الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صالح أحمد حنبلوه: حياتنا كانت بسيطة وجميلة رغم المشقة

صالح أحمد حنبلوه: حياتنا كانت بسيطة وجميلة رغم المشقة
12 يوليو 2014 23:41
موزة خميس «حياتنا كانت بسيطة وجميلة رغم المشقة في الحصول على الرزق، ووقت الصيف لا تبريد ولا ماء بارد، ولكن كنا متأقلمين وفي رضى عن وضعنا وعن صيفنا، وحتى اليوم نحن في نعيم والحمدلله، ونعمل على أن لا تفتر العلاقات بيننا بسبب الوظيفة أو بعد المسافات، ولهذا صنعنا هذا المكان كي لا يكون لدى أي أحد منا حجة، حيث يمكن لأي منا أن يأتي إلى هنا ويجلس، فلا بد من مرور أحد أو بعض الأصدقاء، فكل رجل من منطقة الرمس يعلم أن بإمكانه قضاء وقت جميل هنا، فقط الشباب لا يجدون وقتا لزيارة هذا المكان إلا بعد العصر أو بعد صلاة التراويح، وبعضهم في وظائف بإمارات أخرى، ولكن عند نهاية الأسبوع يتلاقى الجميع». هكذا بدء صالح بن أحمد حنبلوه حديثه، ليخبرنا عن سوالفهم وعن المكان الذي بني مباشرة على شاطئ البحر، لأن كل الرجال في الأصل صيادون. قال صالح: لا يمكن أن يكون هناك أجمل من هنا إلا مكة المكرمة، فهنا مرتع الصبا والشباب وهنا كبرنا، وهنا التقينا ونحن نصوم لأول مرة فكنا نلعب أو نصيد أو نسمع نداء الأهل، فيذهب البعض ويبقى الآخرون، وقد جهزنا هذا المكان بكل شيء، فهو مثل مجلس للصيادين وأيضاً مكان لنا للقاء في رمضان في أي وقت، وفي رمضان كل يوم نحن على موعد وقت الصلاة، حيث نلتقي وربما يخرج بعض منا مع صديق أو أحد الجيران لشراء أحتياجات الأسرة، وقد كان الفطور قديماً على قدر استطاعة أهل البيت، فمنهم من يطبخ أرزا وسمكا وتمار، والبعض جريش البر وهو القمح مع التمر، كما كانوا يصنعون بعض الحلويات البسيطة من الدقيق والسمن والسكر، وفيما بعد أصبح بمقدور البعض أن يصنع الهريس، ولكن ليس باللحم لأنه كان غالي الثمن بالنسبة للبعض ولذلك يحل محله الدجاج، وأيضا هناك أكلات مفضلة مثل طبخ السمك ووضعه تحت الأرز، وكان سحورنا ولا يزال اللبن مع الخبز الرقاق أو الأرز مع اللبن أو الروب الزبادي. في الماضي نقدم السمك الطازج لأهل المنطقة لعدم وجود كهرباء أو أجهزة تبريد تستطيع تخزين السمك، ولذلك يطبخ السمك طازجاً مقلياً أو مشوياً أو يصنع منه المرق، وكذلك الحال مع الروبيان والقباقيب أو السرطانات والحبار وهو ما نسميه النغر، وعندما يفيض شيء منه أو تكون هناك كميات كبيرة فإنها تخزن لأيام الشتاء العاصفة، ورغم أن الخير عم البلاد وكثرت اللحوم والدواجن إلا أن السمك هو الأول والمفضل، وكذلك التمر الذي لا نستغني عنه عند كل وجبة، ومعظم الأثرياء لم تكن بيوتهم تخلو من العشرات من الرجال الذين يتجمعون للفطور، والبعض الآخر من أهل الرمس يجمعون عند المسجد بعد صلاة العصر، ويقضون وقتهم في التلاوة، وقبل المغرب تبعث النساء بالصغار من الفتيان والفتيات الصغيرات بأطباق الطعام، ليوضع على حصير كبير استعداد للإفطار، وتلك العادة لم تنقطع إلى اليوم لدى الناس الذين يعرفون قيمة التواصل، ومن أجل التكافل وحب الجيرة وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع تقام الموائد. ومن أبواب التكافل في رمضان وحتى في المناسبات، مثل الأعياد أيضا، أن المرأة التي لديها المزيد من الحطب لإيقاد النار وعمل الجمر، تقوم بدعوة جاراتها ليطبخن على كوارها أو تنورها، سواء الخبز أو الهريس أو غيرة من الأطباق، فتتشارك معهن الأحاديث والعمل وتكسب فيهن أجراً، ويتم إرسال الأطباق مما يطبخ داخل الأسرة إلى الجيران، ومن أشهر أطباق الحلويات في رأس الخيمة القروص مع الصولة، والصولة هي خميرة محلية من بقايا العجين يحفظ في برام الفخار، واليوم كل أسرة تحرص على استعادة المعلومات من الجدات لصنع الأطباق التراثية، كما نحرص على أن نلتقي يوميا مع الجيران والأهل، ولا نزال نجتمع نحن الرجال بعد صلاة التراويح حتى الساعة الواحدة ليلا لنتسحر ثم نعود لبيوتنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©