الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أوربت» .. وأخواتها!!

25 سبتمبر 2010 21:14
لا يختلف اثنان على نجاح قناة “أوربت” منذ انطلاقها أواخر التسعينيات، فهي خلال سنوات قليلة جذبت عدداً ضخماً من المشاهدين المصريين، بعد أن أخذت على عاتقها طرح هموم وآلام المواطن الذي يسير على “عكازين” وسط مستنقع من المشكلات الحياتية. من هُنا شعر المشاهد بأنها تُعبر عنه، وعن المهمشين من أمثاله، ولكن فجأة اختفت القناة بفعل فاعل، وتوقف بثها، ووقعت في “شر الحرية” الذي أطاح بها وتعرضت لغلق استوديوهاتها بمدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر بالقاهرة، وقيل لأسباب مالية في بداية الأمر، في حين قال البعض إن الغلق جاء نتيجة أسباب سياسية، ولكن يبقى الأمر محيراً، خاصة أن الفضائيات الخاصة تعود لملكية أشخاص، ولا تحصل على دعم حكومي أو مساعدات من الخارج تحوم حولها الشبهات، كما يروج البعض.. أما برنامج “القاهرة اليوم” الذي يتم عرضه على شاشة «أوربت» منذ عام 2000، والذي تميز بالجرأة في الطرح، والقدرة على كشف وفضح المستور، والانتصار لرجل الشارع، ومحاولة حل مشاكله التي لا نهاية لها، فقد تلقى طعنة مفاجئة وتوقف نهائياً، ولم يعد للقاهرة أيام على شاشة “أوربت”.. ويقال إن برنامج “القاهرة اليوم” قد تعرض لرموز في الدولة وتجاوز الخطوط الحمراء، بعد أن تناول الانتخابات الرئاسية في مصر في إحدى الحلقات، وهاجم الحزب الوطني، وسط غليان سياسي طاحن يدور الآن بين المعارضة والحكومة، ووسط دعوات متكررة للتغيير، ومحاولة الخروج من سيطرة الوطني على مقاليد الأمور.. وكأن هناك رسالة أراد البعض توصيلها للفضائيات التي ترتدي عباءة الجرأة والحرية، حتى تمشي بجوار الحائط وتتقي شر هذه المرحلة التي قد تشهد سقوط الكثير من الضحايا.. لذلك لاحظنا مؤخراً أن بعض هذه القنوات قد آثرت السلامة، وركنت إلى الاعتدال في الطرح واهتمت بجني ثمار وأرباح الإعلانات، وكانت النتيجة أن بعضها ابتعد عن مشاكل وهموم الناس، خاصة أن مساحة الحرية التي كانت قد حصلت عليها في وقت ما قد تقلصت اليوم، ولم تعد تستوعب أية تجاوزات، في مرحلة حرجة في مسيرة الوطن. وأياً كانت أسباب غلق “أوربت”، فإن الإعلام العربي الخاص لا يزال يعاني من تدخلات السلطة، ولا يزال يرغب في زيادة رقعة الحرية التي يسير عليها، بعيداً عن الرقابة والتربص به، وإذا كنا قد رفضنا منذ عشرات السنين استيراد “الإعلام الـمُعلَّب” الذي يأتينا من الخارج، فإننا اليوم نحارب “تعليب الإعلام” في الداخل، وكتم صوته وصوت المواطن الذي يصارع - فقط - من أجل حياة كريمة.. فهل يكون غلق “أوربت” بداية لوضع الفضائيات الخاصة خارج مدار “القمر” و”البصر” بعد أن أصبحت “صداعاً” مزمناً في رأس الحكومة، تحاول دوماً التخلص منه؟! وهل يكون هذا الإجراء تهديداً مباشراً لهذه الفضائيات لتستوعب الدرس، وتبتعد عن صراعات الانتخابات الرئاسية في مصر بخيرها وشرها؟! أم سنرى قنوات أخرى سيتم إعدامها فضائياً في الأيام القادمة لتكون عبرة لكل فضائية عربية خاصة؟! سلطان الحجار soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©