عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
انتهت مساء الجمعة، المهلة التي منحتها الإدارة الأميركية للحكومة الكندية للاتفاق على تعديلات لاتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية، المعروفة اختصاراً باسم «نافتا» NAFTA، من دون الوصول إلى تفاهم بين البلدين، ما يلقي بظلاله على احتمالات اضطرار كندا للخروج من الاتفاقية التي جمعتها بالولايات المتحدة والمكسيك لما يقرب من عقدين ونصف.
وكعادته، غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مواصلاً ضغوطه على الجارة الشمالية، ومهدداً بإخراجها من الاتفاقية، وقال «لا توجد أهمية سياسية للإبقاء على كندا في اتفاق نافتا الجديد». ولم يفت ترامب أن يحذر الكونجرس من التدخل في المفاوضات، حتى لا يضطر لإلغاء الاتفاقية تماماً، «وسنكون وقتها في حالٍ أفضل كثيراً». لكن جورج كابن، المحلل الاستراتيجي بشركة انفيجيونيرينج اتهم ترامب بأنه يعمل على تخويفهم فقط، لأنه لا يمكنه فعل ذلك، «حيث يحدد البند 2205 من نافتا شروط الانسحاب من الاتفاقية، وحيث إن الكونجرس عدل الاتفاقية في عام 1994، فإن الكونجرس فقط هو من يمكنه الانسحاب منها». ولم يعلق أي من أعضاء الكونجرس، الذين انشغلوا على الأغلب بحضور تأبين القيادي الجمهوري جون ماكين، حتى كتابة هذه السطور.
وبينما ينخرط رجال القانون والمشرعون الكنديون في بحث ما يمكن أن يفعله ترامب، يدرك الساسة هناك أن الرجل يفعل دائماً» ما يقول، حتى لو أنكره العرف أو القانون، ورغم معارضة الكثيرين من أنصاره قبل أعدائه.
ومن أجل هذا، بدأ الاقتصاديون في كندا دراسة تبعات خروجها من الاتفاقية التجارية الأهم بالنسبة لها، وتأثيره على مكانتها كأحد أكبر عشرة اقتصادات في العالم.
وعلى الرغم من تأكيد العديد من المحللين على أن خروج كندا من الاتفاقية في حد ذاته لن يتسبب في خسائر ضخمة لاقتصادها، إلا أن أغلبهم توقع أن يتسبب ذلك في هروب الاستثمار الأجنبي، كما رأوا أن فرض ترامب نسبة 25% تعريفات جمركية على السيارات الكندية – كما يهدد – سيكون أمراً كارثياً.
ويقول فيليب كروس، كبير المحللين الاقتصاديين بوكالة ستاتستيكا كندا الحكومية «سيكون هذا كفيلاً بإدخال البلاد في الركود، حيث إن صناعة السيارات مهمة جداً بالنسبة لكندا». بدوره، أكد دوج فورد، رئيس الحزب التقدمي المحافظ بمقاطعة أونتاريو الكندية، أن مئات الآلاف من الوظائف في أونتاريو تعتمد على نافتا.
وقال إن حكومة المقاطعة «ملتزمة بالعمل مع الحكومة الفيدرالية من أجل الوصول إلى اتفاق يحترم عمال مقاطعتنا وصناعاتنا».
