الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صندوق بتمويل عالمي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر

صندوق بتمويل عالمي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر
4 ديسمبر 2016 12:30
إيمان محمد، ناصر الجابري، عمر الأحمد (أبوظبي) ناقشت الجلسة الرابعة، محور تأسيس صندوق عالمي بالشراكة بين القطاعين الحكومي، والخاص، وترأس الجلسة سيف سعيد غباش المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، فيما أدار الحوار جوشوا ديفيد رئيس الصندوق العالمي للآثار، بمشاركة مريات ويسترمان نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة أندرو دبليو ميلون، والدكتور ماركوس هيلجيرت مدير متحف بيرغامون في برلين، وغولن أتاوي نيوتن المستشار العام للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا. وقال سيف سعيد غباش: إننا في مرحلة تفرض علينا التدخل بشكل عاجل وفعال لحماية التراث المعرض للتدمير أو السرقة، لما للتراث من دور مهم في حفظ الذاكرة البشرية، فهو يعتبر الثروة الحقيقية الإنسانية. وأضاف، أن المبادرة المشتركة التي تقودها دولة الإمارات، وفرنسا، لن تستكمل فقط المشاريع القائمة حالياً، بل ستكون داعمة لها من خلال تشكيل تعاون دولي، وإشراك الحكومات، والمؤسسات، والقطاع الخاص بهدف اتخاذ خطوات عملية، والتوصل لنتائج ملموسة؛ ولذلك تضمنت المبادرة تأسيس صندوق بتمويل عالمي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر، سيعمل على تأمين مصادر التمويل، والاستفادة منها كموارد لتنفيذ خطط التدخل العاجل، والسريع للآثار المهددة بفعل النزاعات المسلحة، والمخاطر باختلاف أنواعها. وأشار غباش إلى أن الصندوق، باعتباره مؤسسة مالية غير ربحية، سيقوم بإيداع المساعدات الدولية، وتخصيصها للجهات المستفيدة، والمواقع الأثرية لضمان إعادة تأهيل هذه المواقع، وفقاً لمعايير الصندوق العالمية، وحمايتها. وتابع: سيتخذ الصندوق من جنيف مقراً له، وسيتم تأسيسه وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية التي تعتمدها الحكومة السويسرية، وتم اختيار جنيف نظراً لوجود المؤسسات، والجهات التي تتمتع بتاريخ طويل في العمل الخيري بها، مؤكداً أن المجلس سيدار من قبل مجلس إدارة يضم في عضويته ممثلين من الشركاء المساهمين في تأسيس الصندوق، إضافة إلى الشخصيات ذات الخبرة الطويلة، كما سيكون هناك دور مهم لمنظمة «اليونسكو»، انطلاقاً من دورها الريادي العالمي. توفير المبالغ من جهته، قال جوشوا ديفيد: «تعد عملية تمويل الصناديق غير الربحية، إحدى العمليات الهامة التي تتطلب تنسيقاً مشتركاً بين مختلف الجهات، وعملاً على توفير المبالغ المطلوبة للتوصل للهدف المنشود، ونحن في الصندوق العالمي للآثار نتعاون بشكل مستمر مع المجلس الدولي للآثار، ومختلف الجهات لرصد مبالغ التمويل المطلوبة للأنشطة ذات العلاقة بحفظ الآثار». وأضاف: «كانت لدينا ميزانية تصل إلى 50 مليون دولار، وفي الولايات المتحدة الأميركية هناك تجربة ناجحة في استخدام التقنيات ذات العلاقة بالترميم والتوثيق، كما حدث في عام 2002، وبشكل عام فإن حفظ الآثار، ونجاح أي صندوق يتطلب الشراكة مع مختلف شرائح المجتمع، وضمان أداء كل طرف بدوره المنوط به بالشكل الذي يحقق نجاح العملية». وأشار إلى أن الصندوق العالمي للآثار استطاع أن يجمع خلال عام واحد نحو 20 مليون دولار، وذلك نتيجة لدعم القطاع الخاص، ومساندة الجهات الحكومية، والإعلان عن تشكيل الصندوق الدولي لإنقاذ التراث الثقافي في أبوظبي يعد مبادرة عظيمة ستظهر نتائجها الإيجابية خلال الفترة المقبلة. الخريطة الذهنية من جهتها، استعرضت مريات ويسترمان الخريطة الذهنية التي تبين مدى ارتباط صون التراث بتطور المجتمعات، والحضارات، فالتراث هو ذاكرة الشعوب، وما تبنى عليه منجزاتها، وتاريخها الذي يؤرخ الحقب الزمنية المختلفة؛ ولذلك تمكن ضرورة تعزيز الجهود لتمويل الأنشطة، والمبادرات التراثية. وأضافت، أن المحافظة على التراث تتطلب حفظ الحقوق، إضافة إلى التوثيق، خاصة في الأماكن التي تشهد صراعات، بحيث يصبح من الضروري تفعيل التوثيق الرقمي، وتوفير الأمان للتراث المهدد، ولدينا في الولايات المتحدة الأميركية تجربة مهمة، حيث يوجد برنامج تعاون دولي مع متحف المتروبوليتان، إضافة إلى مدرسة مخصصة بالتدريب في ألمانيا، تعنى بتوفير الأدوات كافة للمتدربين، وتعليمهم حول الطرق المثلى في التعامل مع أنواع الآثار المختلفة، وتكمن المشكلة في بعض البلدان أنها تضم عدداً كبيراً من الآثار، ولكن يوجد نقص في عدد المتدربين في مجال الآثار، أو الخبراء القادرين على التصرف في حالات الطوارئ كالحروب، والكوارث الطبيعية. وأشارت ويسترمان إلى وجود البرنامج المشترك بين بعض القطاعات في الولايات المتحدة، وهولندا، التي تقوم على برامج تعنى بتطوير القيادات في المجال التاريخي، والثقافي، كما تم العمل مع وزارة الثقافة في الهند عبر اجتماعات أسبوعية لتنسيق الحفاظ على الآثار. وشددت ويسترمان على أن مفهوم تمويل الآثار هو الالتزام بعملية الدفع المادي، إضافة إلى التدريب، وتقديم العون المستمر الذي يساعد في تحقيق الأهداف العامة، مضيفة، أن العمل الجماعي يمثل عائقاً في بعض الأحيان، ولكن بوجود الإرادة السياسية، والعمل المشترك سيتجاوز العالم تحدياته. واختتمت ويسترمان كلمتها بتأكيد أن مبادرة دولة الإمارات، وفرنسا في تنظيم المؤتمر، والإعلان عن جملة من المقترحات، والتوصيات، يؤكد عزمهما على المضي قدما في مسار حفظ التراث، مشيدة بالجهود التي تقدم من قبل الدولتين، وحرصهما على إنجاز الأهداف المطروحة. استجابة سريعة من ناحيته، قال الدكتور ماركوس هيلجيرت: «إن التحديات المعقدة تتطلب استراتيجيات تتواكب مع العصر الحديث، واستجابة سريعة من مختلف الجهات الحكومية، والخاصة، ولدينا مثال ناجح للصناديق غير الربحية، التي استطاعت أن تحقق أهدافها، وهو الصندوق المتعلق بالقضاء على شلل الأطفال». وأضاف: «منذ إطلاق مبادرة العمل على مكافحة مرض شلل الأطفال في عام 1998، تم استقطاب نحو 20 مليون متطوع، كما تم ضخ هبات دولية قدرت في حينها بـ 40 مليون دولار، مما أدى إلى تطعيم 2.5 مليون طفل، وتقليل نسبة المرض عالمياً بنسبة تصل إلى 99%، وهو ما يرسل لنا الأمل في صندوق مشابه، ولكن مخصص لحماية الآثار، وتاريخ العالم، ومنعه من الضياع والتدمير». وأكد هيلجيرت أن المبادرة المشتركة الإماراتية الفرنسية تهدف إلى حماية الآثار في مواقع النزاعات، وستساهم في حماية الآثار من مختلف الظروف التي تشمل الجماعات الإرهابية، والتحديات الأخرى ذات العلاقة المجتمعية من مثل الجهل، والفقر، ونقص التعليم، وهو ما يتطلب الشراكات بين القطاعات كافة، وتوضيح أهمية الآثار للسكان المحليين، الاستثمارات في تعليمهم. واقترح هيلجبيرت أن يتم تخصيص جزء من الصندوق الدولي الجديد، وموارده للتأثير الإيجابي على السلوكيات العامة، عبر تدريب، وتعليم الكوادر البشرية التي تعيش في المناطق المتواجدة بالقرب من الآثار، لافتاً إلى أن المتحف الألماني قام مؤخراً بأبحاث بالشراكة مع الجهات ذات الاختصاص حول الممتلكات التي تعرضت للسرقة، كما تم التوثيق الرقمي، والنسخ الثلاثي الأبعاد لمحتويات المتحف في سبيل استدامة المشروعات الثقافية، واصفاً خطوة أبوظبي بالإعلان عن مبادرة الصندوق للحفاظ على الآثار بالخطوة غير المسبوقة في التاريخ، التي ستجعل العالم محافظاً على إرثه الحضاري. الجهود المستمرة من جهتها، استعرضت غولن نيوتن تجربة الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، والسل، والملاريا، والذي تم تأسيسه عام 2012 بـ 12 موظفاً فقط، ولكن الجهود المستمرة، واعتراف العالم بقانونيته أدى إلى حصوله على عدد من مصادر التمويل من الحكومات المختلفة، وجهات القطاع الخاص التي ساهمت في استمراريته. وأضافت: «خلال سبتمبر الماضي، عقدنا المؤتمر الخامس لإنعاش الموارد، وجمعنا خلال أعمال المؤتمر 30 مليون دولار، كما حصد الصندوق المركز الأول في مجالات الكفاءة، والفعالية وفقاً لتقييم الشركاء، وبالتالي من المهم على أي صندوق يتم استحداثه أن يحدد الأولويات، ويعمل على رفع مستويات الوعي».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©