دعا مجلس الأمن الدولي امس إسرائيل وحركة حماس إلى وقف إطلاق النار و«احترام القوانين الإنسانية الدولية وخصوصا حول حماية المدنيين». وفي بيان صدر بالإجماع، دعت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس إلى «نزع فتيل التوتر في قطاع غزة وعودة الهدوء وإعادة إرساء وقف إطلاق النار الذي اعلن العام 2012». واعرب المجلس عن قلقه حيال الضحايا المدنيين.
في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج امس أنه سيبحث وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة مع نظرائه الأميركي والفرنسي والألماني على هامش الاجتماع حول النووي الإيراني اليوم الأحد في فيينا.
وقال هيج في بيان «نحتاج إلى تحرك دولي عاجل ومنسق بهدف إرساء وقف لإطلاق النار كما حصل العام 2012.
سأبحث هذا الأمر مع جون كيري ولوران فابيوس وفرانك فالتر شتاينماير في فيينا». وأعرب هيج أمس عن «القلق الشديد» إزاء الوضع في قطاع غزة في اليوم الخامس من عملية عسكرية واسعة. وكتب هيج في حسابه على تويتر متطرقاً إلى اتصاله هاتفياً برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس «إنني شديد القلق إزاء الوضع الإنساني والخسائر البشرية في غزة». ويشكل هذا التصريح منعطفاً في الخطاب السياسي البريطاني الذي كان يكتفي حتى الآن بالأعراب عن الدعم الكامل لإسرائيل.
من جانبها، أبدت الولايات المتحدة استعدادها لاستخدام علاقاتها في الشرق الأوسط في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «ثمة عدد من العلاقات التي تربطنا في المنطقة والتي نرغب في استخدامها في محاولة للتوصل إلى إنهاء إطلاق الصواريخ من غزة ومن لبنان». وأضاف ارنست «نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات مماثلة لتلك التي اتخذناها قبل نحو عام ونصف العام، في نوفمبر 2012، لتسهيل وقف لإطلاق النار ومحاولة التوصل إلى نزع فتيل التوتر». ويومها، عملت الولايات المتحدة مع مصر لبلوغ اتفاق أنهى ثمانية أيام من المواجهات العنيفة بين إسرائيل وحماس. وكرر المتحدث باسم البيت الأبيض أمام الصحفيين حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة إطلاق الصواريخ، مطالباً جميع الأطراف بحماية المدنيين. وقال «من المؤكد إن مدنيين قتلوا بمن فيهم أطفال. هذا محزن جداً ونقدم تعازينا إلى العائلات». من جهته، أجرى وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل اتصالا هاتفياً بنظيره الإسرائيلي موشيه يعالون وأبلغه الرسالة نفسها.
وقال «كنا واضحين جداً، الرئيس أوباما وأنا خلال محادثتي مع الوزير يعالون، لجهة أننا نريد بذل ما في وسعنا للمساعدة في إنهاء المواجهات وتشجيع جميع الأطراف على عدم ترك هذه العمليات العسكرية تخرج عن السيطرة بشكل أكبر».
إلى ذلك، انتقدت حركة «حماس» إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل تضامنهما مع إسرائيل وحديثهما أن من حق إسرائيل اتخاذ كافة التدابير لحماية شعبها. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي، إن موقفي أولاند وميركل «دعم للإرهاب الإسرائيلي وتحريض على قتل الفلسطينيين المدنيين وانحياز كامل لصالح العدو». وأضاف برهوم أن مثل هذه المواقف «ستجرئ الاحتلال على مزيد من سفك الدم الفلسطيني».
وفي السياق اعتبر برهوم أن تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بأن حماس منظمة إرهابية وأن إسرائيل اتخذت كل التدابير لمنع قتل المدنيين في غزة «بمثابة قلب للحقائق وانحياز كامل لصالح إسرائيل». ورأى برهوم أن الموقف الأميركي « غطاء لاستمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا، ويضع أميركا في مربع الشراكة مع الاحتلال في قتل أطفال ونساء غزة».(عواصم - وكالات)
عدد اليوم
