الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما يحتاجه الشباب في عالم اليوم

ما يحتاجه الشباب في عالم اليوم
13 يوليو 2014 02:51
في كل عام نحتفل بتخريج عدد كبير من الشباب والفتيات من المدارس الثانوية والمعاهد الفنية، ويلتحق الكثير منهم بالدراسة الجامعية في الكليات والجامعات المختلفة، ومنهم من ُيبتعث للدراسة خارج الدولة، ويتميز عدد منهم بمهارات ريادة اجتماعية تمكنهم من إقامة مشاريع اجتماعية مبتكرة. وهذه الفئة المبدعة من أبناء المجتمع لا تحظى للأسف بالقدر نفسه من الاهتمام والرعاية التي يحظى بها أبناؤنا المبدعون في المجال الأكاديمي، بالرغم من أهميتهم وقدرتهم على توليد الأفكار التي تقوم عليها المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تشكل ركيزة النمو والتنمية في أي مجتمع من المجتمعات. فهل من حق الشاب الطموح في ريادة الأعمال أن يبرز في المجتمع كشخص له بصمته في هذا المجتمع؟. أعتقد أن على مؤسسات الدولة أن تطور آليات أو «ميكانيزمات» يتم من خلالها توفير كافة أشكال الدعم والرعاية لمثل هذه النخب الشبابية، فهناك العديد من الشباب والفتيات الذين لم ينجحوا في الدراسة الأكاديمية، ولكنهم نجحوا في إقامة مشاريعهم الخاصة، وقدموا مساهمات كبيرة للمجتمع من خلال خلق فرص العمل، ورفد الاقتصاد، ودفع مسيرة النمو والتنمية. كذلك لا بد أن يحظى هؤلاء الشباب بمزيد من فرص الإرشاد والتوجيه والتدريب، من خلال برامج حكومية لتحسين مهاراتهم ورفع مستواهم، وتعزيز قدراتهم على إدارة المشاريع بفعالية، لأن ذلك ينعكس بصورة إيجابية ليس فقط على الشباب أنفسهم أو عائلاتهم فقط، وإنما على مجتمعاتهم المحيطة، ويسهم في تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على القطاع الحكومي كمصدر رئيس للتوظيف. من جهة أخرى، من الضروري أن يتم توفير منصات يمكن من خلالها للشباب تبادل الخبرات مع أقرانهم، والتعرف على أفضل الممارسات العالمية في إقامة المشاريع وريادة الأعمال ما يسهم في تحقيق التكامل وبناء مجتمع من رواد الأعمال، فلا يتم بقاء الخبرة في نطاق محدد ولا تندثر بمرور الوقت ليضيع مجهود جزء من شباب المجتمع في البحث عن حلول جديدة و يبدأوا من حيث انتهى الآخرون. وعليه فإن على وسائل الإعلام مسؤولية البحث عن هذه المواهب والكفاءات المبدعة، وتسليط الضوء عليها، بحيث يمنح فرصة الوصول إلى صناع القرار في القطاعين العام والخاص، ويحصل على الأفكار البناءة و النقد الإيجابي البناء، لتصحيح مساره وإرشاده من ذوي الخبرة وبالشكل الصحيح. كذلك لا بد أن نتعاون كأفراد ومؤسسات أن نتكاتف في بناء أجيال واعية وقادرة على المنافسة محليا وعالميا في عالم تسوده التكتلات الإقليمية والدولية، وتسيطر عليه الشركات المتعددة الجنسيات، ولا يكون البقاء فيه إلا للأقوى. سالم الهاجري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©