مهلاً كتاب الصفحة
إلى صحيفة 'الاتحاد'···
تحية طيبة وبعد··
رداً على مقالة الأخ حسن علي حبيب التي نشرت يوم الخميس 5 جمادى الأولى 1427 تحت عنوان (آكلوا أموال البشر)، جوهر القضية والمبدأ المنشود من مقالتك وهو اعتماد طلاب الثانوية وغيرهم على أنفسهم عند مذاكرة دروسهم والاستعانة بأصدقائهم أو أولياء الأمور إذا كانوا مؤهلين لتذليل الصعاب والرد على أسئلة أبنائهم الطلاب ولديهم ما يعينهم على توضيح المبهم والغامض من الأسئلة أو الاستعانة بمدرسيهم عن طريق الاتصال بمدارسهم لإزالة الغموض وبيان المبهم أو غيرها من الوسائل المعينة حتى يبتعدوا عن الاستعانة بمعلم خصوصي لما يترتب على ذلك من استنزاف للأموال، وتواكل كما ذكر الأخ الفاضل شيئا يتفق عليه قابيل وهابيل ولا يختلف عليه اثنان ولكن ما أثار فكري وألهب مشاعري ودفعني لكتابة مقالتي هذا الأسلوب الذي يتحدث به وتلك الكلمات التي لا تليق بكتاب الصفحة بداية من العنوان وما يتضمنه ثنايا موضوعه من كلمات مثل (اللصوص الخصوصيون - آكلوا أموال البشر وغيرها) وأحببت أن أوضح شيئاً وهو أن اللص هو السارق المتعدي الذي يحصل على شيء عنوة ودون رغبة وإرادة الشخص المسروق والسرقة في الغالب تتم في غيبة المسروق وإذا اعتبرناه ابتزازاً في بعض الأحيان فلماذا يطأطئ المسروق رأسه إذا لم يعرف أنه أقرب الطرق إلى اكتساب المعلومة وتوضيح المبهم وتذليل الصعاب ولو لم يستفد الطالب من المعلم الخصوصي ليس من الصعب عليه أن يطلب منه عدم الحضور وأن يبحث عن طريق آخر وسفينة نجاة أخرى تنقذه من الغرق فالغريق يبحث عن قشة وما أكثر الغرقَى الذين يهملون دراستهم طوال العام ويأتون في أيام ما قبل الامتحان كهذه الأيام· ليس لديهم حيلة فاضطروا لجلب المدرسين الخصوصيين كما ذكرت في مقالتك وعلينا أن نقوم بعمل دراسة جدوى لهذه الظاهرة وأن نبحث لهم عن الحيل والحلول بدلاً من التجريح، وإذا كان أبوك مؤهلا وساعدك على إفهامك لدروسك، فكم أبا عنده المؤهلات التي تعين ولده على بيان المبهم من الأسئلة وتوضيح الغامض منها؟
أخي الفاضل
أوافقك الرأي أن الدروس الخصوصية لها مساوئ وسلبيات كثيرة ويجب علينا وأدها ولكن اعتراضي وألمي منبعه أسلوبك واختيار الألفاظ وطريقة عرضك للموضوع، فإذا تعذر الحصول على الماء وجب التيمم وأخيراً عما قلت يجب علينا البحث والتنقيب عن الأسباب المؤدية إلى تلك الظاهرة التي نرفضها جميعاً لما يترتب عليها من آثار وخيمة ومحاولة ايجاد الحلول التي بها نستطيع وأدها والتغلب عليها وهذا ما أتمنى منك أن تكتب عنه في مقالتك التالية وأنا علي انتظارها لأشاركك الحديث عنها محاولين توضيح أسبابها وطرق علاجها من دون تطاول أو تجريح حتى تعم الفائدة وينتشر النور ويتوارى الظلام ونبتر أيدي المعتدين والمعتدى عليهم···
محمود عبدالباقي
عدد اليوم
