الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد

كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد
14 يوليو 2014 03:18
أحمد شعبان (القاهرة) كفالة اليتيم تعود على الإنسان بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا والآخرة وتساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية وإكرام اليتيم دليل على محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كونه عاش يتيماً وتجعل البيت الذي فيه اليتيم من خير بيوت المسلمين وسبباً لمصاحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الجنة وتدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحوم. ويقول الدكتور زكي عثمان - أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر - جاء الأمر الإلهي بحسن معاملة اليتيم قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) وقال تعالى: فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، «سورة البقرة: الآية 220»، لما نزل قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)، «سورة الإسراء الآية 34»، و(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)، «سورة النساء: الآية 10». كبائر الذنوب أمر الله بالمحافظة على أموال اليتيم وعدم التعرض لها بسوء وعد ذلك من كبائر الذنوب ورتب عليه أشد العقاب فشق ذلك على المسلمين وعزلوا طعامهم عن طعام اليتامى خوفا على أنفسهم من تناولها فأنزل الله تعالى: (... وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى...)، «سورة البقرة الآية 220»، وسألوا النبي- صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فأخبرهم الله تعالى أن المقصود إصلاح أموال اليتامى بحفظها وصيانتها والإتجار فيها وأن خالطهم الناس في طعامهم أو غيره فهذا جائز على وجه لا يضر باليتيم لأنهم إخواننا. ووردت آيات كثيرة تؤكد أهمية معاملة اليتيم بالحسنى، وذكر الله تعالى أن من صفات الذين يكذبون بالبعث والجزاء يعاملون اليتيم بعنف وشدة لأن قلوبهم قاسية ولا يرجون ثواباً ولا يخشون عقاباً ولا يحضون غيرهم على إطعام المسكين فكيف لهم أن يطعموه بأنفسهم؟ وقال تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَ * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى* فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)، «سورة الضحى: الآيات 6- 9»، وتتحدث هذه الآيات عن حال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة والده وأمه فقد أصبح يتيماً وهو طفل صغير لا يستطيع تدبر أموره فآواه الله وكفله جده عبد المطلب، ثم عمه أبو طالب وأيده الله بنصره وبالمؤمنين حتى جاء أمر الله تعالى بعدم إساءة معاملة اليتيم ولا أن يضيق صدر الإنسان به ولا ينهره، بل يكرمه ويعطيه مما يتيسر من الخيرات ومعاملته معاملة حسنة. كافل اليتيم كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- أرحم الناس باليتيم وأشفقهم عليه قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً وعد الرسول- صلى الله عليه وسلم- أكل مال اليتيم من السبع الموبقات، فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات» قالوا: يارسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»، ونهى النبي- صلى الله عليه وسلم- من كان ضعيفاً من الصحابة عن تولي مال اليتيم وقال- صلى الله عليه وسلم: «ألا من ربى يتيما له مال فليتجر به ولا يتركه حتى تأكله الصدقة»، وأثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - على بيت فيه يتيم يحسن إليه، فقال: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه» وقال - صلى الله عليه وسلم: «من عال ثلاثة من الأيتام كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين والصق إصبعيه السبابة والوسطى». كما جعل الإسلام الإحسان إلى اليتيم علاجا لقسوة القلب فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه فقال أمسح رأس اليتيم وأطعم المسكين «وهذه من علامات الرحمة في القلوب»، وقال - صلى الله عليه وسلم: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمه أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين إصبعه السبابة والوسطى». تحريم التبني نهى الإسلام عن التبني لأن فيه تضييعا للأنساب، وكان ذلك في أول الإسلام حتى حرم الله ذلك في قصة زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد وزوجا لزينب بنت جحش فطلقها زيد حتى نزل قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)، «سورة الأحزاب: آية 37».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©