الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آلات ألمانية ضد آلة موسيقية

13 يوليو 2014 01:28
أمران يلفتان النظر في تقييم الكثير من النقاد والخبراء لنهائي المونديال، الأمر الأول أن بعضهم يقارن بين الأرجنتين وبين البرازيل في مواجهة ألمانيا، كأن ما حدث في الثامن يوليو يمكن تكراره، والأمر الثاني هو هذا الإصرار على اختصار المباراة في أنها بين فريق وبين فرد، بين مجموعة ألات ألمانية وبين آلة موسيقية أرجنتينية، وفي الأمرين بعض الحقيقة، وكثير من عدم الدقة. ما جرى في الثامن من يوليو لا يمكن تكراره ولو حدث وألحق الألمان هزيمة مماثلة بالأرجنتين فهم يكونون واحداً من أعظم منتخبات كرة القدم في التاريخ، وهذا افتراض صعب، نعم كفة ألمانيا هجومياً وجماعياً أفضل، لكن الأرجنتين قوة دفاعية صارمة، وعندها ميسي بالطبع، وهو اللاعب الساحر الذي ينتظر فرصة واحد ليضرب ضربته، وهو في الأداء الفردي مثل أداء الكمنجة الصولو في معزوفة تانجو، لكن ميسي ليس هو كل الأرجنتين، مؤكد لا يوجد مثله، إلا أن نجاحه الحقيقي يرتبط بتفوق زملاء له مثل ماسكيرانو الذي يعد مفتاح لعب الأرجنتين أو عقلها في وسط الملعب. ليونيل ميسى اختفى في مباراة هولندا عندما تعرض للرقابة والحصار، ربما فلت مرة من حارسه أو السجان، إلا أنه لم يفلت كثيراً، وهو على الرغم من ذلك في هذا المونديال نجح أكثر من بطولة جنوب أفريقيا، فقد سجل 4 أهداف وصنع هدفاً، لكنه في البرازيل يبدو ساكناً، أو محاصراً، أحياناً قليلة ينجح في صناعة المساحة لنفسه، وفي معظم الأحيان لا يقدر على صناعتها، والواقع أن ميسي يلعب هذه المرة بصبر وبدهاء، يهرب أحياناً إلى الجناح الأيمن، ويتوقع أن يفعل ذلك اليوم في مواجهة إحدى ثغرات الدفاع الألمانية، وهو الظهير الأيسر بينيديكت هويديس. لكن علينا أن نتذكر أن منتخب ألمانيا بدأ البطولة بقوة أمام البرتغال، وحقق انتصارات وكانت مباراته مع الجزائر أصعب المباريات لأن الفريق الجزائري فرض على الألمان أسلوبه، وسبب لهم الارتباك، لكن علينا أن نتذكر أيضاً أن ألمانيا كانت من أفضل منتخبات المونديال السابق، وخرجت أمام إسبانيا في الدور قبل النهائي بالهزيمة صفر- 1، وقدم الألمان في جنوب أفريقيا دروساً في الهجوم المضاد السريع، وهم بدون شك يجيدون ذلك. أسجل بوضوح أن المباراة اليوم ضيقة المساحات، مخنوقة، صعبة، عنيفة، مريرة، وستكون معركة ماراكانا، إلا إذا سجل أحد الفريقين هدفاً مبكراً، وإذا حدث ذلك سنكون أمام فيلم مختلف، بسيناريو مختلف، لكن يبقى في هذا المونديال أنه كان ممتعاً، وشهد العديد من المفاجآت، وعلى عكس بطولات سابقة، لم يكن الأبطال هم المهاجمون، ولكنهم الحراس، وفيما تدور معركة المباراة النهائية، سوف يشارك فيها 7 لاعبين من المرشحين العشرة لجائزة الكرة الذهبية. وأربعة من ألمانيا، وهم توماس موللر وفيليب لام، وتونى كروس، وماتس هوميلس، ومن الأرجنتين ينافس ثلاثة لاعبين على اللقب، وهم ميسي طبعاً وأنخيل دي ماريا، وماسكيرانو. hmestikawi@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©