مراد المصري (دبي)
هل تغير مفهوم شعبية الألعاب الرياضية خلال السنوات الماضية، وبات هناك ألعاب أهم على الصعيدين الاقتصادي والسياحي والمردود للدخل القومي وغيرها من العوامل التي قلبت الموازيين؟ الجواب سيكون متبايناً في صراع داخلي بالبداية بين عشاق الألعاب الرياضية التقليدية التي كبرنا عليها في هذه المنطقة، لكن سينتصر عليها في النهاية لغة المنطق والأرقام التي تقوم عليها الحقائق، عوضاً عن العواطف.
ويأتي هذا الطرح بعد توقف هدير محركات سيارات الفورمولا- 1 على حلبة مرسى ياس في جائزة أبوظبي الكبرى وهي الجولة الختامية لموسم بطولة العالم للسيارات، ومن قبلها بطولة جولة موانئ دبي العالمية للجولف، التي سيتبعها بطولات أوميجا دبي ليدز ماسترز، «أتش أس بي سي» أبوظبي ودبي ديزرت كلاسيك، وغيرها من الأحداث الأخرى من أبرزها بطولة أبوظبي للترياثلون وكأس دبي العالمي للخيول وماراثون دبي الدولي وغيرها من المنافسات، التي تحظى بمتابعة قياسية عبر شاشات التلفاز حول العالم.
ولعل الأبرز في هذه البطولات العالمية الحديثة، قدرتها على تعزيز عجلة السياحة الرياضية، ومكانة الدولة التي واصلت تقدمها على مؤشر السياحة العالمي، حيث واصلت تربعها بحسب الدراسات المتخصصة على المرتبة الأولى بالمنطقة، وتقدمت لتصبح بالمرتبة الـ 24 عالميا.
وهنا يطرح السؤال، ما هي السياحة الرياضية؟، والجواب إنها تجربة السفر لحضور ومتابعة بطولات وأحداث رياضية في مكان ما، والاستمتاع أيضا بطبيعة ذلك المكان ومنشآته السياحية، وتنقسم السياحة الرياضية، إلى 3 أنواع، وهي السياحة لحضور حدث رياضي، والسياحة لحضور والمشاركة في نشاط رياضي، وتشمل الرياضيين وأفراد عائلاتهم ومشجعيهم الذين يسافرون للمشاركة في الفعاليات الرياضية مما يؤدي إلى تشجيع السياحة الرياضية، والسياحة لأماكن اشتهرت باستضافة بطولات رياضية.
وكشفت مؤسسة «إنترناشيونال ترافل ويك» أبوظبي، المتخصصة في مجال السياحة، أن قيمة صناعة السفر العالمي تقدر بحوالي 600 مليار دولار أميركي في السنة الواحدة، وبمعدل نمو قدره 6% سنوياً، في الوقت الذي كشفت فيه منظمة السياحة العالمية بأن السياحة الرياضية تمثل 25% من إيرادات السياحة والسفر حول العالم.
وأجمع أصحاب الاختصاص أن الإمارات تمتلك الكثير من التسهيلات والامتيازات لتقديم مفهوم مميز من مستوى السياحة، والقدرة على استيعاب الملايين من الزوار من خلال الفنادق الفائقة الفخامة إلى فنادق بدرجات متنوعة، والتسهيلات في مرافق للياقة البدنية، إلى جانب استضافة الأحداث الرياضية على مدار السنة، خاصة أن الطقس مشمس طول العام، إلى جانب تاريخ الرياضة في الدولة وتوافر العديد من البطولات على قائمة أجندتها سنويا، في مختلف الألعاب الرياضية وبشكل متنوع وسهولة الوصول إلى مواقع هذه المنافسات.
وأكد عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، أن الإعلام مطالب بتسليط الضوء على الألعاب الرياضية ذات المرود السياحي والاقتصادي للدولة.
وقال: يجب إعادة النظر للعديد من الألعاب، ومنها رياضة الجولف التي تساهم بشكل واضح وملموس في تعزيز السياحة هنا، وتعد من الألعاب المهمة، خصوصا مع تركيزنا على نوعين من السياحة بين سياحة الأعمال والسياحة الترفيهية، وقدرة هذا النوع من الألعاب وغيرها من الأحداث المماثلة بجمع هاتين الفئتين، وعلى الإعلام التعامل معهما بجدية كبيرة، وإبرازهما نظرا لما تقدمانه من مردود إيجابي على المجتمع ككل.
وأضاف: الجو المميز في الدولة وتحديدا في فصل الشتاء، جعلها الوجهة الأبرز للقادمين من أوروبا والمناطق الباردة، حيث تعد مكانا مثاليا للسياحة الرياضية عبر متابعة وحضور الأحداث المتنوعة، وممارسة الرياضية في المنشآت والمرافق المتنوعة التي توفرها الدولة في مختلف المواقع.
من جهته، أكد ناصر أمان آل رحمة، الأمين العام المساعد لمجلس دبي الرياضي، أن التواصل مع العالم وتسهيل المهمة على السياح أمر أساسي، وذلك من خلال دليل الفعاليات الرياضية للسنوات 2016 - 2018، الذي أطلقه المجلس ويضم جميع التفاصيل المتعلقة بالفعاليات التي ينظمها المجلس والجهات الأخرى المنظمة للأحداث والبطولات الرياضية، ويعتبر
الدليل الأول من نوعه في العالم الذي تصدره مؤسسة رياضية وتحدد من خلاله فعالياتها لثلاث سنوات، وهو يمثل مرجعا للراغبين في متابعة الفعاليات الرياضية من داخل وخارجها ويقدم نظرة شاملة على جميع البطولات والأحداث العالمية والمحلية المقامة في دبي مبوبة حسب شهور العام.
وأضاف: الدليل الذي تم إخراجه بتصميم جذاب يسهل عملية متابعة الفعاليات زمان ومكان كل فعالية وسلط الضوء على بعض الفعاليات السنوية الكبيرة وأورد نبذة مختصرة عنها مصحوبة بالصور، وقام المجلس بتوزيع نسخ من الدليل على 22 دولة أجنبية والمؤسسات الرياضية والجهات الحكومية والأندية والجهات الرياضية والإعلامية المحلية والدولية، وتم وضعه على الموقع الإلكتروني للمجلس بطريقة سهلة للقراءة والطباعة.
عدد اليوم
