إقبال على منتجات برنامج «صوغة»

أمّت أعداد من المواطنين والمقيمين والسياح أمس محال تعرض منتجات برنامج “صوغة”، وذلك على هامش مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل 2010. وشهدت المحال التي تعرض منتجات “صوغة” التي أطلقها صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العام الماضي، إقبالاً جماهيرياً واسعاً، خصوصاً أن ما تقدمه من سلع يمتاز بالجودة العالية، إضافة إلى كونها تعكس الثقافة الإماراتية المحلية. ويأتي برنامج “صوغة”، وهي كلمة تعني باللهجة العامية “الهدية”، ضمن قائمة طويلة من المشاريع التنموية التي يقوم عليها صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بهدف بث روح الريادة وتعزيز القدرة التنافسية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة على التطور التكنولوجي والمزايا الإبداعية بمشاركة فاعلة من الكوادر المواطنة المؤهلة، وذلك عبر توفير حزمة من التسهيلات والخدمات التمويلية والتسويقية والإدارية والفرص الاستثمارية وتأمين بيئة مثالية لضمان استمرار نجاح تلك المشاريع وتطورها. أما عن الشرائح المجتمعية التي يتوجه لها الصندوق، فتشمل الخريجين الجدد من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة ومتقاعدي الخدمة المدنية والعسكرية، إضافة إلى الراغبين في توسيع مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة القائمة حالياً. أما أصحاب المشاريع المنزلية والحرف فيوليهم الصندوق أهمية بالغة، حيث تتمتع هذه الفئة بحصة الأسد، وهو ما لمسته “الاتحاد” خلال جولتها في السوق الشعبي الذي ضم أربعة محال جميعها تعرض منتجات برنامج “صوغة” التي تقوم عليها مجموعة من مواطنات المنطقة الغربية تضم حوالي 22 ربة بيت، ممن استفدن من البرامج والدورات التدريبية التي قدمها صندوق خليفة لهن. وقدمت المنتجات من أربع مدن في المنطقة الغربية، تميزت من بينها غياثي بوفرة مصنوعات السدو والتي كان نسوة المنطقة يمارسنها كهواية، ليدعم صندوق خليفة هذه الهواية ويحولها إلى حرفة يدوية تقبل عليها النسوة ويروجن لها محلياً ودولياً. وعن مشاركة “صوغة” بالسوق الشعبي المقام على جانب فعاليات مهرجان الظفرة في دورته الثالثة، قال عبدالله أحمد الهاملي تنفيذي أول بقسم دائرة الدعم والتطوير في صندوق خليفة، إن الهدف الأساسي من مشاركتنا في مثل هذه المعارض المحلية ذات الصبغة الدولية هو فرصة لإبراز ودعم أصحاب المشاريع الممولة من قبل الصندوق والتي تخدم التراث الإماراتي الأصيل من صناعة السدو والخوص، ومعدات الإبل والصقور وكذا تغليف التمور، فعرض مثل هذه المنتوجات المحلية يهدف إلى تسليط الضوء عليها وتحويلها من مشاريع مبتدئة إلى مشاريع تجارية تدر الأرباح الوفيرة وتنشط القطاع الاقتصادي بالمنتجات الإماراتية المحلية. وفي سياق متصل، زار السفير السويسري المعتمد لدى الدولة وولفجانج أماديوس برولهارت السوق الشعبي للمرة الثانية، ترافقه حرمه جوي فاندرياس برولهارت التي أبدت إعجابها بالمنتوجات اليدوية التي تقدمها نسوة برنامج “صوغة” واللواتي ابتكرن أشياء نستخدمها بشكل يومي كأغلفة الموبايلات والبلاك بيري وحتى المقالم والحقائب وكل ما يخطر بالبال مقتنية منهن عدة أشياء نالت إعجابها، خصوصاً أنها تعكس التراث الإماراتي المحلي الأصيل والذي يجذب السياح من مختلف بقاع العالم. وكان صندوق خليفة أطلق العام الماضي برنامج “صوغة” بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كمبادرة اجتماعية واقتصادية وتنموية معتمدة بشكل رئيسي على تطوير وتسويق المنتجات الحرفية المستمدة من التراث الإماراتي محلياً وعالمياً. وتهدف هذه المبادرة إلى الحفاظ على التراث المحلي (الحرف اليدوية، المنسوجات، المأكولات الشعبية، مشغولات الزينة التقليدية) عبر تدريب الأيدي العاملة ثم تطوير المنتجات وصولاً إلى خلق شبكات تسويقية فاعلة ومجدية. كما تستهدف المبادرة تمكين أصحاب الحرف التراثية من إيجاد مصدر مستدام للدخل عبر الاستثمار في مهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم الفنية في المجالات التراثية