الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحكمة من العبادات

10 يونيو 2006

قال تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
حينما خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض وأمر الملائكة بالسجود له، لعظمة صنعه، وبما أودع فيه من روحه وجعل له السمع والبصر والعقل، فحينما يرى عجيب صنع الله له من دقة وعظمة يرى قدرة الخالق عليه سبحانه· وبما أن الله سبحانه جعل هذا الإنسان هو أرقى المخلوقات فأراد الله سبحانه أن يصون هذا الإنسان ويحافظ عليه ليؤدي دوره على الأرض بقوله: (إني جاعل في الأرض خليفة)·
ففرض له العبادات، ولأهميتها جعل هذا السلوك فريضة لما له من أهمية لهذا الإنسان ليؤدي دوره في هذه الفترة الزمنية التي قد وهبها الله له ليختبره بها، كما قال الله سبحانه وتعالى (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون)·
وأهمية هذه العبادات تعطي لهذا الإنسان فوائد منها:
1- اتصاله بالذي خلقه، ليعرفه ويستعين به ويطلب حاجته وحمايته من الأعداء، وسماع صوته عند دعائه، لأن روح هذا الإنسان هي من روح الله تعالى، وليكون تواصلاً بين الأرض والسماء·
2- المحافظة على ديمومة هذا الإنسان، من خلال صحته العامة، فهذه العبادات في الأذكار حركة الفم، وفي حضور القلب سرعة دوران الدورة الدموية، ومن خلال الصلاة رياضة للمفاصل كافة في ركوعه وسجوده حتى يصل الدم إلى أبعد نقطة في الدماغ، وفي خشوعه تحسين لحالته النفسية، ومن خلال الصيام راحة للجهاز الهضمي، ومن خلال الزكاة حماية الفقير من السرقة (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا)، ومن خلال الحج ممارسة لبذل أقصى الطاقات في طلب ما يحتاجه الإنسان، ومن خلال الجهاد حماية الإنسان من الأعداء، فهذه المواقف تساعده على البقاء ليؤدي دوره على الأرض·
3- لينقل الإنسان من حالة الغفلة إلى حالة اليقظة، فالغفلة هي بعد الإنسان عن إنسانيته، وإنسانيته في عقله، فعند الغفلة تتوقف ملكات عقله ويصبح في دور البهيمية، وأما إذا خرج من دائرة الغفلة إلى اليقظة تحركت ملكات عقله وبدأ يفكر، وربما تفتح له منافذ من العلم والمعرفة والتبصر في أموره من خلال حركة تفكيره، وقد عرف بعض العلماء اليقظة بأنها انزعاج القلب لروعة الانتباه· فباليقظة تولد له الفكرة ثم البصيرة ثم العزم· والعبادات تخلص النفس الإنسانية من كثير من العادات: كالشح، والكبر، والحسد·
4- العبادات تنظم الوقت والالتزام، فالعبادات تولد الطاعة لله ثم لوالديه، والعبادات تولد السكينة والهدوء، والعبادات تولد حسن الأخلاق والتصرف أو السلوك الحسن، العبادات تولد حسن العلاقات الاجتماعية والتعارف، العبادات هي صمام الأمان بلا تفريط ولا إفراط لا غلو ولا تقصير، وان العبادات مقترنة بالعمل الصالح (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) والعبادات تولد للإنسان حب العمل الصالح المتقن، وهي السبب في دخوله الجنة ورضا الله عنه إذا أحسن القيام بها، فتولد له الشعور بالثقة بالنفس، والعبادات تخرج الإنسان من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن موت الروح في الدنيا والآخرة إلى حياة الروح في الدنيا وحياتها في الآخرة، فالعبادات حركة دفاعية ضد الهوى والنفس والشيطان والدنيا، وهي تخلص الإنسان من كثير من المشاكل التي تزيده هما وألماً·
ساجدة عبدالكريم
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©