الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«أم الكرام».. راوية صحيح البخاري

19 أكتوبر 2017 23:22
أحمد مراد (القاهرة) كان لها دور عظيم ومشرف في خدمة رسالة الإسلام وعلوم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، الأمر الذي جعل المؤرخين يلقبونها بـ«أم الكرام». هي العالمة والفقهية الجليلة، كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، المعروفة باسم، كريمة المروزية، والتي قضت غالبية حياتها في طلب العلم وحفظ ورواية أحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم، مما أهلها لتكون محدثة ذات فهم ونباهة، وتتلمذ على يديها عدد كبير من كبار الفقهاء والعلماء في عصرها، حيث انتهى إليها علم الإسناد لكتاب الصحيح للإمام البخاري، فقد اشتهرت وعرفت برواية صحيح البخاري وإسماعه، فارتبط اسمها باسم صحيح البخاري، فلا يكاد أحد يترجم لها إلا أشار إلى ذلك. في بدايتها، حرصت أم الكرام على اغتنام كل فرصة لتحصيل العلم ودراسة علم الحديث، وكانت تنتهز موسم الحج الذي كان ملتقى للعلم والعلماء من أجل تلقي العلوم من العلماء الثقاة، وقد تلقت علوم الفقه من كبار الفقهاء. صارت أم الكرام على هذا الحال سنوات عديدة حتى بلغت درجة عالية من العلم والفهم وحدة الذهن، بحيث أصبح العلماء يذهبون إليها للاستفادة من علمها، وقد أقيم لها مجلس علمي بمكة المكرمة تجتمع فيه بالطلبة والعلماء من رجال كل علم، وكان أكثر ميلها إلى الحديث، حتى بلغت فيه حداً لم يبلغه غيرها. تلقى عن أم الكرام علوم الحديث وروايته جماعة كبيرة من أعلام الفقهاء، منهم الحافظ الخطيب البغدادي، صاحب تاريخ بغداد، وإمام علوم الحديث، وأبو عبدالله محمد بن نصر الحميدي، وأبو المحاسن المصري المؤرخ المعروف، والحافظ السمعاني المحدث المشهور، والحافظ أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وأبو الغنائم النرسي، ومحمد بن بركات السعيدي، وعلي بن الحسين الفراء، وعبدالله بن محمد بن صدقة بن الغزال، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وآخرون كثيرون. قال الإمام الذهبي عن أم الكرام في كتابه «سير أعلام النبلاء»: الشيخة، العالمة، الفاضلة، المسنِدة، أم الكرام، كريمة بنت أحمد ابن محمد بن حاتم، المروزية، المجاورة بحرم الله، ولها فهم ومعرفة مع الخير والتعبد. كما ترجم لسيرة أم الكرام جماعة كبيرة من المؤرخين، منهم ابن الأثير في الكامل، وابن الجوزي في المنتظم، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن العماد في شذرات الذهب، والزركلي في الأعلام، وغيرهم. توفيت أم الكرام سنة 465 هجرية، وقيل سنة 463 هجرية، بعد أن بلغت المئة من عمرها، وماتت بكراً لم تتزوج أبداً، تاركة أثراً علمياً ما زال تذخر به مجالات العلوم الإسلامية حتى الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©