الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يا لشوقي لآخر المشوار

13 يوليو 2014 01:31
نصل إلى نهاية طريق لم نعرف لها بداية، ونطوي سجل كأس العالم، ولا أحد بيننا يستطيع حدسه أن يدله، كيف ستكون الخاتمة، فلا النهائي بين ألمانيا والأرجنتين هو النهائي المثالي، ولا هو النهائي الذي حلم به الكثيرون، خاصة أولئك الذين يعشقون ما بقي اليوم من الكرة الجميلة، ولا ما كان من منحنيات ومنعرجات ومطبات في المسلك الوعر الذي يوصل للشرفة الأخيرة المطلة على اللقب العالمي كتب بالأحرف الأولى اسم المنتخب الذي يستحق أن ينال بعلامة الاستحقاق الكاملة الكأس الكونية، كانت هناك صور متداخلة وضباب كثيف عطل الرؤية، فإن كان العالم سيعرف لكرة القدم وللمونديال سيداً جديداً يجلس مكان الماتادور الإسباني على عرش التاريخ والقلوب للأربع سنوات القادمة، فحتما هذا السيد لم يكن في كامل توهجه وضيائه، وفي كامل تألقه وشموخه، سيكون بطلاً للعالم، لكنه لن يكون حتماً بطلاً للقلوب. نقبل إذاً على المباراة النهائية، وأسئلة كثيرة تسقط كالمطارق على الرؤوس: إن توج المنتخب الأرجنتيني باللقب العالمي متفوقاً على الماكينات الألمانية، فهل يصح القول بأن من قاد لاسيليستي إلى وضع النجمة الثالثة على صدره هو ليونيل ميسي؟. وإن لم يفلح الأرجنتينيون في القبض على النجمة الثالثة كما كان الحال قبل 24 سنة بمونديال إيطاليا، هل نتحامل على ميسي، ونقول إنه هو من أخلف الموعد مع التاريخ، وهو من عجز عن حمل التانجو على كتفيه ليوصله إلى منتهى السفر الأسطوري؟. وإن نجح الألمان في الفوز باللقب بإطاحة ثاني قوة كروية عظمى في المحيط اللاتيني بعد تدميرهم للقوة الأولى المنتخب البرازيلي، هل يصح القول إن هذا المنتخب بالصورة المترنحة التي ظهر بها، وهو في الطريق إلى النهائي، يستحق أن يكون بطلاً للعالم، ويستحق أن يوصف بالباعث للسوريالية في كرة القدم؟. وكيف نتوقع أن تكون المبارزة اليوم بين منتخب أرجنتيني كشف عن محدودية أدائه الجماعي وتفاوت خطوطه برغم وجود لاعب خارق واستثنائي اسمه ميسي، وبين منتخب ألماني تثاءب في كل المقاطع الطرقية وتحالف معه الحظ نسبياً ليعبر الحاجزين الجزائري والفرنسي قبل أن يبهرنا ويبهر نفسه بالطريقة المثيرة للإعجاب والشفقة التي أسقط بها المنتخب البرازيلي؟. كثيرون ممن يظنون أن للمنطق حكماً على كرة القدم، يرون أن ما كان في الدور نصف النهائي من تأهل هلامي للماكينات الألمانية واستعراض رائع لمهاراتهم الجماعية المجسدة لأسلوبهم الواقعي في كرة القدم كما في الحياة، وما كان من تأهل قيصري للمنتخب الأرجنتيني أمام الطاحونة الهولندية صاحبه احتباس كبير على مستوى الإبداع الهجومي لميسي، يقول إن كفة منتخب ألمانيا هي الأرجح، فمن أذل البرازيل وخنق شريان الإبداع فيها وانتصر على الطبيعة وحتى على المنطق لا يعجزه أن يقهر بذات الأسلوب منتخب الأرجنتين، ويعلن نفسه أول منتخب أوروبي يحمل كأس العالم من الأراضي اللاتينية. وإذا ما نحن سلمنا بوجود دينامية في أسلوب لعب المنتخب الألماني تؤهله لأن يكون فارس المونديال الأول، فإننا بالقدر ذاته نجد في المنتخب الأرجنتيني ما يؤهله لأن يكون عظماً جافاً ومنافساً عصياً على الترويض، نجمه الباهر ميسي الذي يستطيع أن يأتي في اللحظة الحاسمة بالأداء الباهر، وبكل ما يدخل أسطورته سفر التاريخ، ودفاعيته التي تستحق علامة التميز والجودة في هذا المونديال. من يدري، فقد تكون لهذا المونديال نهاية مثيرة واحتفالية تنسينا ما كان في البدايات من ركاكة في الصياغة وجفاف في الأداء الفني. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©