بيروت - 'الاتحاد': علق مؤتمر الحوار الوطني اللبناني الذي انعقد امس في جولته الثامنة مناقشاته الى 29 يونيو الجاري لاستكمال بحث الاستراتيجية الدفاعية للبنان بعد فشل التوافق على صيغة معينة بسبب التباينات الحادة في المواقف لدى القوى المشاركة في الحوار· واعلن رئيس البرلمان نبيه بري في مؤتمر صحافي في ختام الجلسة التي شارك فيها جميع رؤساء الوفود الـ،14 ان النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية لم يستكمل وتقرر متابعته يوم الخميس في 29 الجاري· وهو ما بدا ان الخلافات لا تزال على ما كانت عليه فيما فسر التأجيل بانه يرتبط بموعد اعلان تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية سرج برامرتس في منتصف الشهر الجاري حيث تفضل الاطراف تحديد مواقفها في ضوء ما سيعلنه التقرير·
وتحدث خلال جلسة امس سمير جعجع والجنرال ميشيل عون وطرحت افكار غير نهائية اظهرت ان التوافق لا يزال صعباً حول دور سلاح المقاومة المستقبلي في جنوب لبنان·
وقال بري انه تم التوصل خلال الجلسة الى ميثاق شرف بين المتحاورين للحفاظ على اجواء التهدئة في البلاد·
وينص الميثاق على عدة نقاط لتنظيم التخاطب السياسي بين الاطراف بعد تدهور هذا الخطاب خلال الاشهر الماضية وانعكس على الوضع الاعلامي· واعلن في مستهل الجلسة عن قيام الرئيس بري بزيارة رسمية يوم السبت والاحد المقبلين الى القاهرة، حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ولم يذكر اي شيء عن اهداف الزيارة·
غير ان مصادر مواكبة لاعمال المؤتمر اوضحت بأن بري سيقوم بمسعى لاعادة تحريك المبادرة العربية باتجاه بيروت ودمشق برعاية الجامعة العربية، ودعم مصري·
وتوقعت المصادر بأن يقوم موسى وموفد مصري رسمي، بزيارات مكثفة الى العاصمتين اللبنانية والسورية في محاولة لرأب الصدع بين العاصمتين، واطلاق حوار رسمي بشأن العلاقات الثنائية وكل الملفات العالقة بما في ذلك قضية لبنانية مزارع شبعا، وترسيم الحدود، واقامة علاقات دبلوماسية، تطبيقاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني اللبناني، وصولاً الى طلب مساعدة دمشق في معالجة مشكلة السلاح الفلسطيني خارج وداخل مخيمات اللاجئين في لبنان·
وكان المتحاورون قد دخلوا من ابواب متعددة الى مبنى البرلمان، بعيداً عن اعين الصحافيين، باستثناء رئيس تيار 'المستقبل' النائب سعد الحريري الذي دخل من الباب الرئيسي للبرلمان، لكنه تجنب الاجابة على اسئلة الصحافيين·
واستخدم رؤساء الوفود مواكب متعددة للتمويه، حيث كانت مواكبهم الرسمية تصل تباعاً، ولا يترجل منها احد، وسط اجراءات امنية مشددة جداً اتخذتها وحدات من الجيش والقوى الامنية في دائرة قطرها 4 كلم في محيط مقر المؤتمر·
واخضعت الحواجز الامنية المارة من المشاة لتفتيش دقيق، فيما فتحت المؤسسات التجارية ابوابها كالمعتاد، ولم تتأثر حركة التجارة والمارة بالمؤتمر الحواري·
على صعيد آخر، اكدت الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية في بيان مشترك امس دعمهما الكامل للتصور الذي قدمته قيادة المقاومة على طاولة الحوار الوطني من اجل ما وصفته حماية لبنان ضد العدوان الاسرائيلي·
وفي شأن آخر، احيا الجسم القضائي اللبناني امس الذكرى السابعة لاغتيال القضاة الاربعة حسن عثمان، عاصم ابو ضاهر، وليد هرموش وعماد شهاب خلال وجودهم على قوس محكمة الجنايات في صيدا في 8 يونيو عام ،1999 والتي لم يكشف النقاب عن مرتكبيها حتى الآن·
واقيم في قصر عدل بيروت احتفال بهذه المناسبة، حضره كل قضاة لبنان وذوو الشهداء الاربعة، وضع خلاله وزير العدل شارل رزق اكليلاً من الورد على النصب التذكــــــاري للقضاة الاربعة·
عدد اليوم
