دمشق: لا شروط مصرية لحضور القمة العربية

استأنف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مهمته في لبنان أمس مجددا التأكيد على ما تتضمنه بنود المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية، وقال انه سيلتقي خلال مهمته التي تستغرق ثلاثة أيام رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما سيشارك في اجتماع يضم قوى الاكثرية والمعارضة اليوم· ونفى السفير هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام للجامعة أن تكون زيارته الى لبنان هي الفرصة الاخيرة أمام اللبنانيين، مؤكدا ان دوره سيستمر وان مهمته غير مرتبطة بأي سقف زمني وستبقى مفتوحة حتى يتوصل اللبنانيون الى حل لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتوصل الى صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية· ورفض يوسف الرد على سؤال حول ما اذا كان موسى يحمل أفكارا جديدة تتعلق لإنهاء الجدل حول تقاسم الحصص في الحكومة الجديدة· كما رفض الربط بين عقد القمة العربية في دمشق والملف اللبناني، مؤكدا أن القمة ستعقد يومي 29 و30 مارس المقبل وان سوريا بدأت فعليا في توجيه الدعوات· ويأمل موسى في إحياء اللقاء الثلاثي بين مفوضي الاكثرية النائب سعد الحريري والمعارضة النائب الجنرال ميشال عون· إلا ان عون جدد ربط قبول المعارضة بترشيح قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان للرئاسة ضمن ''سلة مطالب'' تتضمن في أولوياتها ضرورة التفاهم على الحكومة والحصول على ''الثلث الضامن'' وقانون الانتخاب· فيما أمل النائب بيار دكاش ان تكون في جعبة موسى حلول جديدة· وأكد عون خلال لقاء تلفزيوني مشترك مع الأمين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله رفض المعارضة التخلي عن ''الثلث الضامن'' في أي تشكيلة حكومية مقبلة· وهو الأمر الذي أكده نصر الله ايضا قائلا انه ''الالية الضامنة لبناء الثقة'' المفقودة حاليا بقوة بين المعارضة والاكثرية· وقال عون ''نحن مستعدون للحوار لكن لا يمكننا أن نقبل مناورة··يقولون نريد انتخاب الرئيس وإبعادكم عن الحكم·· محاولة حذف المعارضة من التأثير في القرار الحكومي غير مقبولة''· ورأى ان المرشح التوافقي للرئاسة لا قدرة لديه على التأثير ، خصوصا في الحكومة لانه محكوم بالأكثرية التي تسمي رئيسها وان خطاب الموالاة ليس خطابا توافقيا والتصرف السياسي تصعيدي وكله تحد· وأكد نصر الله بدوره ان المعارضة تتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات· وقال ''المشكلة الرئيسية اليوم هي فقدان الثقة وأي معالجة سياسية تحتاج لبناء الثقة''، معتبرا ان ''الثلث الضامن'' الذي تتمسك به المعارضة هو الالية الضامنة لبناء الثقة''· وطالب مجددا الجيش بتحقيق جدي وحازم في أحداث الضاحية الجنوبية التي وقعت في 27 يناير ''من دون غطاء لاحد''، معتبرا ان الحفاظ على المؤسسة العسكرية يتوقف على ذلك· وفي المقابل، جددت الأكثرية على لسان النائب السابق فارس سعيد التزامها بتسهيل مهمة موسى والتعاون التام والكامل معه من أجل تنفيذ المبادرة العربية ، لاسيما البند الاول المتعلق بالانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية· وأكد وزير التنمية الادارية اللبناني جان اوغاسابيان (الاكثرية) ان موسى يواجه مهمة صعبة تصطدم بمواقف المعارضة، لافتاً الى ان المبادرة أصبحت محاطة بمزيد من التعقيدات· ووصف البطريرك الماروني نصرالله صفير الوضع اللبناني بـ''الصعب جدا''، معولا على إرادة اللبنانيين الصلبة في مواجهة المصائب التي تحيط ببلدهم، مشيراً الى '' وجود 18 طائفة في لبنان، يجب ان تعيش بسلام، فلا تطغى طائفة على أخرى· وأكدت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ''الاتحاد'' أن موسى لا يحمل أي مقترحات خارج إطار المبادرة العربية وانه في حال لم ينجح مجددا في اختراق الازمة، فإنه لن يعلن الفشل وانما سيترك الامور معلقة الى القمة العربية المقبلة ليقول القادة كلمتهم· ونفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس أن يكون الرئيس المصري حسني مبارك أبلغه بأي شروط لحضور القمة العربية· وقال في مؤتمر صحفي مع نظيرته النمساوية اورسولا بلاسنيك التي التقت الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع في دمشق ''لم أسمع إطلاقا عن وجود شروط مصرية لحضور القمة بل استمعت إلى استعداد مصري للتعاون بين سوريا ومصر من أجل تحسين الوضع والمناخ العربي''· وشدد على ان السلام مع اسرائيل يمر عبر عودة هضبة الجولان المحتلة الى سوريا·