الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شرق ألمانيا»... استياء من مشكلات أوروبا

25 يونيو 2012
مايكل بيرنباوم لويكنيتز - ألمانيا قد تكون ألمانيا صاحبة أقوى اقتصاد في أوروبا، بيد أن ازدهارها غير متساوٍ لحد كبير، لدرجة أن البولنديين يرونها عبر الحدود بشكل مختلف... فهي من منظورهم مكان يمكن أن يحصلوا فيه على منزل بسعر مغرٍ. والبولنديون الذين تنعم بلادهم في الوقت الراهن بازدهار اقتصادي، يجدون أنفسهم منجذبين لزيارة ألمانيا الشرقية، التي ما زالت تعتبر الجزء الأكثر فقراً من بين شطري ألمانيا على رغم من مرور عقدين على توحيدهما. وفي بلد تندر فيه الوظائف فإن الوافدين الجدد يثيرون رد فعل عكسي في أوساط الألمان الذين يشعرون بدرجة كبير من الانكشاف في الوقت الراهن. وهذا الشعور بالقلق وعدم الارتياح يفسر عدم الحماس الذي تبديه المستشارة الألمانية"انجيلا ميركل"، حيال المقترح الذي سيؤدي لقيام ألمانيا بدفع المزيد من الأموال من خزينتها للمساعدة على معالجة المشكلات المالية لأوروبا. وقد بات من الميسور على البولنديين زيارة هذه المنطقة منذ انضمام بلادهم للاتحاد الأوروبي عام 2004 وازدادت وتيرة تلك الزيارات بعد ما تم إلغاء العوائق الحدودية عام 2007. وعلى مدار السنوات الثماني الماضية ازداد عدد المقيمين البولنديين في المنطقة المحيطة بمدينة "لويكنيتز" الحدودية الجميلة 13 مرة عما كان عليه من قبل، حيث وصل عددهم الآن 1,103 وفقاً لمكتب السجلات المحلية. ومع ارتفاع معدل البطالة في"لويكنيتز" ووصوله لمستوى يزيد كثيراً عن أي مكان آخر في ألمانيا، فإن أي منزل مقام على قطعة كبيرة من الأرض في هذه المدينة لا يزيد سعره عن 90 ألف دولار، كما يقول أحد السماسرة العقاريين وهو ما يعادل تكلفة شقة من غرفة واحدة في مدينة "سيزيسين"، وهي مدينة بولندية منشئة حديثاً يسكنها 400 ألف نسمة، وتبعد نصف ساعة بالسيارة. "في الماضي كان السفر عبر هذا الطريق في اتجاه واحد حيث كان الألمان هم الذين يزورون بولندا كثيراً للاستفادة من الفارق في الأسعار" هذا ما يقوله "كرزيستوف وجثتشوفسكي" الأستاذ في جامعة فيادرينا الأوروبية في "فرانكفورت أندر أودر"، وهي مدينة مجاورة لبولندا. أما الآن- وحسب- قوله"فإن الوضع قد انقلب للنقيض". يقول المسؤولون الألمان إن الإدراك السائد بأن البولنديين، يستولون على وظائف الألمان ليس حقيقياً، علاوة على أن تدفقهم على المدينة يوفرون مشترين للمنازل الألمانية. على الرغم من تأكيد المسؤولين على تلك الحقيقة، فإن ذلك لم يخفف من ضيق سكان مدينة "لويكنيتز"، حيث تحمل المحال فيها لافتات مكتوب عليها باللغتين الألمانية والبولندية، وتتزاحم السيارات التي تحمل أرقاماً بولندية مع السيارات الألمانية للبحث عن مكان للوقوف أمام محال السوبر ماركت. وفي الأيام التي يلعب فيها الفريق البولندي مباراة في كرة القدم، ترفرف الأعلام البولندية ذات اللونين الأحمر والأبيض من نوافذ السيارات ونوافذ المباني دونما مشكلات. غير أن ما يبعث على القلق في هذا السياق أن الحزب النازي الجديد المناوئ للمهاجرين قد حصل على 22 في المئة في الانتخابات المحلية الأخيرة. وعلى الرغم من أن الحكومة الألمانية قد ضخت ما يقرب من تريليوني دولار في ألمانيا الشرقية(السابقة) منذ 1990، فإن الكثير من سكانها الطامحين يسعون للبحث عن فرص خارجها. في الولاية الفيدرالية التي تضم مدينة "لويكنيتز" يقدر بأن 22 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وهو أعلى معدل في البلاد، ويعادل ضعف المعدل الموجود في ألمانيا الغربية(السابقة). "الشباب ينتقلون بحثاً عن الفرص في أماكن أخرى"، هذا ما يقوله:"إتش جيه هافيكوست" 69 عاماً المهندس الكهربائي المتقاعد الذي يضيف"أما نحن العواجيز فليس أمامنا من سبيل سوى البقاء". ويقول "رادوسلاف بوييلا" سمسار العقارات البولندي، الذي أسس مشروعاً لخدمة الزبائن البولنديين بعد أن اشترى، ورمم منزلاً ريفياً ألمانياً على حسابه كي يبيعه بعد ذلك ويحقق ربحاً. في مبنى مكاتب في "لويكنيتز"، يقع"مكتب التكامل"، الذي يؤدي خدمات للواصلين الجدد من البولنديين، فوق مكتب عمدة المدينة "لوثار ميسترينج" الذي يعلق في مدخله منشورات وكتيبات صغيرة، تبين أن تدفق البولنديين على المدينة يصب في مصلحة اقتصادها. يقول "ميسترينج":"أستطيع أن أشير للمشروعات التجارية العديدة التي أقامها البولنديون... أما عن الوظائف التي أخذوها، كما يقول البعض فإنني أود أن أعرف أين هي تلك الوظائف؟" يشار إلى أن القلق السائد في المناطق الأكثر فقراً في ألمانيا يمثل سبباً من ضمن الأسباب التي جعلتها غير راغبة في المساهمة في المزيد من مشروعات الإنقاذ الاقتصادي الأوروبي. ويقول العديد من الألمان إن فكره قيام ألمانيا بدفع المزيد من الأموال لحل مشكلات تسبب فيها الأوروبيون بإسرافهم وعدم رشدهم تبدو فكرة غير منطقية، خصوصاً على ضوء الأوضاع التي يعانون هم منها. وعلى الرغم من أن المشكلات الأكثر إلحاحاً التي تواجهها دول مثل اليونان وإسبانيا، قد دفعت القادة الأوروبيين إلى مطالبة ألمانيا بدفع المزيد من الأموال، فإن استطلاعات الرأي التي تجرى فيها تبين أن الشعب يؤيد التمنع وعدم الرغبة التي تبديها المستشارة ميركل تجاه تلك الطلبات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©