السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيوف «الجوهر» تروي حكايات عمرها مئات السنين

سيوف «الجوهر» تروي حكايات عمرها مئات السنين
25 سبتمبر 2010 00:35
شارك جواد علي بوشرار صاحب مركز الروة للسيوف والخناجر والتحف في المعرض الدولي للصيد والروسية “أبوظبي 2010” بمجموعة قيمة من سيوف “الجوهر” الأصيلة والتي يعود تاريخ بعضها إلى 600 عام، وتروي حكايات من التراث العربي والفارسي، في الوقت الذي يتنافس فيه عشرات العارضين العالميين وكبار صناع السلاح على عرض أحدث ما تم التوصل إليه من تقنيات في مجال الرماية. وجاء بوشرار قادما من البحرين إلى العاصمة أبوظبي في إحدى محطاته لعرض مجموعة قيمة من السيوف والخناجر التي وصفها قائلا: “إنها من الآثار النادرة في تاريخنا العربي حيث إنها ترجع لأكثر من ستمائة عام”. وأضاف أن أهم ما يعرضه هذا العام سيوف “الجوهر” والتي يعتبرها على حد قوله أحد أهم أسباب الانتصارات في كثير من الملاحم التاريخية ومنها حروب صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين حيث كان دورها مهما في ترجيح كفة العرب والمسلمين وقتها. وأشار إلى أنه يشارك في معرض الصيد والفروسية للمرة الأولى، لافتا إلى اهتمامه وحرصه على التواجد في المعارض المهمة والتي تجمع العديد من العارضين من مختلف أنحاء العالم. وقال بوشرار: “أعرض أحد أهم مقتنياتي وهو سيف جوهر يعرف باسم “يا قاضي الحاجات” ويعود تاريخه واستخدامه لأكثر من 600 عام مضت”. وأضاف أن أصل صناعة سيوف الجوهر يعود إلى مكان يدعى “الدكن” في بلاد الهند أو ما تعرف حاليا بـ “حيدر أباد”، حيث انتقل بعدها إلى الدولة الصفوية ثم امتد وقتها إلى الدول العربية بداية من دمشق وهو ما يعرف حاليا عند الغرب بالمعدن الدمشقي. وأشار إلى أن أسعار هذه السيوف تبدأ من 370 ألف درهم “100 ألف دولار” لما تحويه من فنون عديدة منها اللمحات الجمالية ومن ناحية فنون القتال حيث إنها تصنع مناسبة للشخص وحسب حجم يده وطول ذراعه وزنده وقامته وخصره. ولفت إلى أن سيف الجوهر كان ذا أثر عظيم في فرض المسلمين سيطرتهم في حروبهم ضد الصليبيين حيث كان يقسم سيوف الصليبيين علاوة على أن معدنه يتشرب السم حيث لا حاجة لأن يقطع الرقبة أو الضرب بقوة لقتل الأعداء بل إن إحداث جرح بسيط باستخدامه يسبب الوفاة بعد دقائق. وقال إن صناع سيوف الجوهر أو “السّلاحين” كما كان معروفا قديما كانوا يعيشون في رغد من العيش لما يملكونه من أسرار هذه الصنعة التي كانت نادرة ولم يكن يعرفها إلا أهلها. وتابع: “إن السلاحين كانوا ينقلون أسرار صناعة سيوف الجوهر إلى أولادهم فقط وليس لأحد آخر لما لها من أهمية حظيت بها لدى الولاة والحكام”. وأضاف أن انقراض هذه الصناعة من الدول العربية جاء بعد هجمات التتار والمغول الذين كانوا يجمعون صناع سيوف الجوهر ويرسلونهم أسرى إلى بلاد التتار. وأشار إلى اهتمام الجامعات في الغرب بهذا النوع من السيوف “الجوهر” حيث تقوم جامعة أكسفورد بمجموعات من الأبحاث حولها للكشف عن أسرار صناعتها وتاريخها. ماجستير في السيوف قال بوشرار إنه يعتزم تحضير رسالة الماجستير في التراث العربي وتحديدا في السيوف وتاريخها، مشيرا إلى أنه يعشقها ويقضي في دراستها أوقاتا طويلة لا يشعر بمرورها. وأشار إلى أنه يقطع عشرات الساعات وآلاف الأميال وراء أي معلومات تؤدي إلى الحصول على سيف له أثر وتاريخ يمكن أن يضيفه لمقتنياته التي فاقت أعدادها المئات من القطع النادرة التي يصعب على مسؤولي المتاحف الحصول عليها. وأضاف أن الهواية لم تكتف بقضاء معظم وقته في البحث والقراءة بل تخطت هذا الحد إلى أن وصلت إلى السفر والترحال بحثا عن معلومات توثق هذه السيوف النادرة إما لجمعها أو محاولة شرائها من أصحابها. وقال بوشرار إن أحد أهم الجوانب التي لابد من التركيز عليها من قبل وزارات الثقافة والتراث في الدول العربية هي حفظ التراث ودعم المهتمين بتوفير الأبحاث والمساعدة في نشر جهودهم في البحث عن التراث بهدف حفظه وتوثيقه للأجيال القادمة. وأضاف أنه يعرض سكين جوهر بقبضة مصنوعة من الزرف أو قرن وحيد القرن يبلغ سعرها 26 ألف دولار علاوة على مجموعة من الخناجر والسيوف العثمانية، وسيوف مثل “غلينج” وهي كلمة تركية تعني قاطع العظم بسب قوته وشدته، حيث يبلغ سعره نحو 27 ألف دولار أمريكي. وأشار إلى أنه يعرض بجانب السيوف مجموعة فريدة من الخناجر والمقابض والخوذات الواقية للرأس والمصنوعة من الحديد وسترات الرقبة بالإضافة إلى عدد من الأدوات المستخدمة في الحروب
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©