الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لقبت بمارلين مونرو الأدب.. يوميات سيلفيا بلاث بـ «العربية»

لقبت بمارلين مونرو الأدب.. يوميات سيلفيا بلاث بـ «العربية»
1 سبتمبر 2018 01:49

محمود إسماعيل بدر (عمّان)

«سيلفيا بلاث (1932 – 1963) شاعرة وروائية وكاتبة قصة قصيرة أميركية، اعتبرها نقاد الأدب واحدة من أعظم شاعرات القرن العشرين، بطريقة درامية مأساوية، وصدرت مؤخراً يومياتها عن دار المدى للثقافة والنشر ببغداد، بترجمة وتحقيق المترجم العراقي المقيم في هولندا عباس المفرجي، في حين أن الطبعة العربية الأولى لا تحتوي كامل اليوميات، بل تمّ اختيار بعضها الذي تعرض فيها كل شيء يتعلق بكتاباتها، قراءاتها، أفكارها حول الأسلوب، اللغة، وطموحاتها الأدبية، إضافة إلى مصاعبها وأزماتها الشخصية، وتأثرها في الكتابة بكل من: إيميلي برونتي، فيرجينيا وولف، ديلان توماس، ثيودور روينك، إيميلي ديكنسون.
بدأت بلاث كتابة يومياتها في مجموعة دفاتر وكرّاسات وأوراق منفصلة في بداية مراهقتها، ولم تنقطع حتى وفاتها، هي أحيانا يوميات حقيقية، ثم ما تلبث أن تصبح ملاحظات منفصلة، رسائل غير مرسلة أبدا، تمارين في الكتابة، تخطيطات لقصص، إلى غير ذلك، كل هذه المادة حفظت منذ عام 1981، في سميث كوليج، الجامعة التي درست فيها بلاث عام 1950 حتى 1955. ولدت سيلفيا في بوسطن، ماساتشوستس، درست في كليتي سميث ونيونهام في جامعة كامبريدج، قبل أن تحصل على إشادة كشاعرة وكاتبة، تزوجت زميلها الشاعر تيد هيوز عام 1956، وقد شخصت بلاث بالاكتئاب سريرياً، وينسب لها تقديم «الشعر الاعترافي»، واشتهرت لها مجموعتان منشورتان: العملاق، وقصائد أخرى وآرييل (ديوان شعري) صدر في عام 1982. فازت بعد رحيلها بجائزة بوليتزر، وذلك لكتابتها (القصائد المتجمعة)، والناقوس الزجاجي 1962، وهي رواية شبه سيرة ذاتية، تتحدث فيها عن علاقتها بوالدتها المتسلطة، ونشرت في لندن قبيل رحيلها بأشهر قليلة، وذلك تحت الاسم المستعار الذي اختارته لنفسها وهو فكتوريا لوكاس، كما أنتج فيلم بعنوان (سيلفيا) عن قصة حياتها من تمثيل النجمة الأميركية «جوينيث بلاترو» عام 20017، وكان شعار الفيلم على الأفيش (الحياة كانت أصغر من أن تحتويها)، وقامت بلاث خلال دراستها في الجامعة بتحرير مجلة الجامعة (مادموزيل) وعند تخرجها فازت بجائزة جلاسكوك.
في الواقع لم يكن خبر انتحار سيلفيا بلاث خبراً عادياً، بل شكّل مادة دسمة للكثير من الكتب والأفلام والتحقيقات التي ما لبثت تنشر سنوياً منذ رحيلها، حتى أنّها لقّبت بـ (مارلين مونرو الأدب المعاصر) وربما أن هذه الأميركية الشّابة كانت تدرك أنها سترحل مبكراً، فاستغرقت في الكتابة حد الهوس، وكان إنتاجها الإبداعي غزيراً، ومن ضمنه رسائل مؤثرة كانت تكتبها لنحو 140 شخصاً من أهلها وأصدقائها، معظمها موجه إلى والدتها (أريد للحياة أن تمسّني بعمق، لكن دون أن أعمى عن رؤية وجودي في نور الخفّة والفكاهة)، هذه الرسائل التي جمعها بيتر شتاينبيرغ وكارين كوكيل خلال أعوام وقاما بنشرها أخيرا ضمن كتاب حمل عنوان (رسائل سيلفيا بلاث) من 1500 صفحة، واللافت في رسائل بلاث أنها أظهرت جزءاً آخر يختلف عمّا تظهره قصائدها من افتتان غريب بالموت ورغبة بالرحيل، وهو ما عرف إصطلاحاً في الأدب (الخلاص بالموت)، ولكن في الكثير من رسائلها إلى والدتها بدت سيلفيا مرتاحة، مرحة، وسلسة جداً، تتحدث بإسهاب عن موعد غرامي أخير، عن معطف جديد اشترته، عن نزلة برد أصابتها، فقط في منتصف الكتاب تتغير وتيرة رسائلها لتلمح إلى ما تعانيه من اكتئاب ومرارة وتعب نفسي، لتعود وتتحدث عن حياتها الجامعية وعن سرورها لتعامل أصدقائها معها في شكل طبيعي متناسين رغبتها ومحاولاتها الدائمة في الانتحار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©