فرانس فوتبول: من يسقط عصابة السامبا وزعيمها رونالدينهو ؟

تساءلت مجلة 'فرانس فوتبول' في تحليل أجراه جي ميلان أحد أبرز صحفييها عما اذا كان منتخب السامبا البرازيلي يمكنه الحفاظ على لقبه وما اذا كان هناك منتخب يستطيع أن يقاوم عصابة رونالدينيو ويسقطها من على قمة الكرة العالمية· وقالت المجلة: حقيقة الأمر أن حاملي اللقب البرازيليين مازالوا هم أول مرشح للفوز بالمونديال رغم نتائج مبارياتهم المتفاوتة في التصفيات· وأشارت إلى أن منتخب البرازيل يعتمد بشكل أساسي على نجومه الكبار ومهاراتهم الفردية العالية وعلى رأسهم رونالدينهو الذي وصفته بأنه زعيم العصابة والحائز على لقب أفضل لاعب في العالم عام (2005) ومرشح أيضاً للاحتفاظ به في (2006)· وأكدت المجلة في تحليلها أنه من الصعب على أي منتخب آخر أن يحول بينها وبين إضافة كأس سادسة إلى خزائنها الكروية، وإن كانت المجلة قد أبدت في الوقت نفسه تخوفها لأن هذا الفريق البرازيلي المتميز يعتمد بشكل كبير على مهارات نجومه الفردية واستشهدت المجلة هنا بتصريح لنجم الدفاع البرازيلي العجوز كافو (36 سنة) قال فيه: 'لو كانت البرازيل تريد الفوز فعليها أن تعالج لعبها الجماعي من أجل الاستفادة إلى أقصى درجة بالنجوم رونالدو وكاكا أو روبينهو'·
وعلى جانب آخر تطرقت المجلة للحديث عن الدولة المنظمة ألمانيا وعما اذا كان بمقدورها أن تنجح في تنظيم أول بطولة كأس عالم لها كدولة ألمانية موحدة حيث أن المرة الأولى كانت عام 1974 وكانت باسم ألمانيا الغربية قبل الوحدة، وقالت: لقد نجحت ألمانيا الغربية وهي جزء من ألمانيا في تنظيم مونديال 1974 وكان نجاحاً باهراً على المستوى الرياضي والفني حيث توجت بالحصول على كأس البطولة· وأشادت المجلة قائلة: لأن ذكرى ما حدث في دورة ميونيخ الأوليمبية عام 1972 ما زال ماثلاً في أذهان الألمان، فانهم لم ينسوا ذلك بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً، واستعدوا هذه المرة جيداً للتصدي لأي أعمال عنف أو إثارة، فالارهاب ما زال موجوداً، وأي تجمع رياضي يمثل هذا الحجم الهائل من البشر في كل مكان بألمانيا يثير بلا شك المخاوف من امكانية حدوث ما يعكر الصفو بالنسبة لألمانيا كدولة منظمة· وعلى صعيد التنظيم الرياضي للحدث، قالت المجلة: الألمان يتميزون بالضبط والربط والشدة والحزم والفاعلية، ورئيس اللجنة المنظمة هو القيصر بيكنباور الذي يضع في حسبانه حمى وهوس الجماهير المحلية التي تشاهد مباريات الدوري الألماني (أكثر من عشرة ملايين متفرج في الموسم)· وتوقعت المجلة أن يحقق مونديال ألمانيا نجاحاً غير مسبوق·
ولكن المجلة تساءلت: أين المنتخب الألماني 'المانشفت' من هذا كله؟ وأجابت: لقد اعتادت ألمانيا الغربية (قبل الوحدة) أن تنال شرف الوصول إلى الأدوار النهائية من البطولة أو الفوز بها (3 مرات فوز و7 مرات وصول للمباراة النهائية) ولكن ليس هذا كافياً لأن هناك شكوكاً تحيط بالقدرات الحقيقية لمنتخب المانشفت 2006 بقيادة يورجن كلينسمان الذي تعرض للكثير من الانتقاد بسبب اختياراته التكتيكية وللقائمة ايضاً التي جمعت لاعبا يدعى دفيد أودونكر (22 سنة) لاعب دورتموند والذي لم يسبق له اللعب مطلقاً في المنتخب على غرار الفرنسي فرانك ديبيري لاعب مارسيليا والذي ضمه ريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب فرنسا لصفوف المنتخب، ورغم ذلك قد يحقق هذا اللاعب الفارق· وأوضحت المجلة أن غالبية الألمان يعتقدون أن إمكانيات بالاك ومهارات كلوزه في التهديف لا يكفيان لتحقيق الفوز بكأس العالم و7 في المائة فقط منهم هم الذين يعتقدون في إمكانية نجاح المانشفت في انتزاع الكأس·
** بيرتي فوجتس بطل العالم السابق مع ألمانيا الغربية عام 1974 والمدير الفني الأسبق لمنتخب ألمانيا من 1990 إلى 1998 ومنتخب اسكتلندا من 2002 إلى ،2004 يعمل حالياً وطوال فترة كأس العالم 2006 لحساب محطة التليفزيون الرياضية الألمانية (DSF)، حيث يقوم بتحليل المباريات المهمة في البطولة من خلال لقاءات مع اللاعبين القدامى والصحفيين والحكام· وفي حوار مع مجلة فرانس فوتبول رشح فوجتس البرازيل والأرجنتين لفوز احداهما بكأس العالم 2006 معلقاً بقوله: يمكن الاعتماد على منتخب هذين البلدين دائماً· وأضاف أعتقد أن فرنسا ايضاً يمكنها المنافسة على الكأس وأنها ستكون أفضل مما كان عليه حالها في مونديال ·2002 وأوضح أن منتخب انجلترا يمكن الاعتماد عليه أيضاً حتى لو كان هذا المنتخب يعاني من مشكلات هجومية نتيجة لإصابة روني، وحتى لو كان ليس لديه حارس مرمى بارع، فالانجليز يمكنهم الذهاب بعيداً في هذا المونديال·
وعن الحصاد الأسود للبطولة قال فوجتس: حصاني الأسود رقم واحد هو منتخب السويد لأنه فريق يصعب على أي منتخب الفوز عليه· وأضاف قائلا: أعتقد أن منتخب كوت ديفوار يمكنه أن يحقق مفاجأة في مواجهة الهولنديين والأرجنتينيين في الدور الأول·
وعندما سألته المجلة عما اذا كان يحلم بنهائي ذي طابع خاص، قال فوجتس: ألمانيا تقدم نفسها على أنها مضيف كامل الأوصاف، وتظهر كرمها وحسن ضيافتها وتعاطفها مع العالم كله·· وشعارنا هو: 'العالم مدعو عند الأصدقاء' وسوف نحترم هذا الشعار تماماً·· والإستادات هي الأجمل في العالم، ولهذا فإنني أعتقد أنه سيكون من الأنسب واللائق أن يكون طرفا المباراة النهائية هما ألمانيا والبرازيل ولو حدث ذلك فسوف يكون ختاماً رائعاً لمهرجان كأس العالم·
وعن النجوم الذين يتوقع تألقهم في المونديال، قال بيرتي فوجتس: هناك كثيرون منهم كاكا وروبينهو وهنري وزيدان وبالاك·· واذا كنت أسمع هنا أو هناك من يقول إن زيدان لم يعد يتقدم مستواه فإنني أرى أن لاعباً بمثل حجمه وثقله لا غنى عنه لمنتخب فرنسا لأنه قائد ويمكنه تغيير سير المباراة بتمريرة رائعة·· وعلى أية حال فإن ألمانيا ستكون سعيدة لو اعتمدت على لاعب مثله في صفوفها·
تضحية برازيلية
صرح كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني لمنتخب السامبا البرازيلي بأن فريقه لديه عدة خيارات مختلفة في الهجوم مشيراً إلى أنه يمكنه تغيير ثلاثة أو أربعة لاعبين دون أن يؤثر ذلك على ايقاع لعب الفريق·
وقال باريرا في تصريحات خاصة لصحيفة الإيكيب الفرنسية إن اللاعبين استفادوا كثيراً من فترة الإعداد التي استمرت أسبوعين قبل السفر إلى فرانكفورت· وأعرب عن أمله في أن يشهد المونديال مباريات قوية ومثيرة· ورداً على سؤال عن الضغوط التي قد يتعرض لها الرباعي السحري كاكا ورونالدينهو ورونالدو وأدريانو، والتي قد تؤثر على أدائهم، قال باريرا: ليس لدينا أي انطباع عن مثل هذه الضغوط التي قد يتعرض لها هؤاء اللاعبين لأننا ببساطة لا نتحدث فيما بيننا عن هذا المربع الساحر، فأجهزة الإعلام هي التي اخترعت هذا التعبير وليس نحن· وهذا الرباعي موهوب جداً ومن البديهي أنه سيتعين عليهم التضحية قليلاً بالعودة للخلف لمساعدة زملائهم في حالة الدفاع· وعما سيركز عليه المنتخب البرازيلي في تدريباته المقبلة قبل لقاء كرواتيا يوم 3 يونيو الحالي، قال باريرا: سنركز أكثر على الضربات الحرة الثابتة والضربات الركنية التي لنا وتلك التي علينا، وتمركز الدفاع وتحقيق الانسجام بين تحركات المدافعين والمهاجمين وإن كان الفريق قد تحسن كثيراً في هذا المجال· واختتم باريرا تصريحاته بقوله: عندما تملك البرازيل الكرة فإنه لا يكون هناك الكثير الذي يمكن أن يتعلمه لاعبوها· وشدد مرة أخرى على ضرورة ألا يهمل نجوم الفريق الأربعة الكبار كاكا ورونالدينيو ورونالدو وأدريانو مهامهم الدفاعية·