الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يُعطل البرغوث الماكينات؟

13 يوليو 2014 01:29
اليوم يعرف العالم بطله الجرماني أو اللاتيني، وفي اليوم الموالي يبدأ الحديث عن مونديال روسيا 2018 الذي يريده بوتين تحدياً للغرب وللانفصاليين الشيشان الذين يتوعدون بإفساد العرس الروسي، كما سيكون هناك حديث عن مونديال قطر 2022 وبعيداً عما يثار عن تلاعبات في تصويت الفيفا، فإن اللغط سيثار حول التوقيت الغلط، أي ضرورة الانتقال من الصيف إلى الشتاء، ومن يدفع فاتورة انقلاب الدوريات. اليوم تغلق البرازيل أبوابها بعد أن منحت العالم واحدة من أقوى طبعات المونديال، ولو أن السيليساو بنجومه فشل للمرة الثانية في الظفر بالكأس على أرضه، ولم يتمكن من بلوغ النهائي الذي اختطفه منه الألمان في موقعة لا يمكن محوها من ذاكرة النسيان، خاصة أن الطرف المحظوظ بالمنافسة على الكأس هو الجار الغريم الأرجنتين.. فإذا كان المونديال شهد مفاجآت مدوية كانهيار الإسبان بخماسية أمام الطواحين الذين ردوا لهم صاع نهائي 2010 صاعين، فإن سباعية المانشافت أمام السحرة دخلت موسوعة جينيس ومعها انتكاسة تاريخية لأمة خبزها اليومي هو الجلد المنفوخ الذي لا يمكنه أن يغطي الواقع المسلوخ.. إذا كانت استطلاعات الرأي العام ترجح كفة الألمان بالنظر إلى ما قدموه في مشوارهم المونديالي، رغم التلكؤ الذي أصابهم أمام الجزائر وغانا، فإن الأرجنتين التي دخلت المونديال في ثوب المنتخب العادي بلغت النهائي بالحد الأدنى من الجهد، دون أن تقنع أحداً بأدائها، لكنّها اقتنصت فرصة تاريخية لصالح جيل يقوده ميسي لن يقبل بأقل من تفكيك الماكينات ونيل اللقب الأعلى والأغلى، وهو أمر ليس بالهيّن وإن كان الألمان أكثر جاهزية بالنّظر إلى الاستقرار الذي يعرفه المنتخب منذ عشر سنوات. ولعل المفارقة في هذا النهائي الواعد، أنه يجمع بين الألمان كفريق، والأرجنتين كلاعب، أي أنّ كتيبة لوف تسعى لتتويج جماعي، بينما يسعى لاعبو التانجو إلى دعم ميسي ليضيف لقباً ينقص مسيرته ويعزز موقعه كأفضل لاعب في العالم، كما كان الشأن مع مارادونا في العام 1986.. وبالتالي فالمواجهة ستكون حتمًا بين المانشافت جمعاً وميسي مفرداً، ولا خيار أمام البرغوث الأرجنتيني سوى تفجير موهبته في مباراة تاريخيّة لن تتكرر ربّما في مشواره.. ولا غرابة أن يقول بعض الخبراء، إن ابن روزاريو ظل يدخر طاقته لهذا اليوم.. فهل سينجح، وهو الذي تلقى دعم نيمار في بلد سيشعر بخيبة أخرى إذا افتك الجيران اللقب ورقصوا التانجو في شوارع ريو وساو باولو.. وبرازيليا؟ حين دخل مارادونا على الخطّ نصح منتخب بلاده بأن يقرأ مباراة الجزائر ضدّ ألمانيا ويطبّق خطة خليلودزيتش التي أوقعت الألمان في كمين لعين وجعلتهم يتخبّطون مائة وعشرين دقيقة.. وحين قرّرت المستشارة ميركل حضور النهائي، اختارت طائرة الرئيس، وفي ذلك مجازفة كبرى في حالة ما لو أن مكروها يحدث، غير أن حرص السيّدة القوية على أن تكون سنداً للماكينات، يعني أنها مطمئنة لقدرة رفاق نوير في إسعادها والشعب الألماني.. فيما تضع سيدة الأرجنتين كريستينا كيرشنر ثقتها في البرغوث ليمنح شعبها المتعطش للمجد كأساً ثالثة، ويرفع من شعبيتها المتراجعة في الآونة الأخيرة.. و«هاردلك» للمنتخبات الثلاثين التي تساقطت تباعاً قبل بلوغ باب السيدة الكأس. mihoubimail@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©