل السعودي ورئيس الحكومة العراقية. وأكد العبادي خلال الاتصال الهاتفي «أن العراق يسعى إلى تعزيز أواصر التعاون مع السعودية في مختلف المجالات، وأن المعركة مع الإرهاب والقضاء على داعش باتت في نهايتها، واقتربنا كثيراً من حسم المعركة ونتطلع لمساهمة الدول في إعادة الاستقرار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©