الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسراف صفة مذمومة.. ومحرمة شرعاً

الإسراف صفة مذمومة.. ومحرمة شرعاً
26 يونيو 2015 23:35
أحمد شعبان (القاهرة) المال من نعم الله على العباد وهو نوع من الزينة في الحياة الدنيا قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)، «سورة الكهف: الآية 46»، والمال ضروري لقيام حياة الناس في مصالحهم ومعاشهم والعقلاء من يعلمون هذه الحقيقة، ولهذا تراهم لا يبددون أموالهم فيما لا يجدي نفعاً في دنياهم أو أخراهم، وفي المقابل هناك من يستخدم هذا المال في غير موضعه ويسرف فيه ببذخ. يقول الدكتور خالد أبو جندية أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر إن الإسراف مرض يصيب الإنسان، وهو من الصفات والأفعال المذمومة التي نهى عنها الشرع، فكل ما أنفق في غير طاعة الله سرف حتى ولو قليلا، قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، «سورة الزمر: الآية 53»، يطلب الله تعالى بسعة كرمه من عباده المسرفين في الذنوب أن يتوبوا قبل فوات الأوان، وأن لا ييأسوا من رحمة الله فيلقوا بأنفسهم إلى التهلكة. حصاد الثمار والإسراف يتناول المال وغيره قال تعالى محذرا منه: (... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، «سورة الأنعام: الآية 31»، وقال: (... وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، «سورة الأنعام: الآية 141»، في هذه الآية نهي عن الإسراف في الأكل، ودليل على وجوب الزكاة في الثمار، وأن الله يأمر بإخراج الزكاة وقت حصاد الثمار، والله عز وجل امتدح عباده المقتصدين، حيث قال: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)، «سورة الفرقان: الآية 67»، أن من أنفق في غير طاعة الله فهو الإسراف ومن أمسك عن طاعة الله عز وجل فهو الإقتار ومن أنفق في طاعة الله تعالى فهو القوام. والسنة النبوية نهت عن الإسراف قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه»، وقال: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»، وفرق الفقهاء بين التبذير والإسراف الذي جاء النهي عنه في قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)، «سورة الإسراء الآيتان: 26 - 27»، فقالوا إن التبذير هو صرف الأموال في غير حقها إما في المعاصي وإما في غير فائدة لعباً وتساهلاً بالأموال، أما الإسراف، فهو الزيادة في الطعام والشراب واللباس في غير حاجة. أنواع الإسراف والإنفاق في الحق لا يعد تبذيراً ولو أنفق الإنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذراً، ومن أنواع الإسراف الذي يقع فيه بعض الناس إنفاق المال على شرب الدخان والمخدرات والمسكرات، وهي من أعظم صور الإسراف، وفي الولائم وحفلات الزواج وأعياد الميلاد والمناسبات الصغيرة والكبيرة، حيث تقدم بها الأطعمة والمشروبات بكثرة، وكذلك الإسراف في استخدام المياه، كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع وكذلك الإسراف في الأموال في غير محلها قال صلى الله عليه وسلم: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة».. إن خير الأمور الوسط في المسائل التي تتعلق بالإسراف كما قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)، «سورة الإسراء: الآية 29». صفة البخل وفي المقابل حذر الإسلام من صفة البخل ووردت نصوص كثيرة في القرآن تذم البخل وتحذر منه قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)، «سورة الليل: الآيات 8 - 10». وحث الإسلام الإنسان المسرف بمحاسبة ومراقبة نفسه قبل وأثناء الإنفاق، والتفكر والتدبر في النتائج المترتبة على الإسراف والتبذير ، فمن شق عليه الحساب في الدنيا سهل عليه في الآخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©