بحرص جم وفي مربع من البلور الشفاف، وضعت إحدى أقدم نسخ القرآن الكريم المخطوطة باليد في الإمارات، ليتمكن زوار مكتبة زايد المركزية في العين من التمعن في خط الكاتب وروعة الحروف المرسومة على الصفحات.
هي واحدة من أقدم نسخ القرآن الكريم التي تحتفظ بها الإمارات تم نسخها عام 1292 ميلادي بخط علي الحافظ، واعتنت بها إدارة «قسم الوثائق والمخطوطات» في جامعة الإمارات بمدينة العين.
تعكس هذه النسخة جزءاً من عمل الجهات المختلفة الساعية للحفاظ على التراث العربي والعالمي المكتوب الموجود في الدولة، ففي بعض بيوتنا هناك كنوز من الوثائق المخطوطة التي تم تسجيلها كلها تقريباً لدى الجهات المختصة، وتم ترميم ما يحتاج للترميم منها إضافة إلى الاحتفاظ بنسخ حديثة عنها في أقراص مدمجة وعبر تقنية «الميكروفيلم».
مؤخراً أرشف قسم الوثائق والمخطوطات مخطوطات يزيد عددها على 600 مخطوطة ووضع قوائم بأسمائها ومؤلفيها على موقع عمادة المكتبة الجامعية في شبكة الإنترنت، الأمر الذي يسهل البحث عن المخطوطات للراغبين في الاطلاع عليها، ويوفر عناء الوقت والجهد لهم، ويضم الموقع أيضاً نسخاً من أبرز مقتنيات قسم المخطوطات والوثائق على شبكة الانترنت ويمكن تنزيل نسخ منها بصيغة بي دي اف للراغبين.
أبرز المخطوطات التي يمكن تحميلها من موقع الإنترنت كتاب في التراجم اسمه «بغية المريد وأنس الفريد في أنساب ذرية السيد علي بن محمد علي الرشيد». وكتاب في البلاغة اسمه «العمدة في صناعة الشعر»، وكتاب «شرح القصص الحق في مدح خير الخلق» في السيرة النبوية، وكتاب «فتح الرحمن شرح رسالة ابن رسلان» وهو كتاب في العقيدة والتوحيد. وكتاب في النحو اسمه «مصباح الراغب ومفتاح حقائق المآرب شرح مقدمة ابن الحاجب»، وكتاب في الحساب والهندسة بعنوان «بغية الطلاب في شرح منية الحساب»، وكتاب في الطب العلاجي، والمصحف الشريف مخطوطاً باليد، وكتاب في حساب الأوقات والأزمنة بعنوان «وسيلة الطلاب ونزهة الألباب إلى معرفة الأوقات والحساب» وكتاب في الفقه المالكي «رسالة القيرواني في الفقه المالكي».
وكان قسم الوثائق والبحوث قد أنشئ في مكتبة زايد المركزية مطلع الثمانينيات. ويحصل القسم على المخطوطات عن طريق التبرع من الأشخاص أو من بعض الجهات، ورغم كثرة ما ترد إليه من مخطوطات ووثائق إلا أن القليل جداً منها هو الذي يحظى بالقيمة التاريخية الفعلية. فالمخطوط - الوثيقة تبرز قيمتها من خلال قدم تاريخها أو قيمة تأثيرها في نظام الحياة الاجتماعية السائدة حين كتبت، وكثيراً ما يستعين القسم بمختصين في «مجال المخطوطات» لإبداء الرأي فيها والوقوف على أهميتها وقيمتها العلمية والتاريخية قبل أن يتقرر اقتناؤها، لأن معرفة القيمة الحقيقية تعكس الطريقة المثلى للعناية بالمخطوطات وصيانتها ومدى أهميتها للمستفيدين والباحثين للمساعدة في القيام بتحقيق المخطوطة ومعرفة قيمتها العلمية وكذلك لكي تتم الاستفادة منها في الدراسات المختلفة.
عدد اليوم
