عدد اليوم
أسهم 120 مهندساً إماراتياً في استكمال مؤسسة الإمارات للطاقة النووية العمليات الإنشائية للمحطة الأولى في براكة العام الحالي، وسلمت المؤسسة أنظمة المحطة كافة إلى شركة نواة للطاقة، لتتولى مسؤولية العمليات التشغيلية والصيانة.
وقبل إطلاق مؤسسة الإمارات للطاقة النووية برنامج «رواد الطاقة» وبرنامج الدبلوم العالي في تكنولوجيا الطاقة النووية في عام 2009، لم يكن هناك سوى بضعة مواقع تتيح للمواطنين الإماراتيين دخول قطاع الطاقة النووية، ولم يكن على مستوى الدولة حينها، سوى مهندس واحد مؤهل في مجال الطاقة النووية وهو السفير حمد الكعبي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أما اليوم، فتوظف مؤسسة الإمارات للطاقة النووية المئات من المواطنين الإماراتيين المتخصصين في مجال الطاقة النووية، والذين يعملون جنباً إلى جنب مع خبراء المؤسسة من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن موظفي الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» شريك المؤسسة في الائتلاف المشترك والمقاول الرئيس للمشروع، حيث تتشارك هذه الأطراف المعلومات والخبرات اللازمة لضمان تطوير مشروع براكة للطاقة النووية السلمية وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والأمن.
يقول علي الحمادي الرئيس التنفيذي للشؤون الهندسية ومسؤول العمليات الإنشائية في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وأحد المهندسين الذين عملوا بشكل مباشر على استكمال الأعمال الإنشائية وتسليم أنظمة المحطة الأولى في مشروع براكة «يستند نجاح البرنامج النووي السلمي الإماراتي بالدرجة الأولى إلى الدعم الكبير الذي يتلقاه من قيادة الدولة الرشيدة والشركاء الدوليين والهيئات المحلية ذات الصلة».
وأضاف: «أسهمت جهود مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الرامية إلى ترسيخ ثقافة السلامة النووية، وثقافة التميز، إضافة إلى مواصلة وضع معايير الجودة والأمن على رأس أولوياتها، في تطوير ودعم الكوادر الوطنية الشابة، ليتمتعوا بالمقومات والمهارات الكفيلة بتأهيلهم لدخول قطاع الطاقة النووية السلمية». الحمادي انضم إلى المؤسسة عام 2010، ويعتبر أحد أبرز المهنيين العاملين في المجال النووي، حيث يحظى بخبرة واسعة في مجالات الهندسة والبناء وضمان الجودة وإدارة المشاريع ومراقبة مستويات الأمان والأداء وإدارة الأعمال.
ويلعب الحمادي دوراً فاعلاً في تطوير مشروع براكة، من خلال المناصب الوظيفية المختلفة التي شغلها، واستناداً إلى خبرته الطويلة التي بلغت 19 عاماً، في إدارة مشاريع الطاقة النووية والنفط والغاز، يحرص على ضمان مواكبة محطات براكة الأربع للمعايير التنظيمية وأفضل المعايير العالمية المتبعة.
تولى علي الحمادي إدارة العمليات الهندسية ومراقبة الجودة وأقسام إدارة الموارد والدعم الهندسي في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، حيث شمل عمله معظم العمليات الإنشائية في مشروع براكة.
ويعد الحمادي مسؤولاً بشكل مباشر عن إرساء معايير جديدة للعمليات الإنشائية، حيث يقود فريق عمل مكوناً من 250 موظفاً، بما في ذلك مجموعة من أبرز الخبراء العالميين المتخصصين في مجال الطاقة النووية ومجموعة من المهنيين الإماراتيين الواعدين في القطاع، الأمر الذي أسهم بشكل قوي في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها نموذجاً يحتذى به في تطوير برامج جديدة للطاقة النووية السلمية على المستوى العالمي.
يضيف الحمادي «يشكل اكتمال العمليات الإنشائية للمحطة الأولى في براكة مدعاةً للفخر.. نجحنا مع شركائنا من كوريا الجنوبية بتحقيق تقدم كبير عبر إنجاز المحطة الأولى في موقع براكة خلال وقت قصير نسبياً، حيث جرى استكمال المحطة خلال 69 شهراً فقط، وذلك بالرغم من حداثة قطاع الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف»يعتبر إنجاز المحطة الأولى بمثابة الخطوة الأهم بالنسبة لنا، نظراً للدروس المستفادة التي تعلمناها وسنقوم بتطبيقها خلال تطوير المحطات الثانية والثالثة والرابعة، ما يضمن تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة والأمن في محطات المشروع كافة».
وفي حين كان هذا الإنجاز قبل ثمانية أعوام بمثابة حلم بالنسبة لعلي الحمادي، فقد أصبح اليوم حقيقة وجعل مشروع براكة للطاقة النووية السلمية نموذجاً يحتذى به لدى قادة القطاع النووي السلمي المستقبليين من مواطني الدولة المتخصصين بمجال الطاقة النووية.
كما يعتبر علي الحمادي مثالاً للمثابرة والتفاني من أجل ترسيخ ثقافة التميز والتطوير العلمي والعملي، والتي تشكل أحد أبرز المقومات التي عززت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بين الدول المرموقة في مجال الطاقة النووية السلمية على مستوى العالم.
