الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مأمور الجوازات ومفتش الجمارك مهن شاقة تنتظر الدعم والتطوير

مأمور الجوازات ومفتش الجمارك مهن شاقة تنتظر الدعم والتطوير
21 يناير 2014 10:55
تحقيق: لمياء الهرمودي باتت وظيفة مأمور الجوازات ومفتشي الجمارك من الوظائف التي تعاني من عزوف الشباب عنها، خاصة أنهم يجدون فيها الصعوبة، وتحتاج إلى إعادة دراسة في عملية توزيع ساعات العمل والورديات، خاصة أن عدداً من الشباب يتركون هذه الوظيفة بعد مدة قصيرة من الالتحاق بها. ودعا عدد من الموظفين العاملين فيها، وآخرون تركوها بعد أن واجهتهم معضلة مجاراة طبيعة عمل المهنة إلى ضرورة وضع آلية لتفادي هذه الإشكاليات، ووضع الحلول المناسبة لها، لتساهم في زيادة نسبة الإقبال على هذه الوظيفة التي أعتبروها شاقة نظرا للمناوبات واختلاف ساعات العمل عن الموظفين الآخرين. وفي المقابل شدد مسؤولون على أهمية هذه الوظيفة، وضرورة تحلي الموظفين فيها بمواصفات خاصة باعتبارهم يمثلون الواجهة الأولى للدولة والإمارة ويقفون على المنافذ الأولى التي يتم من خلالها العبور إلى أراضي الوطن، وتصرفاتهم وردود أفعالهم تخلق انطباعا كبيرا في نفوس الزوار عن الدولة. “الاتحاد” التقت عددا من مأموري الجوزات ومفتشي الجوازات ونقلت للمسؤولين رأيهم في الصعوبات التي تواجه هذه الوظيفة. الصعوبات وقال ماجد علي، باحث عن عمل، إنه علم بالصعوبات التي ستواجهه خلال هذه المهمة من معلومات حصل عليها من أصدقائه، ويقول: ستواجهني صعوبات في تنظيم جدولي اليومي مع هذه الوظيفة الصعبة، حيث تختلف فيها المناوبات من فترة إلى أخرى وتتطلب بعض المناوبات السهر طوال الليل والانتهاء من العمل في الصباح، وذلك يشكل ضغطاً كبيراً على الموظف وإنهاكاً جسدياً وذهنياً. وأضاف: عدد كبير من الأصدقاء ممن يعملون في هذه المهنة حذروني منها، حيث كاد البعض منهم أن يقع في حوادث بمركبته عند توجهه إلى المنزل بعد انتهاء ورديته فجر اليوم التالي بسبب الإرهاق والتعب الناتج عن مواصلة السهر حتى الفجر دون راحة، ولكنني بحاجة إلى هذه الوظيفة، وسأبذل قصارى جهدي للالتزام بها قدر المستطاع. ومن جهته قال نواف إبراهيم: أنا شاب ولست مرتبطاً بمسؤوليات الأسرة والأبناء، لذا أعتقدا أنه في استطاعتي بدء حياتي المهنية في العمل بهذه المهنة، ولكنني لا أعلم إن كنت سأستمر فيها بعد الزواج خاصة وأنني علمت بأن هناك الكثيرين ممن ترك هذه الوظيفة بسبب الصعوبات التي واجهتهم نتيجة مواصلة العمل لساعات طوال تصل إلى 10 ساعات عمل دون نوم، ما أثر على صحتهم وحياتهم العائلية. التنسيق ومن جانبه قال علي المدفع، مدير عام هيئة مطار الشارقة الدولي: “إن هيئة المطار تقوم بالتنسيق مع الإدارات الأخرى من جوازات وجمارك وشرطة بحسب نظام العمل المعمول به في المطار وهو نظام الـ 24 ساعة، لذلك فمن الطبيعي أن تكون ساعات العمل متواصلة، ونظام الورديات هو نظام متبع في مختلف المعابر من موانئ أو مطارات أو أي معبر آخر حدودي، وتكون ساعات العمل في ذروتها خلال فترات معينة، فعلى سبيل المثال هناك ضغط في ساعات الصباح من السادسة إلى الثامنة، ومن الساعة الـ 11 إلى الثانية مساءً ومن السادسة مساءً إلى 12 بعد منتصف الليل، فلابد من تنظيم ديناميكي بين تلك الإدارات في عملية توزيع الموظفين على الورديات وتغييرهم بحسب حجم القوى العاملة لديهم وساعات العمل، وفي المقابل يتم تعويضهم بإجازات وبدلات، ومنها علاوة مأمور الجوازات أو علاوة مفتش الجمارك”. محطة وحول الصعوبات التي قد يواجهها الموظف في هذه الوظيفة وأسباب عزوف وترك البعض لها أوضح قائلا: “إن معظم هذه الوظائف يقبل عليها خريجو الثانوية العامة من الشباب الذين هم في مقتبل العمر وبداية حياتهم المهنية، وعند الولوج إلى المهنة يبحث عن فرص أخرى لتطوير ذاته من خلال إكمال دراسته أو الالتحاق بوظيفة أخرى أفضل ويبقى فيها مادام انه ليس مرتبطا، ولكن قد يتغير ذلك إذا ارتبط وأسس عائلة، فهنا يشعر بأن طبيعة عمله تؤثر على حياته العائلية ويقرر تركها”. وأردف المدفع: “في المقابل نرى سيدات عاملات في تلك المهن وأمهات واستطعن تنظيم أوقاتهن وتطويع حياتهن العائلية مع هذه المهنة وهن مستمرات في العمل حتى اليوم وسعيدات بذلك”. وحول المقترحات والحلول التي ذكرها مدير عام هيئة مطار الشارقة فيما يتعلق بهذه المهنة قال: “من الجيد أن نشجع الشباب على الاستمرار في هذه الوظيفة من خلال تمييزهم عن غيرهم سواء كان من خلال تعويضهم بالأجازات أو إعطائهم بدلات إضافية كبدل للورديات والمناوبات، ويمكن طرح أمور أخرى ودراسة إمكانية تطبيقها في المستقبل”، مؤكداً على أن هيئة وإدارة المطار تدعم هذه الفئة من الموظفين من خلال إشراكهم في دورات تدريبية وتخصصية تعينهم على أداء عملهم بشكل متقن ومتكامل، وذلك بالتعاون مع دائرة الموارد البشرية بالإمارة، وجامعة الشارقة. هجر الموظفين وتشهد الوظيفة هجر الموظفين لها، خاصة من جانب العنصر النسائي نتيجة طبيعة العمل غير المريحة والمردود المالي الضعيف مقارنة بأقرانهن في الجهات الأخرى وعدم توفر أماكن وفترات راحة أثناء الدوام، وفي هذا الصدد تقول بثينة أمين: “لقد عملت لفترة بسيطة كمأمورة جوازات وحاولت تطويع نفسي ووقتي للوظيفة، إلا أن نظام الورديات متعب جداً، خاصة وأنني فتاة فقررت ترك المهنة وإتاحة الفرصة لغيري”. وقصة بثينة مشابهة للكثير من القصص الأخرى لشباب وشابات فضلوا اختيار وظائف أخرى أكثر راحة في فترات العمل وأوقاته. وقال مواطن كان يعمل لمهنة التفتيش سابقاً بالمطار فضل عدم ذكر اسمه: “واجهتني صعوبات عدة في مسألة الورديات، خاصة أن ضغط العمل كبير وساعات العمل الليلية طويلة أيضاً، وعلينا أن نكون حذرين في الوقت ذاته في الحقائب التي تمر علينا من ناحية الفحص والتدقيق، خاصة وأن المهربين يستخدمون حيلاً عديدة وذكية فعلى المفتش أن يكون يقظاً دائماً ليلاحظ أي أدوية، أو عقاقير، أو بضائع مهربة وغيرها من تلك الأمور، ولكن ضغط العمل وضعف المردود المادي وعدم وجود امتيازات لصاحب هذه المهنة تقف حائلاً دون استمراره في العمل فيها والبحث عن فرص أخرى ساعات العمل فيها معقولة ومردودها المادي أفضل بكثير، لذا فضلت تركها والعمل في قسم آخر”. وأكد أن هناك طرقاً عدة لخلق بيئة جاذبة للشباب للعمل في هذه المهنة من خلال توفير غرف خاصة مريحة للاستراحة، وتوفير مرافق أخرى لتمييز هذه الفئة من العاملين من صالات رياضية ومنتجع باشتراك رمزي وغيرها من المميزات والحوافز التي تشجعهم للبقاء فيها، فضلاً عن منحهم شهادات تخصصية في مجال التفتيش وقراءة لغة الإشارات للكشف عن أي مجرم أو مهرب ومنعهم من دخول الدولة وتهديد أمنها”. ومن جهة أخرى قال عبدالله العبدولي، مدير الشؤون الإدارية في هيئة مطار الشارقة الدولي: “إن وظيفة مأمور الجوازات مهنة حساسة جداً فهم يمثلون الواجهة الأولى للدولة والإمارة ويقفون على المنافذ الأولى التي يتم من خلالها العبور إلى أراضي الوطن، لذا لا بد من أن تتوفر فيهم شروط ومعايير للعمل في مثل هذه الوظيفة الهامة والشاقة في الوقت ذاته، حيث تتطلب التزاماً كبيراً من قبل المتقدم، وجدية خاصة وأنهم سيمثلون الواجهة الأولى للإمارة والدولة بشكل عام للقادمين من الدول الأخرى، لذا فالمسؤوليات التي تقع على عاتقهم كبيرة، كما أنهم عليهم التحلي بالجدية في أنها أكثر من مجرد وظيفة عادية”. اعتزاز بدور مأمور الجوازات عبر عدد من المواطنين في إمارة الشارقة عن اعتزازهم بالدور والجهد الذي يلعبه مأمور الجوازات، مطالبين بضرورة الاهتمام بهذه الوظيفة من خلال توفير وتسخير الإمكانات اللازمة لتشجيع المواطنين للعمل في تلك الوظيفة من خلال تقليل ساعات الدوام الليلية وتوزيعها على فترات معقولة. وقال محمد العلي، مدير إحدى البنوك في الدولة: “إن مهنة مأمور الجوازات ومفتش الجمارك من أهم المهام وأكثرها تعقيدا، رغم اعتقاد الكثيرين بأنها بسيطة، حيث إن المسؤولية التي تقع على عاتقهم كبيرة، خاصة أنهم يحرسون أحد المنافذ الأولى والمهمة إلى الدولة، فعلى مأمور الجوازات أخذ الحيطة والحذر من المسافرين القادمين إلى أرض الوطن من خلال التدقيق بأنهم غير مطلوبين أو ممنوعين من الدخول، بالإضافة إلى أن على مفتش الجمارك مسؤولية التفتيش بشكل حذر ودقيق في الأمتعة لمنع دخول أي غرض غير مصرح به للدخول”. وقال حمد محسن موظف في إمارة الشارقة: “حتى نشجع الشباب على الدخول والالتزام بهذه النوعية من المهن بشكل جيد على الجهات المعنية الاهتمام بها ودعمها بشكل كبير من ناحية الامتيازات ورفع معدل الراتب”. ومن جهته أعرب المواطن طلال محمد قائلا: “بما أن مأمور الجوازات يمثل الواجهة الأولى للدولة وأول شخص يتعامل معه الزائر، فلا بد من تعيين الأشخاص المناسبين والأكفاء، بالإضافة إلى منحهم الامتيازات التي تشجعهم على تحمل مشاق هذه المهنة من رواتب عالية وتأمينات صحية وغيرها، مشيرا إلى أنه لابد من تعديل عدد ساعات المناوبة التي يناوبها الموظف خاصة في الليل، حيث إنه عادة ما يصعب التركيز في حال لم يكن الموظف حاصل على ساعات نوم كافية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©