الكثيرون يعدون العدة في خططهم للسفر للخارج، أو لقضاء الإجازات داخل الإمارات، التي يفضلونها في فصل الصيف، فها هو الصيف أطل علينا، والذي تكثر فيه الإجازات، وخاصة إجازة أبنائنا الطلبة والتي تزيد على أكثر من شهرين متتاليين.
ما يهمنا في الأمر هنا هو: كيفية قضاء أبنائنا لهذه الإجازة، وكيفية الاستفادة منها، فيما يفيدهم وينمي مواهبهم وقدراتهم ويُسعدهم في نفس الوقت؟.
في هذه الإجازة سيشعر أبناؤنا الطلبة بالفراغ، والذي يصاحبه الشعور بالملل. ولكسر هذا الملل والقضاء عليه، ولحماية أبنائنا الطلبة من الوقوع في بعض المشاكل الاجتماعية، فإننا نحتاج إلى برامج وأنشطة صيفية مكثفة، فيها من التنوع والتوسع في توزيع أمكان إقامتها، لتمكين كل الطلبة من المشاركة والتفاعل الإيجابي مع كل الأنشطة والبرامج الصيفية. فالطلبة بحاجة إلى ممارسة هذه البرامج المفيدة، كالأنشطة الثقافية والرياضية، ذات الطابع الترفيهي، إلى جانب البرامج الخدمية والتوعوية في كثير من المجالات، خاصة فيما يختص بالقضايا الاجتماعية، والتي يجب التركيز عليها والاهتمام بها، لترسيخ الوعي المجتمعي بين أوساط الشباب.
لتحقيق وتنفيذ القدر الكافي من تلك البرامج، يحتاج الأمر إلى تعاون وتضافر الجهود على جميع المستويات، بدءًا من تعاون الأهل، والذين لهم الدور الكبير في توجيه أبنائهم التوجيه السليم. إلى جانب تعاون بقية المستويات من المؤسسات الحكومية والخاصة التي تساهم في تنفيذ البرامج المتنوعة أثناء الإجازة الصيفية، والذي سيتيح لأبنائنا الطلبة اكتساب الكثير من الخبرات الجديدة، والمهارات المفيدة التي تنمي وتصقل مواهبهم في كثير من المجالات. على مستوى الدولة، هناك برامج وفعاليات متعددة، تنفذها بعض المؤسسات خلال الصيف. ومن تلك المؤسسات الرائدة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، التي تقيم بشكل سنوي فعاليات (موسم صيف أبوظبي) والذي افتتحت فعالياته بتاريخ 5 يونيو ويستمر حتى 31 اغسطس. موسم هذا العام حافل بالكثير من الفعاليات المتنوعة، وهناك فرص كبرى لكافة فئات المجتمع، ومنهم أبنائنا الطلبة للمشاركة الفعالة والتمتع بهذه الفعاليات المثيرة والمفيدة.
لتشجيع الطلبة الشباب على الإقبال والمشاركة في البرامج الصيفية، يجب أن تتضمن تلك البرامج نوع من الترفيه، كإقامة المسابقات الرياضية والثقافية، وتنفيذ برامج التطوع الخدمية، التي يمكن الطلبة المشاركة فيها بفعالية نظراً لما يتمتعون به من نشاط وحيوية، فحيوية الشباب دائماً تحب التغيير والمغامرة. وفي هذا الجانب يمكن إقامة بعض الرحلات البرية والبحرية، لإطلاع الشباب على المعالم الحضارية والسياحية بالدولة. وما أحوج الشباب، لمثل هذه الزيارات الميدانية التي تمنحهم فرصة التعرف على تلك المعالم، ليستفيدوا منها في مشوار حياتهم العلمية والمعرفية، وحتى الاجتماعية من خلال القيام بالرحلات العائلية لتلك المعالم.
همسة قصيرة: خذ بيدي.. لتكون معي في تنمية مواهبي.
صالح بن سالم اليعربي
عدد اليوم
