الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل: قوة صاعدة في الاقتصاد العالمي

24 سبتمبر 2010 22:41
خوان فوريرو الأرجنتين لإلقاء لمحة على تزايد طموحات البرازيل الدولية، ما على المرء إلا أن ينظر إلى مصنع عالي التقنية لصناعة قماش الجينز أُنشئ قبل عامين هنا في أحد أفقر أقاليم الأرجنتين. مالكو المصنع، عائلة "ديلفينو"، أنشؤوا شركة سناتانا للنسيج في البرازيل عام 1963 وبدؤوا بخط إنتاج أقمشة الأرجوحات الشبكية. "آل ديلفينو" في البداية، اكتفوا بالتوسع داخل البلاد، وقرروا الانتقال لصنع الأقمشة لأسواق سراويل الجينز المربحة ففتحوا أربعة مصانع في البرازيل. ولكن في 2008، اتجهت أنظار المدير التنفيذي لشركة "سانتانا رايموندو ديلفينو فيلو" إلى الخارج، ففتح هذا المصنع في هذه المدينة بإقليم "تشاكو" الواقع في أقصى شمال الأرجنتين. واليوم، تقوم الشركة بإنشاء مصنع أكبر حجماً في جنوب تكساس. وتعكس خطوات شركة "سانتانا" حملة توسع بدأها في السنوات الأخيرة المقاولون في البرازيل، التي بدأت تتحول بسرعة إلى واحد من أهم المستثمرين في أميركا اللاتينية وبدأ يُشعر بحضورها في بلدان بعيدة مثل الولايات المتحدة وأفريقيا وأوروبا. ويقول ابن أخ "ديلفينو"، "إيجور بيرديجاو"، 28 عاما، الذي يتحدث ثلاث لغات ويدير المصنع هنا في بويرتو تيرول: "إن سنتانا شركة ذات مخططات كبيرة"، مضيفا "مع مصانعنا الأربعة في البرازيل والمصنع في الأرجنتين والاستثمار (الجديد) في تكساس، نطمح إلى أن نصبح رائد سوق أقمشة الجينز في الأميركيتين في غضون 10 سنوات". ويعزو "بيرديجاو" نجاح الشركة جزئياً إلى الثقة التي تضعها حكومة الرئيس لولا دا سيلفا في المقاولين البرازيليين، حيث أشرفت هذه الأخيرة خلال السنوات الثماني الماضية على توسعٍ منح الاقتصاد البرازيلي وضع ثامن أكبر اقتصاد في العالم. والجدير بالذكر هنا أنه في الثالث من أكتوبر ستجرى انتخابات رئاسية في البرازيل، وتشير جل استطلاعات الرأي إلى أن مرشحة "لولا"، ديلما روسف، هي التي من المرجح أن تفوز. وحسب "لويس ألفونسو ليما"، رئيس المركز البرازيلي لدراسة الشركات عبر الوطنية والعولمة في "ساو باولو"، فقد بلغت استثمارات البرازيل الخارجية في أوائل العقد الماضي 700 مليون دولار سنويا. ومن 2004 إلى 2008، ارتفعت الاستثمارات البرازيلية في الخارج إلى 14 مليار سنويا في المتوسط، وهي في الطريق نحو تجاوز 20 مليار دولار هذا العام. ومن جانبه، يقول "بيرناندو كوساكوف"، وهو خبير سابق في الأمم المتحدة يرأس حالياً مركز بحوث في بوينس آيريس: "إن البرازيل ترغب في أن تصبح لاعبا عالميا... واليوم، وحتى تصبح لاعبا عالميا، فإنك في حاجة لاستراتيجية تدويل، إضافة إلى توافر على سوق داخلية قوية". وعلى الرغم من أن استثمارات البرازيل الخارجية لا تمثل سوى جزء صغير مما تستثمره الشركات الأميركية في الخارج، إلا أن البرازيل بدأت تتحدى الولايات المتحدة في بعض من أكبر اقتصادات أميركا اللاتينية مثل فنزويلا والشيلي والأرجنتين. كما أنها تعمل على تعزيز موقعها كزعيمة في دول أخرى مثل أنجولا، التي كانت مستعمرة برتغالية على غرار البرازيل. في 2008، كان لدى الشركات الأميركية استثمارات عالمية أكبر بـ25 مرة مقارنة مع البرازيل. ولكن ومع قرابة 130 مليار دولار من الاستثمارات في الخارج، تمكنت البرازيل من التقدم على بلدان أخرى ذات اقتصاديات قوية وكبيرة وطموحات دولية مثل الهند وكوريا الجنوبية. ومن بين الشركات التي تقوم باستمارات كبيرة "بيتروبراس"، عملاق النفط البرازيلي الذي يعمل في قرابة 20 بلدا، وشرطة صناعة الطائرات "إيمبراير"، التي تقوم بجمع الطائرات في الصين. هذا بينما تعمل "فال"، وهي شركة تعدين ضخمة، عبر عدد من بلدان أميركا اللاتينية؛ ولدى عملاق البناء "أوديبريكت" مشاريع كبيرة عبر عدد من البلدان الأفريقية. أما "جيردو"، شركة صناعة الفولاذ التي يوجد مقرها في ساو باولو، فإنها تقوم بشراء وتجديد المصانع القديمة في بلدان بعيدة مثل الولايات المتحدة وإسبانيا. فيديريكو تروخييو، مدير غرفة التجارة الأرجنتينية- البرازيلية في بوينيس آيريس، يقول إن الشركات البرازيلية كانت تعتبر ذات يوم بطيئة وغير فعالة. ويوضح تروخييو، وهو محام يعمل مع الشركات عبر الوطنية، أن تلك الشركات تطورت ببطء نتيجة استقرار الاقتصاد البرازيلي، وسهولة الحصول على قروض من بنك التنمية البرازيلي، وتزايد قيمة عملة البلاد، التي تفيد البرازيليين الذين يستثمرون في الخارج. ولعل أقوى قطاع لاستثمارات البرازيل وقوتها هو قطاع المواد الغذائية. ففي 2007، اشترت "جي بي إس فريبوي" "سويفت"، شركة تصنيع لحوم الأبقار الأميركية التي كان يوجد مقرها وقتئذ في جريلي، ولاية كولورادو، بمبلغ 1.4 مليار دولار. وبفضل استثمارات أخرى في الأرجنتين وبريطانيا ومصر وروسيا وشيلي، باتت "فريبوي" اليوم تهيمن على 50 في المئة من قطاع تصنيع اللحوم في العالم، وذلك حسب تقرير للجنة الاقتصادية حول أميركا اللاتينية والكاريبي التابعة للأمم المتحدة. ويقول تروخييو، "إن البرازيل هي أكبر منتج للحوم، وتمتلك أكبر شركات لتصنيع اللحوم في العالم، شركات اشترتها في الأرجنتين وعبر العالم كله. إنه أمر ما كان ليفكر فيه أحد قبل 15 عاما". والواقع أن قوة البرازيل في القطـاع الزراعي تلفت الانتباه بشكل خاص في الأرجنتين، وهي لا تقتصـر على تصنيع اللحوم فقط حيث تقوم الشركات البرازيلية بالاستثمار بقوة في الجوانب عالية التقنية من الصناعة الغذائية من قبيل التكنولوجيا الحيوية وبرنامج حاسوبي يستعمل من قبل الشركات الزراعية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©