الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..التقارب السعودي-الروسي

غدا في وجهات نظر..التقارب السعودي-الروسي
26 يونيو 2015 18:57

التقارب السعودي- الروسي
يقول د. صالح عبد الرحمن المانع : زار ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الماضي، وعقد لقاءات عدة مع مسؤولين روس، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد اصطحب الأمير محمد وفداً سعودياً رفيع المستوى، ضمّ كلاً من وزير الخارجية ووزير النفط ووزير الإسكان، وكذا الرئيس العام لهيئة الطاقة النووية والمتجددة في المملكة، وعدداً آخر من المسؤولين السعوديين.
وكان الهدف العام لهذه الزيارة هو إعادة العلاقات السعودية الروسية لسابق عهدها، حيث كانت تلك العلاقة تمر بفترات من التقارب وأخرى من التباعد. ومن ناحيةٍ تاريخية، فإن الاتحاد السوفييتي السابق كان من أوائل الدول التي اعترفت بقيام المملكة العربية السعودية عام 1926. غير أن سياسات الكرملين نحو المسلمين في الاتحاد السوفييتي قد عكّرت تلك العلاقة فترةً من الزمن، وتدهورت تلك العلاقة بشكلٍ كبير إبان حرب أفغانستان، حيث ساندت المملكة المجاهدين الأفغان الذين نجحوا فيما بعد في إخراج القوات السوفييتية من الأراضي الأفغانية. وخلال حرب تحرير الكويت، قدّمت حكومة المملكة قرضاً لموسكو بقيمة أربعة مليارات دولار، كدعم للاقتصاد الروسي الذي كان منهاراً حينئذ، ولحمل موسكو على إدانة احتلال صدام حسين للكويت، الذي كان حليفاً لها.
وبعد أن تولّى الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، السلطة، حاول تحسين العلاقات مع موسكو، وزار روسيا عام 2003، وأُعطيت بعض العقود لشركات نفطية روسية للتنقيب عن النفط في المملكة. وأدى رئيس الوزراء حينها بوتين زيارة للمملكة في عام 2007، وبدأ مجلس التعاون لدول الخليج العربية أيضاً بفتح مفاوضات للحوار الاستراتيجي مع موسكو. غير أن الثورة السورية وما تلاها من دعم موسكو لحرب بشار الأسد الدموية ضد شعبه، أثّرت سلباً خلال السنوات الأخيرة على العلاقات السعودية الروسية، وقادت إلى تجميدها.
وخلال تاريخها الطويل، ومنذ السبعينيات، دفعت المملكة فاتورة المشتريات العسكرية السورية، وكذا المصرية، من روسيا. وعدّت الشركات المنتجة للسلاح في روسيا ذلك دعماً لاقتصادها، في فترةٍ كان النفط والسلاح يمثلان فيها الصادرات الرئيسة للبلاد.
وفي العام الماضي، عرضت روسيا بيع طائرات وأنظمة عسكرية لمصر، على أن تتحمل المملكة تكاليف تلك الصفقات، غير أن الأبعاد السياسية حالت من دون إتمام ذلك.

قراءة سياسية للمشهد العراقي
يرى د. عبدالله جمعة الحاج أنه على ضوء تمدد تنظيم (داعش) وتوغله في مساحات واسعة من أراضي العراق ومدنه، وعلى ضوء التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق الداخلية ووجود قوات وقيادات إيرانية تقاتل في القطر، يبدو العراق وهو دولة ممزقة بلا سلطة مركزية حقيقية، تتواجد فيه حكومة ضعيفة، وربما منقسمة نتيجة لتكونها من تيارات سياسية معادية لبعضها بعضاً في جوهرها وتمارس العنف ضد بعضها على أرض الواقع.
وأيضاً النظام الإداري لم يتمكن بعد من التعافي من انهيارات ما بعد الغزو الأميركي، وقوات الأمن والشرطة هي عبارة عن تجميع عشوائي لرجال ميليشيات يتلقون أوامرهم من قادة التيارات المختلفة التي ينتمون إليها، والجيش العراقي يبدو بعيداً عن أن يشكل مؤسسة وطنية متماسكة، ويتلقى الهزائم الواحدة تلو الأخرى من تنظيم «داعش» لأسباب جنينية تتعلق بتركيبته المهلهلة وطريقة تشكيله.
في فراغ القوة هذا تنتشر الصراعات السياسية والساخنة، فهناك مظاهر لحرب أهلية بين مكونات العراق الاثنية، خاصة السُنة والشيعة والعرب والأكراد، وهذه المكونات ذاتها منقسمة على نفسها في داخلها. والشيعة منتشون بسبب إزالة السُنة من مراكز السلطة في نفس الوقت الذي يرفض فيه السُنة قبول وضعهم الجديد كأقلية مهضومة الحقوق بعد أن كانوا يسيرون الشأن العراقي السياسي والاقتصادي والاجتماعي لقرون طويلة ويصرون على منع الشيعة من الانفراد بالسلطة والثروة. وتوجد أيضاً صراعات في أوساط الفئات الشيعية المتنافسة والميليشيات التابعة لها، وهناك صراع مثير للاهتمام بين العرب والأكراد، وصراع في أوساط الجماعات العراقية السنية السياسية والقبلية، وبين السنة العراقيين والتنظيمات الإرهابية المرتبطة ب«داعش» و«القاعدة» وغيرهما.

شحنات النفط الإيرانية وآلة الحرب السورية
يقول ماثيو فيليبس :ليس خافياً أن إيران تقدم دعماً حيوياً لنظام بشار الأسد، بيد أن الأمر الأقل وضوحاً هو حجم هذا الدعم، وكم تنفق إيران عليه، وما أشكال الدعم الذي تقدمه؟ هنا تتباين تقديرات الدعم الإيراني إلى حد كبير، استناداً على مصدر المعلومات. ويعتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا «ستيفان دي ميتسورا» أن إيران تنفق 6 مليارات دولار سنوياً على دعم نظام الأسد، ويعتقد آخرون أنه ينبغي أن يؤخذ في الحسبان دعم إيران لـ«حزب الله»، الذي يزود الأسد بالمقاتلين، وفي هذه الحالة يقترب الرقم من 15 إلى 20 مليار دولار سنوياً.
وبغض النظر عن إجمالي قيمة المساعدات، فإن شحنات النفط الخام تعد عنصراً أساسياً في دعم إيران لنظام الأسد، فقد كان لدى سوريا في السابق فائض من النفط الخام، وقامت بتصدير كميات صغيرة من حقولها النفطية في شرق البلاد، بيد أن الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011 دمرت إنتاجها من النفط الخام، الذي انخفض من نحو 400000 إلى 20000 برميل يومياً، وفقاً لتقديرات صدرت مؤخراً عن وزارة الطاقة الأميركية.
وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الخارجية الأميركية الصيف الماضي أن إيران كانت تساعد في تعويض هذا النقص من خلال إرسال النفط مباشرة إلى سوريا، وظلت وتيرة هذه الشحنات وحجمها غير واضحين إلى حد كبير. ويشير تحليل «بلومبيرج» لحركة الناقلات إلى أن إيران قد أرسلت نحو 10 ملايين برميل من النفط الخام إلى سوريا حتى الوقت الحالي خلال هذا العام -بمعدل 60000 برميل يومياً. ومع وصول متوسط أسعار النفط إلى 59 دولاراً للبرميل خلال الستة أشهر الماضية، فإن القيمة تقترب من 600 مليون دولار من المساعدات منذ شهر يناير.

حرب مفتوحة «غبّ الطلب»
‏يرى ?غازي? ?العريضي أن الإدارة الأميركية التي بدأت تدريب قوات سورية تحت عنوان المعارضة المعتدلة «المضمونة»، واجهت مأزقاً بعد انطلاق المرحلة الأولى من المشروع المفترض أن ينتهي بجيش من عشرة آلاف مقاتل في المرحلة الأولى. تم تدريب ألف مقاتل، اختير مئتا عنصر. طلب إليهم التوقيع على تعهد بعدم «قتال النظام»، لأن الهدف هو قتال تنظيم «داعش». رفض مئة وخمسون عنصراً التوقيع، وبقي خمسون! هكذا بكل وضوح تؤكد أميركا أنها لا تريد قتال النظام، المعركة هي مع «داعش»! في البداية كانوا يقولون: «لا نريد معارضة متطرفة، لا نقدم الدعم العسكري، خوفاً من وقوع السلاح بين أيدي مقاتليها».
لم يكن الأمر مبرراً ومقنعاً، ومع ذلك، اليوم يدرّبون هم المعارضة المعتدلة، ويموّلون مبدئياً المشروع ولا يريدون قتال النظام، إذاً، ماذا يريدون؟ ما هي الأولوية؟ لا يريدون معارضة معتدلة لقتاله، ولا يقبلون معارضة «متطرفة»، وحتى في مواجهة «داعش» هم لم يخوضوا معارك حقيقية، ولم يقصفوا مواقع التنظيم بطائرات التحالف الدولي كما يجب. تحركوا مرتين. مرةً عندما أرادوا اعتقال زوجة «أبو سياف» حيّة، ونجحوا في عملية «كوماندوس» معدّة ومدروسة جيداً. قتلوا الرجل وأخذوها حيّة وأخذوا منها ما يريدون من معلومات. هي هدف ثمين، لأنها قتلت عاملة إغاثة أميركية بعد أن عذبتها! ولديها معلومات. والمرة الثانية مؤخراً قصفوا مواقع التنظيم ليتمكن الأكراد من تحرير «تل أبيض»، الأولوية لحماية كردستان العراق، والأكراد اليوم في سوريا على الحدود التركية، بعد تحرير «كوباني» سابقاً التي أصبحت ركاماً. توقيت عملية «تل أبيض» جاءت بعد أيام قليلة من هزيمة رجب طيب أردوغان وحزبه في الانتخابات التركية، وهو الذي كان يطالب بإصرار بإقامة منطقة عازلة آمنة في سوريا يحظر فيها استخدام الطيران من قبل النظام وأميركا لم توافق. إذاً، حتى «داعش»، فقتاله مبرمج ومدروس وفق المصالح الأميركية إنْ في سوريا أو في العراق. فمواقع التنظيم ومقاره وآلياته التي تصول وتجول في الصحراء، وفي المدن المختلفة تقع تحت رقابة أجهزة الرصد والتنصّت والمراقبة الأميركية المتطورة ونشاهدها على شاشات التلفزة، ولا يتم التعرّض لها إلا في الوقت المناسب لبازار التفاوض مع إيران كأولوية أميركية اليوم.
أحد المسؤولين الأميركيين برّر عدم قصف قواته النظام في سوريا، بالالتزام الأميركي بعدم مواجهة إيران أو إزعاجها هناك! إنها حرب مفتوحة ساحاتها، واستخدام طائرات التحالف فيها يكون غبّ الطلب!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©