الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق اللاجئين: نظرة مقارنة

25 يونيو 2012
فهد فاروقي كاتب ومحاضر وصحفي تحتفل العديد من الدول بالعشرين من يونيو وهو اليوم العالمي للاجئين، فتقيم نشاطات لنشر الوعي حول أوضاع اللاجئين. وهي الأوضاع التي تشكّل تحدياً لسلطات الدول التي تستضيفهم. وقد أدت نزاعات مختلفة وقعت مؤخراً إلى تزايد أعداد اللاجئين، مُبرزةً هذه المشاكل إلى واجهة الاهتمام الدولي. وشهدت الدول الإسلامية خلال السنوات الأخيرة نمواً كبيراً في أعداد اللاجئين. وقد صرح "أنتونيو غويتيريز"، مندوب الأمم المتحدة الخاص لشؤون اللاجئين، مؤخراً أنه "في عام 2011 استضافت دول منظمة المؤتمر الإسلامي نصف الأشخاص الذين تهتم منظمة الأمم المتحدة للاجئين بهم، والذين يبلغ عددهم 17,6 مليون شخص". وفي هذا السياق، من الأهمية بمكان فهم المبادئ الإسلامية المتعلقة باللاجئين، وعلاقتها بالقانون الدولي، وكيف يمكن للاثنين المساعدة على توفير حلول للأمم التي تريد مساعدة اللاجئين. لهذا الهدف، اجتمع العديد من ممثلي الدول الإسلامية في مؤتمر يركّز على اللاجئين في العالم الإسلامي بمدينة أشغابات بتركمانستان الشهر الماضي للتعامل مع هذه القضية بأساليب تشجيع الاستقرار والسلام. إنها قضية حاسمة، وستمر سنوات عديدة قبل أن يصبح لاجئو اليوم قادرين على العودة إلى بلادهم. ويقدّر خالد كوسر، الخبير في مؤسسة بروكنغز بواشنطن العاصمة أن هناك حوالي مليوني لاجئ ممن تركوا بلادهم متأثرين بأحداث "الربيع العربي". وربما انتقلوا إلى ظروف أفضل نسبياً، وقد يبقون في مواقعهم الجديدة إلى حين تحسّن الأوضاع في أوطانهم. ويشكل اللاجئون الأفغان في باكستان مثالاً آخر، فرغم أن باستطاعتهم اليوم إيجاد ملاذ آمن في أفغانستان، فإن انعدام الفرص الاقتصادية هناك جعل العديد من الذين عادوا إلى أفغانستان يعودوا أدراجهم إلى باكستان. وتعززت أهداف المؤتمر، الذي نظمته منظمة المؤتمر الإسلامي بالمشاركة مع حكومة تركمانستان، بعد نشر الجزء الثاني من كتاب مثير للمشاعر عنوانه "الحق في اللجوء بين الشريعة الإسلامية وقانون اللاجئين العالمي"، لمؤلفه أحمد أبو الوفا. يعرّف الكتاب بالشخص اللاجئ ويوضّح حقوقه ويلقي نظرة على حالات تعود إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وكما يوضح الكتاب، لا يميّز الإسلام بين الأسود والأبيض، العربي والعجمي، الداخلي والخارجي. لكن رغم ذلك، ثمة توتّرات بين السكان المحليين وغيرهم في دول شهدت نزوحاً واسعاً من اللاجئين، وخاصة في دول تعاني من الفقر وسوء البنية التحتية، وتجد صعوبة في التعامل مع القادمين الجدد. وحتى يتسنى ملء هذه الفجوة، تقوم بعض الجماعات باتخاذ خطوات لدعم اللاجئ. ففي باكستان مثلاً، توفّر "مؤسسة إدهي" اللوازمَ والإمدادات والخدمات الأساسية، كما تفعل بعض المنظمات الأخرى. ومن الأهمية بمكان أن نلاحظ وجود تداخل بين المبادئ الإسلامية والقانون الدولي عندما يتعلق الأمر بهذه القضية. "لا يوجد فرق كبير بين تعريف الإسلام للاجئ، عند مقارنة ذلك باتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 حول اللاجئين"، يقول أبو الوفا، مضيفاً إن "الإسلام يوفّر الملاذ الآمن على أسس دينية وإقليمية ودبلوماسية، وإن الشخص الذي يُعطى ملاذاً آمناً وكرامة إنسانية في أراضي المسلمين، يسمى "المستأمَن"، أي "الباحث عن اللجوء". وبالمثل، تحمي معاهدة الأمم المتحدة للاجئين حقوقهم في الدخول إلى دولة إذا كانوا يهربون مما يهدد حياتهم أو حريتهم، وتمنع الدول المضيفة من إعادتهم. والحق في توفير الملاذ الآمن لا يقتصر على المسلمين بل يشمل كذلك غير المسلمين، كما ورد في القرآن الكريم: "وإنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ". لذا فإن مبدأ الضيافة الحسنة متأصل في ثقافة الدول الإسلامية. علّق الوزير الباكستاني "نواب زادة مالك أحمد خان"، على التوتّر بين المُثل والممارسة قائلاً: "حسن الضيافة والكرم متأصلان في ثقافتنا وتاريخنا. رحبت المجتمعات المسلمة ولعقود عديدة بالجيران ممن هم بحاجة للمساعدة. ولسوء الحظ فرغم الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين، فإن المعونة الدولية لصالح اللاجئين في تناقص مستمر. ويجري تحميل العبء بشكل كبير على هؤلاء الأقل قدرة على تحمّله". ومن خلال الجهود الرامية لبحث المبادئ الدينية والدولية حول اللاجئين، هناك أمل بأن يجد القادة حلولاً جديدة وواقعية لهذه القضية الملحّة. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©