الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فاست» يدخل الصين نادي الدول الفضائية

«فاست» يدخل الصين نادي الدول الفضائية
3 ديسمبر 2016 20:21
بينجتانج (أ ف ب) تأمل الصين من خلال تلسكوب مقام على مساحة ضخمة لمراقبة الفضاء والبحث عن إمكانية وجود حياة فيه، أن تدخل نادي الدول الفضائية من الباب العريض، لكنها في سبيل ذلك أخرجت آلافا من مواطنيها من ديارهم. وأطلق على هذا المقراب المقام على مساحة تعادل مساحة ثلاثين ملعبا لكرة القدم اسم «فاست»، وقد وضع في الخدمة اعتبارا من أواخر سبتمبر الماضي، وبلغت كلفته 1,2 مليار يوان (164 مليون يورو). ويرتفع هذا التلسكوب في مقاطعة جويتشو (جنوب غرب) بين ثلاثة تلال، ويمكنه أن يسبر أغوار الفضاء بدقة لم يسبق لها مثيل، بحثا عن آثار لحياة في الكون. وإذا كان المشروع ذا وجه علمي مثير للإعجاب، إلا أن ثمن إقامته كان إخراج تسعة الآف شخص من ديارهم في منطقة بينتجانج، وما زال الآلاف منهم يحتجون على هذا القرار. وترى بكين أن المشروع سيعوض تأخرها على الركب الدولي في مجال الفضاء، بحسب بينج بو، مدير المراصد الفضائية الوطنية. ويبلغ قطر التسلكوب 500 متر، أي أنه أكبر بكثير من التلسكوب الأميركي «ارسيبو» البالغ قطره 305 أمتار الواقع في جزيرة بورتوريكو. وقال بينج، في مؤتمر صحفي للأكاديمية الصينية للعلوم، «نستطيع الحصول على جوائز نوبل بفضل هذا التلسكوب»، متباهيا بأنه أكبر من التلسكوب الأميركي، ومشيرا إلى أن هذا المقراب الضخم قادر في سنة واحدة على رصد عدد من النجوم النابضة، أي التي تبث موجات كهرومغناطيسية قوية، يوازي ما اكتشف خلال خمسين عاما. ولم تحصل الصين، أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، سوى مرة واحدة على جائزة نوبل، وكانت من نصيب الباحثة تو يويو عن فئة الطب في العام 2015. ويتطلب عمل التلسكوب «فاست» أن تكون المنطقة المجاورة خالية من الموجات الصادرة عن أي جهاز إلكتروني، وذلك في دائرة شعاعها خمسة كيلومترات. ولهذا السبب، أجلت تسعة الآف شخص من منازلهم، وفق ما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة في يوليو الماضي. وأكدت الوكالة حينها أن هؤلاء الأشخاص «سيحصلون على ظروف معيشية أفضل» من التي كانوا عليها، وأن «سكان القرى المجاورة سيحسدونهم». لكن كثيرين ممن أجلوا من بيوتهم يقولون إنهم لم يتقاضوا أي تعويض، وأنهم تعرضوا للإجلاء القسري، ومنهم من دخل السجن. وتقدمت 500 عائلة بشكوى أمام القضاء ضد سلطات بينجتانج. ومن هؤلاء السكان لو جيلونج، الذي يؤكد أن الموظفين الحكوميين هدموا منزله من دون إنذار، وفيما كان غائبا عنه. ويقول لمراسل وكالة فرانس برس «ماذا كان سيجري لو كنت في داخله مثلا». ويضيف جار له يدعى لو «لقد طردونا ووضعونا في أرض لا تتوافر فيها مقومات العيش، 90 % منا يجهدون فقط لتأمين معيشتهم». ويؤكد المحامي مينج شيوجون، الذي يتابع مع مجموعة من زملائه معظم قضايا السكان المطرودين من منازلهم، أن موظفين حكوميين حاولوا ترهيبه، والقول له بضرورة أن يعي الأهمية الكبيرة لهذا المشروع على البلد. ويقول «إنها ليست مسألة اقتصادية فقط، حين تطلب من مواطنين أن يصمتوا حين تضربهم، تصبح القضية قضية حقوق إنسان أيضاً، وإخلالا بدولة القانون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©