الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوازم النقد السبعة

9 يونيو 2006
* يجب أن يتم النقد بمعزل عن الآخرين
إذا رغبت في أن يكون لنقدك أثره فعليك ألا تسيء الى ذاتية الآخر· إن أخف أنواع النقد، في حضور الآخرين سيواجه على الأغلب بالصد من قبل الشخص الآخر وكأنه قد فقد ماء وجهه أمام معاونيه أو زملائه·
üاسبق النقد بكلمة بسيطة أو مجاملة
إن الكلمات اللطيفة والمجاملات والثناء من الأمور التي تهيئ مسرح النقد وإيجاد الجو الملائم له، فهي تؤكد للشخص الآخر بأنك لا تهدف الى مهاجمته ذاتياً وتشعره براحة أكبر· إن رد الفعل الطبيعي للشخص الذي يواجهه بما يعتبره نقداً هو الدفاع عن ذاتيته ومثل هذا الشخص لن يكون مستعداً لتقبل أفكارك· إن كلمات الإطراء والمجاملات كفيلة بأن تعمل على تفتح عقل الشخص الآخر، فبإمكانك أن تقول: 'اعرف من خبرتي أنك دائب البحث عن طريق صغيرة لتحسين عملك بشكل دائم، وقد خطر على بالي أن ···'·
üاجعل النقد أمراً غير شخصي
عندما تنتقد، عليك بانتقاد الشخص ذاته والتركيز على نتائج تصرفاته أو سلوكه، وليس رأيه أو دوافعه وعلى كل حال، فإن ما يهمك هو نتيجة تصرفاته وأنت عندما تقصر انتقادك على نتائج تصرفاته إنما تسبغ عليه في الواقع مجاملة وتعمل على بناء ذاتيته في نفس الوقت·
(يا جمال! إنني أعرف بأن هذا الخطأ من شيمك التي أعرفها عنك)···
üاعط الإجابة عندما تخبر الشخص الآخر عن الخطأ الذي ارتكبه، أخبره أيضاً عن تصحيح هذا الخطأ· ويجب ألا يكون تركيزك على خطأ، بل يجب أن يكون على طرق تصحيح ذلك الخطأ، وتفادي تكرار حدوثه·
إن إحدى أكثر الشكاوى تردد قول العامل: 'إنني لا أعرف ما هو المتوقع مني، فما من شيء أعمله يرضي رئيسي ومع ذلك فلست متأكداً مما يريده بالضبط'·
وما من شيء قادر على الهبوط بيالمعنويات في المكتب أو المصنع أو المنزل من وجود جو عام من عدم الرضى بدون تحديد واضح لما يتوقع عمله إن أكثر الناس معينون بأن (يفعلوا ما هو صحيح) إذا أخبرتهم ما هو·
üالتمس التعاون ولا تطلبه
إن الالتماس يأتي دائماً بتعاون أكبر مما يأتي به الطلب· مثلاً: (هلا قمت بهذه التصحيحات؟) تلاقي صدى أقل ببكثير مما تلاقيه· (افعل هذا ثانية، ولطفاً تأكد من أنك قمت به هذه المرة بالشكل الصحيح)·
وعندما تطلب، فإنك تضع الشخص الآخر في مرتبة العبد، وتضع نفسك في مرتبة السيد· أما عندما ترجو فإنك تعامله كعضو في فريقك وتولد لديه شعوراً بالمشاركة وهذا يأت إليك بتعاون أكبر مما ستأتي به القوة·
كما أن هناك فارقاً كبيراً بين أن تضع نقدك على أساس: (أنا الرئيس، وأنت ستفعل ذلك لأنني لأقول لك أن تفعله) وبين أن تضعه على أساس: (ان هذا ما نريد إنجازه، وهذا ما نستطيع أن نفعله لتحقيق هدفنا)·
üنقد واحد للخطأ الواحد
إن لفت الانتباه الى خطأ معين مرة واحدة يعتبر أمراً مبرراً· أما لمرتين، فهذا أمر غير ضروري، وأما ثلاث مرات فهو أمر مزعج· وتذكر أن هدفك من النقد هو: العمل على إنجاز المهام وليس كسب معركة شخصية·
إنك عندما ترى في نفسك رغبة في استرجاع الماضي أو إعادة الكلام عن خطأ سابق انتهى أمره، تذكر كيف يعمل رجل مراقبة الأجواء على (نقد) الطيار لمساعدته على الهبوط بسلام· فإذا ابتعد الطيار عن المسار الصحيح لا يتردد المراقب في إخباره بأن يفعل ذلك ولكنه يقول له ذلك بطريقة هادئة وواقعية· وهو لا يرد باتهامات مضادة أو يذيع نقده عبر مكبرات الصوت، كأن يقول مثلاً: 'أليست هذه طريقة خرقاء للهبوط؟' بدلاً من أن يقول له بسرية من خلال السماعات التي يضعها على أذنيه: 'إنك تهبط الى مسافة منخفضة للغاية' وما أن يجري تصحيح الخطأ حتى يصبح الأمر نسياً منسياً·
üانصح بطريقة ودية
ما لم يحل الأمر بملاحظة ودية فإنه لا يعتبر منتهياً· فلا تترك الأمور معلقة حتى لا تعود الى الظهور ثانية·
واعمل على تسوية الأمور· واربت على ظهر الشخص الآخر في نهاية المقابلة واجعل آخر ما يتذكره من تلك المقابلة قيامك بالتربيت على ظهره·
من الصواب أن تقول مبتسماً: 'إنني أعلم أن بإمكاني الاعتماد عليك·
من الخطأ أن تقول: بما أنك قد أخبرت الآن، فلا تدع هذا يحدث ثانية·
من الصواب أن تقول: إنني أعلم بأنك ستنهي هذه المهمة· ما عليك إلا أن تحاول·
من الخطأ أن تقول عليك أن تظهر تحسناً في الوقت القريب، وإلا···
تذكر بأن النقد لكي يكون ناجحاً يجب أن يكون بغرض إنجاز هدف ذي قيمة لك وللشخص الذي تقوم بنقده·
وإياك أن تنقد فقط من أجل إرضاء غرورك الشخصي، وابتعد عن إيذاء ذاتية الشخص الآخر·
عيسى كرم
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©