الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل نجح الممثلون والمخرجون في قيادة عملية الإنتاج الدرامي التلفزيوني؟

هل نجح الممثلون والمخرجون في قيادة عملية الإنتاج الدرامي التلفزيوني؟
24 سبتمبر 2010 22:31
تقول لورا أبو أسعد إنها كممثلة لا تستطيع أن تعبر عن أفكارها وآرائها كما تريد، لكنها عندما دخلت ميدان الإنتاج أصبح بإمكانها أن تختار موضوعات المسلسلات التي ستطرح، وأن تسهم في إرساء تقاليد عمل صحيحة في الوسط الفني كما تقول، في حين تعبر الممثلة الشابة نسرين طافش بصراحة عن أن الممثل لا يشكل إلا جزءاً بسيطاً من عملية كبيرة، وهو بالتالي لا يستطيع أن يكون فاعلاً ومؤثراً في هوية المنتج الفني، وفيما يطرحه من أفكار ومقولات، وتضيف نسرين بنوع من الثقة والاعتزاز: أنا أستعد الآن للمشاركة في صناعة فن الدراما والسينما من خلال نزولي إلى ساحة الإنتاج عبر الشركة التي أسستها. وإذا كانت لورا ونسرين هما آخر من نزل إلى ساحة الإنتاج الدرامي، فإن كثيرين من الفنانين الكبار قد سبقوا إلى هذا الميدان، فهل نجح الممثلون والمخرجون في قيادة عملية الإنتاج الدرامي التلفزيوني، وهل استطاعوا أن يحدّوا من هيمنة الشركات المؤسسة بأموال التجار ورجال الأعمال؟. وإلى أي حد تمكنوا من تحقيق الأهداف التي برّروا بها تأسيسهم لهذه الشركات. أيمن زيدان الأول على صعيد الممثلين، فإن أيمن زيدان يعتبر أول ممثل كبير يتجه إلى الإنتاج من خلال إدارته لشركة الشام المنحلة، حيث نجح في تقديم أعمال درامية ضخمة بدأت بـ (نهاية رجل شجاع)، ولم تتوقف عند (إخوة التراب)، ثم أعقبها بأعمال ضخمة حققت نجاحاً وحضوراً كبيرين، وبعد ذلك أسس أيمن شركة (أكشن) وأنتج عدداً من المسلسلات. ومن الممثلين الذين اتجهوا إلى الإنتاج الفنان المخضرم مظهر الحكيم الذي أنتج عدداً من المسلسلات من خلال شركته الخاصة، كما برز على صعيد الممثل المنتج الفنان سلوم حداد من خلال شركته (الصقر)، حيث استطاع أن ينتج بالتعاون مع تلفزيون (أبوظبي) وبتمويل منه أضخم المسلسلات التي لاتزال عالقة في الذاكرة. كما أن الفنان عابد فهد دخل ميدان الإنتاج من خلال شركته (إيبلا) لكن إنتاجه ظل محدوداً، وهو ينتج مسلسلاً واحداً كل عدة سنوات، وتخضع عملية الإنتاج عنده للمزاج أكثر من كونها تنبع من خطة إنتاجية محددة، رغم أنه حقق نجاحاً واضحاً في الأعمال التي أنتجها كمسلسل (عرب لندن) على سبيل المثال. ياسر العظمة ومرايا منذ بداية مشروعه (مرايا) يشكل الفنان ياسر العظمة حالة خاصة، فهو كان المنتج المنفذ لسلسلة (مرايا) التي تجاوز عمرها ربع قرن، إضافة إلى كونه البطل الرئيسي فيها، كما أن الممثل فراس إبراهيم دخل ميدان الإنتاج منذ سنوات من خلال شركته الخاصة، واستطاع أن يقدم أعمالاً ضخمة، فيما يستعد الآن لإنتاج مسلسل عن الشاعر الراحل محمود درويش، بعد أن حقق نجاحاً كبيراً في مسلسله (أسمهان) الذي أنتجه بشراكة مصرية، وقد بدأ فراس بتمويل أعماله من ماله الخاص قبل خمسة عشر عاماً، لكنه يقول الآن: إن شركاء سوريين وجهات إنتاج مصرية يتعاونون معه، وسيتابع مشواره في التمثيل والإنتاج معاً. ومن الفنانين الذين جمعوا بين التمثيل والإنتاج سامر المصري الذي أنتج (حكم العدالة) ومثل فيه قبل سنتين، كما أنتج هذا الموسم مسلسل (أبو جانتي) ملك التكسي، الذي حصد نجاحاً جماهيرياً جيداً، أما الفنان عبد الهادي الصباغ فقد استمر دون توقف في عمله كممثل ومنتج منفذ. 5 ممثلات منتجات الفنانة جمانة مراد التي تقيم في مصر وتشارك في أفلام ومسلسلات مصرية أسست قبل عدة سنوات شركة للإنتاج في دمشق، لكنها لم تنتج إلا مسلسلاً واحداً ولم تعقبه بالثاني، وإن كانت قد شاركت في (باب الحارة)، بدور زوجة العقيد، أما الفنانة سوزان نجم الدين فقد أسست شركة (سنا) للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، لكنها حتى الآن لم تنتج إلا عملاً واحداً، قامت ببطولته، هو مسلسل (الهاربة). وقبل حوالي عامين، انقطعت الفنانة نسرين طافش عن كل نشاط فني كممثلة، وعكفت على تأسيس شركة إنتاج تلفزيوني وسينمائي، وقد أنتجت برنامجاً وثائقياً تناول ثلاثين فناناً بعنوان (ستارز ألبوم)، وتستعد بحسب ما قالته لنا لعمل سينمائي عربي مهم. ولحقت بنسرين الفنانة لورا أبو أسعد التي وبعد أن انهمكت في دبلجة المسلسلات التركية إلى العربية، اتجهت إلى الإنتاج، وأسست شركة (الفردوس)، وكان باكورة إنتاجها لهذا الموسم مسلسل (قيود الروح)، كما دخلت على خط الإنتاج الممثلة صفاء سلطان، ففاجأت الوسط الفني السوري بإنتاجها لمسلسل (بعد السقوط). ويبدو لافتاً وجود خمس ممثلات من فنانات الصف الأول في مجال الإنتاج، حيث تعبر تصريحاتهن عن الرغبة في التغيير، وعن نقل سلطة الإنتاج من أيدي التجار ورؤوس الأموال، إلى أيدي الفنانين، كما يعدن بإنصاف الممثلين وإرساء قواعد حضارية للتعامل بين المنتج والممثل والمخرج. 6 مخرجين منتجون رغم تعثر تجربة الممثلين المنتجين، فإن تجربة المخرجين المنتجين تبدو أكثر استقراراً وثباتاً، ويقف في مقدمة المخرجين المنتجين اثنان أساسيان من حيث الأسبقية والاستمرار، الأول نجدت أنزور الذي أسس شركة (بانة)، وأنتج عدة أعمال مهمة لمصلحة جهات تلفزيونية عربية بينها (ذاكرة الجسد) لمصلحة تلفزيون (أبوظبي)، كما أنتج هذا الموسم أيضاً مسلسل (ما ملكت أيمانكم)، أما الثاني، فهو المخرج المخضرم هيثم حقي الذي أسس شركة (ريل فيلمز)، ويقوم بالإشراف على إنتاجات محطة (أوربت) في سوريا ولبنان ومصر. ومن حيث الأسبقية، فإن المخرج يوسف رزق يعتبر من أوائل من أسسوا شركة إنتاج، ومول عدداً من مسلسلاته، كما قام المخرج حاتم علي بتأسيس شركته (صورة)، وأنتج من خلالها مسلسلات (أبواب الغيم) لمصلحة قناة دبي الفضائية، ومسلسل (مطلوب رجال)، وكان مسلسله (صراع على الرمال) باكورة أعماله كمنتج منفذ، أما المخرج بسام الملا، فقد انضم إلى قائمة المخرجين المنتجين من خلال مسلسل (باب الحارة) بأجزائه الخمسة، وفي هذا العام دخل المخرج باسل الخطيب ميدان الإنتاج من خلال مسلسل (أنا القدس) الذي أنتج بالشراكة بين شركته وشركة إنتاج مصرية. منتجون منفذون تبقى السمة الغالبة لشركات الإنتاج السورية التي يملكها ممثلون أو مخرجون تتمثل في أنها تقوم جميعاً بدور المنتج المنفذ، وهو ما يجعل التفاؤل بأن يقود الفنان سلطة الإنتاج ومضمونه الفكري أمراً صعب المنال، وإن كان الفنانون يتغنون به كثيراً، ودون أن يمنع ذلك من وجود لمسات خاصة للفنانين المنتجين في الأعمال التي ينفذونها. ولعل من المفيد أن نذكر هنا أن عدد شركات الإنتاج السورية المرخصة وصل إلى 400 شركة، لا يعمل منها سوى 20 حالياً.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©