الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما وكوريا الشمالية.. هدف ضائع!

3 ديسمبر 2016 22:28
فيما قد يعد الجولة الأخيرة من الدبلوماسية النووية، ضمنت إدارة أوباما يوم الأربعاء موافقة بالإجماع على قرار لمجلس الأمن الدولي يهدف إلى تضييق الخناق على أرباح كوريا الشمالية رداً على أنشطتها لتطوير أسلحة نووية وصواريخ باليستية. ويستهدف القرار صادرات الفحم، وهي الصادرات الأكثر ربحاً في كوريا الشمالية، وذلك بخفض حجم مبيعاتها بنحو 60% مقارنة بمستويات العام الماضي. ويعد هذا أمراً جللاً بالنسبة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذي سيواجه الآن عجزاً في الإيرادات بقيمة 700 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي. كما تستهدف العقوبات مصادر أخرى من الدخل بالنسبة لدولة كيم جونج أون المنبوذة، بما في ذلك صادرات الفضة والنحاس والنيكل – والتي تبلغ قيمتها نحو 100 مليون دولار سنوياً – علاوة على تقييد قدرة بيونج يانج على إرسال العمال إلى الخارج لجمع الأرباح التي يحصلون عليها من عملهم. ويمنع القرار كذلك استيراد السلع الكمالية، مثل السجاد وأطقم الخزف الصيني، والتي تتكلف أكثر من 500 دولار وألف دولار على التوالي. بيد أن القرار لا يبعث على الكثير من التفاؤل بأن كيم جونج أون سيخضع لمطالب الأمم المتحدة العديدة لتدمير الأسلحة النووية الموجودة في بلاده والتخلي عن برنامجها لبناء المزيد. وتعليقاً على القرار، قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامانثا باور «إن الولايات المتحدة واقعية بشأن ما سيحققه هذا القرار. وليس هناك قرار في نيويورك، غدا، من المرجح أن يقنع بيونج يانج بالتوقف عن سعيها الحثيث لامتلاك أسلحة نووية». لكن القرار «يفرض تكاليف غير مسبوقة على نظام كوريا الشمالية لتحديها مطالب هذا المجلس»، كما أضافت. والعقوبات، إذا ما تم تطبيقها بالكامل، ستلغي ربع أرباح صادرات كوريا الشمالية. ثماني سنوات من المناورات الدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة خلال فترة ولاية الرئيس باراك أوباما خلفت كوريا الشمالية في عزلة متزايدة. لكنها فشلت تماما حتى الآن في تحقيق الهدف الأساسي من الحد من برنامج الأسلحة النووية والصواريخ في البلاد. فقد قامت كوريا الشمالية بتفجير خمسة أسلحة نووية في اختبارات تحت الأرض منذ العام 2006 أثناء رئاسة أوباما – كما أطلقت عددا من الصواريخ ضمن ترسانتها النووية المتنامية. ويعتقد ضباط المخابرات الأميركية أن هذه فقط مسألة وقت قبل أن يبدأ النظام في بناء صاروخ عابر للقارات، مزود برؤوس نووية وقادر على ضرب الولايات المتحدة. ويهدف قرار يوم الأربعاء إلى معالجة ثغرة كبيرة في مجموعة سابقة من العقوبات التي أقرها المجلس في شهر مارس وتسمح بتصدير الفحم للأغراض المعيشية. وقد طالبت الصين، مع شهيتها الكبيرة للسلع، باستثناء زيادة واردات الفحم من جارتها منذ الربيع. والإجراءات الجديدة هي نتاج لضغط الولايات المتحدة على الصين بشأن هذه القضية، بما في ذلك تهديد مستتر بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراء أحادياً ضد الشركات الصينية التي تقوم بأعمال غير قانونية مع كوريا الشمالية. وقال عضو في الكونجرس لمجلة «فورين بوليسي»: «لقد تم تقييم هذا بعناية من قبل الصينيين. إنهم يريدون تضييق الخناق ولكن ليس إلى درجة تدمير النظام». وعندما يتعلق الأمر بحصول النظام الكوري الشمالي على النقد، فإن الصين تحمل كل النفوذ. وما يقرب من 70% من تجارة كوريا الشمالية تمر عبر الصين، بما في ذلك معظم الإمدادات الغذائية. والفحم عالي الجودة الذي يتم تصديره للصين لاستخدامه في الصناعة يمثل نحو ثلث إجمالي أرباح كوريا الشمالية من الصادرات. وقد احتلت كوريا الشمالية مركز الصدارة في الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أن أجرت أخر تجاربها النووية في ذروة موسم الحملة في شهر سبتمبر. بيد أن التعليقات المتذبذبة للرئيس المنتخب دونالد ترامب قد جعلت من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة القادمة فيما يتعلق بكوريا الشمالية. في شهر فبراير الماضي، اقترح الرئيس المنتخب أن الولايات المتحدة يجب أن تغتال كيم جونج أون، وقال «سأجبر الصين على جعل هذا الرجل يختفي بطريقة أو بأخرى على وجه السرعة». وفي شهر مارس، هز ترامب حلفاء الولايات المتحدة - اليابان وكوريا الجنوبية - باقتراح وجوب امتلاكهما لأسلحة نووية خاصة بهما للدفاع عن أنفسهم ضد كوريا الشمالية - ما كان يعد تحولا كبيرا في سياسة حظر الانتشار النووي الأميركية الراسخة منذ فترة طويلة. *محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©