الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيخ الشعراوي..مكانه لا يزال شاغراً في رمضان

الشيخ الشعراوي..مكانه لا يزال شاغراً في رمضان
26 يونيو 2015 22:05
سعيد ياسين (القاهرة) رغم تعدد أشكال وأسماء البرامج الدينية التي عرضت خلال شهر رمضان طوال السنوات الماضية، فإن أبرزها كان حلقات الشيخ محمد متولي الشعراوي، التي ارتبطت بها قلوب المسلمين، خصوصاً في الشهر الكريم. ويظل الشيخ الشعراوي ببرامجه وتفسيره للقرآن الكريم حالة تلفزيونية رمضانية يصعب تكرارها، حيث ارتبط به الجمهور طوال العقود الماضية ارتباطاً وثيقاً، ورغم وفاته عام 1998 إلا أن مكانه في قلوب الجمهور العربي لا يزال شاغراً، حيث لم يستطع أحد أن يملأ الفراغ الذي تركه، والذي تنهل منه الأجيال المختلفة من خلال العديد من تسجيلاته، التي يسهل العثور عليها حالياً على موقع «يوتيوب»، وفي آلاف الأشرطة المسجلة له والموجودة في مكتبة التليفزيون. «إمام الدعاة» ويكمن سر روعة وبقاء الشيخ الشعراوي رغم رحيله قبل 17 عاماً في أنه لم يكن يخشى إلا الله، ولم يقبل أبداً أن يشارك أو يسكت على فساد يراه أو يعرف عنه شيئاً، ولم يبخل بعلمه على أحد، وكان للبسطاء ملجأ أمينا لتفسير الدين وسماحة الإسلام، ويعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، وهو ما جعله يحمل عن جدارة واستحقاق لقب «إمام الدعاة». وكان الناس تعرفوا عليه وتوثقت صلتهم به وزاد حبهم له من خلال البرنامج التلفزيوني «نور على نور»، الذي كان يقدمه الإعلامي الراحل أحمد فراج في سبعينيات القرن الماضي، وكان يفسر الشعراوي فيه كتاب الله العزيز، ومن خلاله ذاع صيته في مصر والعالم العربي والإسلامي، ومن التلفزيون المصري انتقل البرنامج إلى إذاعات وتلفزيونات العالم الإسلامي كله تقريباً، خصوصاً أنه كان يفسر القرآن الكريم في سهولة ويسر، وكان يغوص في بحار المعاني والخواطر، ليستخرج الدرر والجواهر، ولم يكن كلامه يخفى على سامعه مهما كان مستواه في العلم، أو قدرته على الفهم، فهو كما قيل السهل الممتنع. وارتبط الجمهور بعد ذلك، خصوصاً في رمضان ببرنامج «حديث الشعراوي» الذي كان يعرض يومياً على شاشة التلفزيون المصري قبل أذان المغرب مباشرة، ونجح من خلاله في تقريب الجمل المنطقية العويصة، والمسائل النحوية الدقيقة، وكذلك المعاني الإرشادية، ووصل بذلك كله إلى إفهام سامعيه، حتى باتت أحاديثه قريبة جداً من الناس في البيوت، والمساجد التي يتنقل فيها لتسجيل حلقاته، حتى صار الناس ينتظرون موعد برنامجه ليستمتعوا بسماع تفسيره المبارك، وساعده في ذلك أن الناس كانوا يألفونه ويحبونه لصفاء نفسه، ولطف معشره، وحسن دعابته، مع مهابة العلماء ووقارهم. واللافت أن شخصية الشعراوي تم تقديمها في مسلسل تلفزيوني عام 2003، تناول قصة حياته منذ مولده في 15 أبريل 1911 في قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر، وحفظه للقرآن الكريم في كُتاب القرية ونبوغه والتحاقه بالمعهد الديني وتفوقه فيه، ثم التحاقه بالأزهر الشريف وسفره للسعودية ثم عودته، وتعيينه مديراً لمكتب شيخ الأزهر وذيوع صيته في العالم كداعية إسلامي من خلال خواطره في تفسير القرآن الكريم، ثم توليه وزارة الأوقاف، كما تعرض المسلسل للمحات من حياته الشخصية مع زوجته وأبنائه، ومواقفه ا?نسانية والحياتية. وقام ببطولة المسلسل حسن يوسف وعفاف شعيب ومحمد الدفراوي وسميرة عبد العزيز، وحمدي أحمد، وسوسن بدر، وجمال إسماعيل، ومفيد عاشور، ومنال سلامة، ومحمد عبد الجواد، ومروة عبد المنعم، وقام بتأليفه الدكتور بهاء الدين إبراهيم وأخرجه مصطفى الشال. ويتوقف المؤلف الدكتور بهاء الدين إبراهيم عند مسلسل «إمام الدعاة»، ويقول: الفنان حسن يوسف هو الذي ألح عليَّ لكتابة المسلسل، حيث كان شاهد نجاح المسلسل الذي تناول قصة حياة السيدة أم كلثوم، وغار من نجاحها والاهتمام بها مقارنة بالشيخ الشعراوي، فعرض عليَّ كتابة مسلسل عن حياته، وقرأت عنه الكثير، ووجدت لديه أجزاء مهولة من تفسيرات القرآن الكريم، ثم جلست ساعات مع ابنه الأكبر «عبد الرحيم» ليحكي لي ما لم تذكره الكتب عنه، ثم بدأت الكتابة، وهو كان ميسراً لي لأن الناس كانت تريد معرفة الكثير عنه، وكيف كانت علاقته بالناس وبأولاده، وبدأت وأنا أقف في مكانة أعلى مقارنة مثلاً بمسلسل «الفتح المبين/‏‏عقبة بن نافع» وهذا كان لحساب المسلسل، وكان مخاطرة أيضاً لأن الناس تصورت الشعراوي بصورة معينة، وكانت ستفاجأ لو سقط العمل، والحمد لله جذب المسلسل الجمهور وحقق نجاحاً كبيراً، وعرض عشرات المرات في العديد من المحطات الفضائية، ونجاحه لم يكن فقط بجودته التي لا تعطيه الرنين الواسع، ولكن الظروف المحيطة بالشعراوي كانت جيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©