الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المضاربات غير العقلانية تجهض عودة الثقة إلى السوق

9 يونيو 2006
بقلم - زياد الدباس:
ساهمت عدة عوامل في استقرار الأسواق المالية وتحسن مؤشرات أدائها وغياب النظرة التشاؤمية وارتفاع مستوى الثقة والذي أدى الى ارتفاع مستوى السيولة المتدفقة على الأسواق وعودة عدد كبير من المستثمرين الى الاستثمار في الأسواق بعد قناعتهم بانتهاء فترة التصحيح والتراجع والعامل الأول السرعة التي قررت فيها الحكومة تيسير وتفعيل عملية شراء الشركات لأسهمها أما العامل الثاني فهو الافصاح عن عمليات شراء يقوم بها صندوق المعاشات في أبوظبي، حيث ساهم ذلك في إقبال عدد كبير من المستثمرين على أسهم شركات قيادية وشركات منتقاه واعتبر البعض ان دخول الصندوق مؤشر على ان أسعار أسهم الشركات وصلت الى مستويات مغرية استثماريا وتشكل فرصة استثمارية مناسبة، خاصة وان متوسط مضاعف الاسعار قد انخفض الى مستوى 13 مرة وبعض الشركات القيادية انخفض مضاعف اسعارها الى مستويات تتراوح بين 10 و11 مرة أما العامل الثالث فهو قرار المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي بتشكيل لجنة رسمية تهدف الى تفعيل سوق أبوظبي للأوراق المالية من حيث دراسة القوانين والنظم المعمول بها واعداد مشاريع القوانين واللوائح اللازمة لتحسين الأداء·
واستمرت فترة الاستقرار وتحسن معنويات المستثمرين والمضاربين حوالى الاسبوعين تخللها ارتفاع في أسعار اسهم بعض الشركات القيادية وذلك الارتباط ما بين سوقي أبوظبي وسوق دبي بحيث كان تركيز المستثمرين على الأجل الطويل والمتوسط على الفرص الاستثمارية دون النظر او الالتفات في أي سوق متوفرة تلك الفرص، كما تم فك الارتباط بين تحرك سوق الاسهم السعودي وسوق الأسهم الاماراتي باعتبار ان لكل سوق ظروفه وآلياته وانتهت فترة شائعات تأثير الازمة بين ايران واميركا حول الملف النووي على اداء الاسواق كما انتهت خلال هذه الفترة عمليات التصفية القصيرة التي مارستها البنوك على بعض المحافظ أثناء فترة التراجع المؤلمة وبدأت الشاشات تتزين باللون الأخضر يتخللها في بعض الأيام عمليات جني أرباح منطقية، الا ان المضاربات غير العقلانية على أسهم مصرف أبوظبي الاسلامي والتي أدت الى ارتفاع سعر أسهم المصرف الى مستويات اقتربت من حاجز المائة درهم، والتي صاحبها تداولات ضخمة بعد دخول اعداد كبيرة من المضاربين على أسهم المصرف بسبب الشائعات التي كان يروجها البعض عن مستويات غير منطقية سوف يصل اليها سعر أسهم المصرف خلال عدة أيام بحيث وصل مضاعف سعر أسهمه يوم الثلاثاء الماضي وهو اليوم الأخير من المضاربات الى 31,5 مرة·
هذا المضاعف يعكس ارتفاع مستوى المخاطرة في الاستثمار في اسهم المصرف يتجاوز ضعف متوسط مضاعف أسعار السوق والذي بلغ في ذلك اليوم 15,15 مرة ويتجاوز ضعف متوسط مضاعف أسعار أسهم قطاع المصارف في الدولة والذي بلغ 14,9 مرة بينما بلغ مضاعف سعر أسهم بنك أبوظبي الوطني 11,6 مرة واسهم بنك أبوظبي التجاري 13,9 مرة واسهم بنك الاتحاد الوطني 11,2 مرة وأسهم بنك الخليج الاول 14,30 مرة·
والفارق كبير بين مضاعف أسعار مصرف أبوظبي الإسلامي وبنوك إمارة ابوظبي، حيث يوجد قواسم مشتركة بين هذه البنوك من حيث قوة النمو وارتفاع حجم الارباح وتوقعات الاداء، ويعكس هذا الفارق تجاهل المضاربين للمؤشرات المالية ومؤشرات تقييم الأسعار العادلة وبالتالي لم نستفد من التجربة المريرة التي تعرضت لها الأسواق والتي أدت الى خسائر كبيرة تعرض لها معظم المتعاملين والمستثمرين والمضاربين في الأسواق المالية·
واذا كان البعض يتحدث عن دخول مستثمر استراتيجي واشترى حصة من اسهم البنك فإن توقيت دخول هذا المستثمر كان مناسباً، حيث اشترى سعر أسهم المصرف عند مضاعف حوالى 13,7 مرة فقط وبسعر حوالى 42 درهماً ان اسعفتني الذاكرة بينما مايزال مضاعف سعر أسهم المصرف بالرغم من تراجعه ليومين متتاليين بنسبة 10 في المئة يومياً وهو الحد المسموح به للتراجع في سوق أبوظبي 25,6 مرة وسعر 78,70 درهم بينما مضاعف سعر أسهم بنك أبوظبي الوطني 11,03 مرة·
وأكد سوق أبوظبي أكثر من مرة عدم وجود قرارات تؤثر على سعر أسهم المصرف وبالتالي فمن واجب الهيئة التأكد من عدم وجود مضاربات مصطنعة على أسهم المصرف او تحالفات بين كبار المضاربين لرفع سعر أسهم المصرف والتخلص منه على أسعار عالمية حيث أدى تراجع سعر أسهم المصرف ليومين متتاليين بنسبة 10 في المئة الى تراجع حاد لجميع أسهم الشركات المدرجة في سوق أبوظبي وامتد التراجع الى سوق دبي وشمل التراجع اسهم الشركات القيادية التي لم تدخل في حلبة المضاربة·
وأثر هذا التراجع سلباً على الثقة في الاسواق بحيث لاحظنا انخفاض حجم التداول في سوق أبوظبي الى مبلغ 226 مليون درهم بينما ارتفع حجم التداول في السوق الى أضعاف هذا المبلغ عندما تعززت الثقة في السوق في الوقت الذي كنا نتمنى فيه ان تتحرك أموال المضاربين على أسهم الشركات التي تتداول أسهمها بأسعار تقل عن قيمتها العادلة واعطاء السوق فترة استقرار لتعزيز الثقة بحيث لا تعود سيطرة اللون الأحمر على شاشات التداول·
وللأسف فان عددا كبيرا من المضاربين في السوق المحلي غير محترفين ومن العشوائيين في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية وهذا بالطبع يؤثر سلباً على استقرار الأسواق والمضاربات الكبيرة على أسهم مصرف أبوظبي الإسلامي وهذا جمد جزء من سيولة بعض المستثمرين والمضاربين الذين اشتروا أسهم المصرف على أسعار عالية بينما نتمنى من الاستثمار المؤسسي سواء صندوق المعاشات أو صناديق الاستثمار التي أسستها البنوك والمحافظ الاستثمارية التي تمتلكها الشركات المساهمة استغلال فترة تراجع الأسعار خلال الأيام الماضية والتركيز على أسهم الشركات التي تتداول أسهمها بأسعار رخيصة وتتميز بمؤشرات نمو قوية ونتائج الربع الثاني من هذا العام والنصف الأول على الأبواب وحيث نتوقع أن تكون ايجابية وتتفاعل معها الاسواق خاصة وان الربع الثاني لم يشهد اصدارات جديدة وبالتالي فإن أرباح البنوك سوف تكون من أعمالها التشغيلية وهذه الارباح هي التي تعطي مصداقية لنمو الارباح ونوعيتها وجودتها والتي تعكس كفاءة الإدارة والاستغلال الأمثل للموارد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©