الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل وباراجواي.. الثقة في تحدي اللعب الجماعي

البرازيل وباراجواي.. الثقة في تحدي اللعب الجماعي
27 يونيو 2015 00:25
نيقوسيا (أ ف ب) تتجه الأنظار الليلة إلى الملعب البلدي في كونسيبسيون الذي يحتضن مواجهة ثأرية بين البرازيل والباراجواي في ختام الدور ربع النهائي من بطولة كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية المقامة في تشيلي حتى الرابع من يوليو المقبل. ويسعى المنتخب البرازيلي إلى التأكيد أنه قادر على التعايش مع افتقاده لنجمه وقائده نيمار الذي انتهى مشواره في البطولة منذ الجولة الثانية لدور المجموعات بعد إيقافه لأربع مباريات، وإلى استعادة شيء من الهيبة التي فقدها الصيف الماضي بعد أن أذل بين جماهيره بخسارته التاريخية أمام ألمانيا (1-7) في نصف نهائي مونديال 2014 ثم أمام هولندا (صفر-3) في مباراة المركز الثالث. ومن المؤكد أن الجمهور البرازيلي لن يتحمل مشاركة مخيبة أخرى لمنتخب «أوريفيردي» الذي ظهر بمستوى متواضع بعض الشيء في مبارياته الثلاث في الدور الأول الذي شهد خسارته الأولى بقيادة مدربه الجديد-القديم كارلوس دونجا على يد كولومبيا (صفر-1) في الجولة الثانية. ويمني المنتخب البرازيلي، الباحث عن استعادة اللقب الذي تنازل عنه عام 2011 ورفع رصيده إلى 9 ألقاب في البطولة القارية، بتحقيق ثأره من الباراجواي التي جردته من اللقب في النسخة الماضية بعدما أطاحت به من الدور ربع النهائي بالذات بالفوز عليه بركلات الترجيح 2-صفر بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقها إلى النهائي الأول لها منذ تتويجها الثاني عام 1979 قبل أن تسقط في المتر الأخير أمام الأوروجواي بثلاثية نظيفة. ومن المؤكد أن مهمة «سيليساو» الذي تواجه أيضا مع الباراجواي في الدور الأول من نسخة 2011 وتعادل معها 2-2، لن تكون سهلة بمواجهة روكي سانتا كروز ولوكاس باريوس ونيلسون هايدو فالديز وفيكتور كاسيريس ورفاقهم في مواجهة «لوس جوارانييس»، وهذا ما أشار إليه دونجا بعد الفوز على فنزويلا (2-1) في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات. وانتظرت البرازيل حتى الجولة الأخيرة لتحجز بطاقتها إلى الدور ربع النهائي للمرة الحادية عشرة على التوالي، وتحديداً منذ أن ودعت البطولة القارية من دور المجموعات عام 1987 في الأرجنتين، ثم حلت ثانية خلف تشيلي، لكن نظام البطولة حينها كان يقضي بتأهل أبطال المجموعات الثلاث إلى الدور نصف النهائي مع بطل النسخة السابقة (الأوروجواي حينها). وبعد أن منيت في الجولة الثانية وعلى يد كولومبيا بهزيمتها الأولى مقابل 11 فوزاً في 12 مباراة خاضتها مع دونجا، تمكنت البرازيل من استعادة توازنها وتجنب إحراج الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 1987 بفوزها على فنزويلا بفضل هدفي ثياجو سيلفا وروبرتو فيرمينو. وتصدرت البرازيل التي تواجه احتمال لقاء غريمتها الأرجنتين في دور الأربعة، المجموعة برصيد 6 نقاط وبفارق نقطتين أمام البيرو وكولومبيا. «أعتقد أن منتخب الباراجواي فريق قوي للغاية مع مدرب تكتيكي جداً»، هذا ما قاله دونجا عن وصيف بطل النسخة الماضية ومدربه الأرجنتيني رامون دياز، مضيفاً: «آمل أن يتمكن لاعبونا من استعادة عافيتهم الكاملة، لقد أظهروا (لاعبو الباراجواي) قوتهم ضد الأرجنتين (2-2 في دور المجموعات) التي تعتبر مرشحة للفوز باللقب، وقد حققوا تطوراً كبيراً في المباريات الأخيرة». واعترف دونجا أن غياب نيمار له تأثيره الكبير على المنتخب، لكنه أكد في الوقت ذاته أن بإمكان «سيليساو» التقدم إلى الأمام من دونه، مضيفاً: «غياب نيمار سيؤثر على أي فريق. عندما لا يكون موجوداً عليك أن تجد الحلول، كوبا أميركا بطولة صعبة جداً، ولم يكن هناك سوى فارق هدف واحد في كل مباراة تقريبا، وحدها تشيلي كانت خارج السرب»، في إشارة إلى فوز أصحاب الضيافة على الإكوادور وبوليفيا 2-صفر و5-صفر، فيما انتهت المباريات الـ16 الأخرى في المجموعات الثلاث بالتعادل أو بفوز بفارق هدف وحيد. وواصل بطل مونديال 1994: «الآن، علينا أن نلعب من أجل الفوز، نحن نعمل دائماً من أجل تجنب الاعتماد على لاعب واحد، نحرص على أن يتمكن الجميع من صنع الفارق، نؤمن الآن بأن البرازيل ستلعب بشكل أفضل، وستتمتع بقدرة أكبر وبمزيد من الثقة، المباريات في الأدوار الإقصائية أصعب دائما وأكثر تقاربا، يجب أن نستغل قدراتنا الفنية». ومن جهته، رأى فيرمينو الذي انتقل قبل ساعات معدودة من هوفنهايم الألماني إلى ليفربول الإنجليزي في صفقة قدرت قيمتها بـ29 مليون جنيه إسترليني، بأن منتخب بلاده يتحسن رغم غياب نيمار، مضيفاً: «بالطبع نحن نشعر بالحزن بسبب إيقافه وانتهاء مشاركته، لكن سيليساو يتحسن من مباراة إلى أخرى وبإمكان تحقيق الانتصارات في كوبا أميركا». وتابع: «مباريات الأدوار الإقصائية حاسمة ولن تكون الأمور سهلة، جميع المنتخبات الأميركية الجنوبية تعمل بجهد كبير لكن فريقنا يكسب القوة من مباراة إلى أخرى». وفي ظل غياب نيمار عن البرازيل احتكم دونجا إلى روبينيو في المباراة الأخيرة أمام فنزويلا وقد استطاع المهاجم المعار من ميلان الإيطالي إلى فريق بداياته سانتوس من الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه بحسب تقييم فيرمينو الذي قال عن زميله البالغ من العمر 31 عاما: «روبينيو مثال يحتذى به بالنسبة لنا جميعا، لقد ساعدنا كثيراً، قدم مباراة رائعة ولن يتغير الوضع أمام الباراجواي، لكننا ندرك أننا في الأدوار الإقصائية ويجب أن نفوز». وبعد أن فقدت أبرز نجومها مبكرا بسبب الإيقاف ستواصل البرازيل الاعتماد على سلاح اللعب الجماعي عندما تلتقي باراجواي الليلة، في ختام منافسات دور الثمانية، وفي غياب نيمار، اعتمد المنتخب البرازيلي على التعاون الفعال بين عدد من المهاجمين ذوي القدرات الأقل أمثال روبرتو فيرمينو وفيليبي كوتينيو ودييجو تارديللي وكذلك المخضرم روبينيو، حيث أدرك الفريق أنه لم يعد لديه سوى سلاح اللعب الجماعي ليحل مكان مهارات النجم الواحد. وسارت الأمور جيدا بالشكل الكافي للوصول إلى دور الثمانية، فبعد إيقاف نيمار، تغلبت على فنزويلا 2 - 1، ويأمل المنتخب البرازيلي تكرار ما قدمه أمام فنزويلا في مواجهة باراجواي. ومن المعسكر الآخر، يدخل منتخب باراجواي المواجهة بثقة عالية رغم أن العديد من الشكوك كانت تحوم حوله قبل انطلاق البطولة الحالية، والتي خاضها تحت قيادة مديره الفني الجديد رامون دياز. فالمنتخب الباراجوياني لم يغب فقط عن نهائيات كأس العالم 2014 بعد أربع مشاركات متتالية في المونديال، ولكنه أنهى تصفيات أميركا الجنوبية في المركز الأخير. وحذر المدافع برونو فالديس بلاده من أن البرازيل لا تزال قوية رغم غياب نيمار، مضيفاً: «البرازيل دون نيمار فريق مختلف لكننا ندرك أنهم يملكون لاعبين رائعين آخرين، نحن مسترخون ونعمل من أجل تحقيق النتيجة المرجوة». أما زميله لاعب الوسط أوسمار موليناس، فرأى أن منتخب بلاده سيستفيد من أسلوب اللعب المفتوح لمنتخب البرازيل، خلافاً لما كان عليه الوضع في مباراته الأخيرة في دور المجموعات ضد الأوروجواي (1-1). وتابع: «ضد الأوروجواي، كنا ندرك أننا سنخوض مباراة فيها الكثير من الاحتكاك، لقد توقف اللعب أكثر من مرة لأن الأوروجواي معروفة بهذا الأسلوب، لكن الأمر يختلف أمام البرازيل وأتوقع أن نخوض مباراة رائعة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©