أمين الدوبلي (أبوظبي)
عندما يلتقي اليوم منتخب الأرجنتين مع نظيره الألماني، سوف تتجه كل الأنظار إلى الساحر ميسي، فهو إن لم يحدد نتيجة النهائي الحلم، فسوف يكون بيده المفتاح السحري الذي يتحكم في مسار اللقاء؛ لأنه الوحيد من بين لاعبي الفريقين الذي يمكن أن يقدم المفاجأة.. حقاً سيكون اليوم هو أصعب لحظة في تاريخ ميسي، فرغم تحطيمه مئات الأرقام القياسية، إلا أنه مازال ينظر إلى أهم رقم، وهو كأس العالم مع منتخب التانجو، فذلك هو الحاجز النفسي الوحيد الذي يمكن أن يحوله من ساحر إلى أسطورة.. ويمكن أن يحطم به كل الحواجز التي سبقه إليها مارادونا.. فلو فاز ميسي اليوم بكأس العالم لا مجال للمقارنات مع الأسطورة.. سيكون ميسي هو أسطورة الأساطير التي تمشي على الأرض، وسوف يتحول مسار حياته إلى مرحلة أخرى مختلفة تماماً؛ لأنه سيبحث بعد ذلك عن التفوق على الأساطير. ولم لا فهو مازال في السابعة والعشرين من عمره ومازال يملك الكثير.
ولد ميسي في الرابع والعشرين من شهر يونيو عام 1987، وعندما أراد زملاؤه أن يحتفلوا بعيد ميلاده السابع والعشرين أثناء مباريات المونديال رفض ليونيل، وقال لا احتفال إلا في النهائي، ورغم أنه يبدو شخصاً بسيطاً حالماً، إلا أنه لا يختلف اثنان على أنه صلب، قوي الإرادة، صارم، ليس من السهل أن يفقد حكمته أو وقاره، وكلها أمور موروثه من البدايات الصعبة في حياته، فقد نشأ في بيئة فقيرة جداً، جنوب مدينة روزاريو في مقاطعة سانتا بالأرجنتين، لوالدين لا يعرف عنهما أحد شيء، فوالده خورخي هواراسيو عامل بسيط في مصنع، ووالدته ويسيليا ماريا عاملة نظافة، وتنحدر عائلة والده من أصول إيطالية وبالتحديد إلى مدينة أنكونا التي هاجر منها جده، ومن هنا فقد انصهرت في ميسي المهارة اللاتينية مع الانضباط والصرامة الأوروبية.
بدأ ميسي مسيرته مع الكرة في نادٍ محلي يسمى جراندولي في عام 1995، وانتقل منه إلى نادي ليونز أولد بويز في مدينة، واكتشف الأطباء في الحادية عشرة من عمره أنه يعاني هرمونات النمو رغم أن مواهبه بدأت تخترق الحواجز، فانتقل إلى نادي ريفر بليت الذي عجز عن دفع تكاليف علاجه من نقص الهرمونات الذي يتكلف 900 دولار شهرياً، وعندما زار كارلوس ريكساش المدير الرياضي لنادي برشلونة الأرجنتين، لفت ميسي انتباهه، وحصل ميسي على فرصة عرض مواهبه على النادي الكتالوني، وانتقل إلى إسبانيا في سن الثانية عشرة، وأبهر مسؤولي الإدارة الفنية في أكاديمية برشلونة فوافقوا على ضمه مقابل التكفل بعلاجه، ثم انتقلت عائلته بالكامل إلى أوروبا، وبدأ الساحر رحلته مع فرق الناشئين والشباب في البارسا، ويمكن اعتبار تاريخ 14 ديسمبر عام 2000 يوماً تاريخياً في نادي برشلونة؛ لأنه كان التاريخ الذي وقع فيه ميسي ابن الـ 13 عاماً أول عقدٍ مع النادي، ولما لم تكن هناك أوراق في المطعم الذي شهد المفاوضات بين عائلة ميسي والمدير الرياضي في البارسا، تمت كتابة شروط العقد المتفق عليها على أحد المناديل البيضاء في المطعم، وكانت تلك هي البداية في انطلاقة مسيرة ميسي الرائعة مع النادي الكتالوني التي أصبح خلالها أفضل لاعب كرة في العالم بلا منازع.
عدد اليوم
