الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من جنى على الخضر؟

18 أكتوبر 2017 20:56
بالطبع لن تعوزني الأمثلة لأقيم الدليل على ما يعتري التدبير الرياضي لمنتخباتنا العربية من اختلال ومن استباحة للأعراف الفنية المتعارف عليها دولياً، فمشهدنا الكروي العربي يكاد يستنسخ ذات النمط المتقادم والمتهالك، بل والهاوي في إدارة شأن المنتخبات الوطنية. وأنا أرقب مشهد التصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، وأطالع تصنيف المنتخبات العربية هبوطاً وصعوداً في سلم التصنيف العالمي، وقفت على حقائق كثيرة مؤلمة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أننا لا نحسن التعامل لا مع النجاحات ولا مع الإخفاقات، بل نكاد نكرر في منظر سمج وبئيس ذات الأخطاء، وكأننا لا نتعظ ولا نريد أن نتعلم. أكثر ما آلمني والتصفيات المونديالية تصل تقريباً لخط النهاية، أن يكون منتخب الجزائر الذي نجح قبل ثلاث سنوات من الآن في تحقيق إنجاز الوصول للدور ثمن النهائي لكأس العالم بالبرازيل، كثالث منتخب عربي يتأتى له ذلك، بعد المغرب سنة 1986 والسعودية سنة 1994، قد أعلن مقصياً من دور المجموعات قبل جولتين أو ثلاث من نهاية التصفيات، وأن يكون قد تراجع بشكل مهول في تصنيف الفيفا وهو الذي كان يتصدر لأشهر ترتيب المنتخبات العربية والإفريقية. وعلى قدر الألم الذي يضيق به الصدر، خصوصاً أن المنتخب الجزائري ما زال إلى اليوم يحتكم على قاعدة كبيرة من اللاعبين الموهوبين والمهاريين، فإن هناك ما يدل على حقيقة تدبيرنا الكروي على مستوى الاتحادات الوطنية، تدبير معتل الأول والآخر، تدبير لا هو يعرف مراكمة النجاحات والاستثمار في الإنجازات، ولا هو يعرف كيف يقيم الحواجز والأسوار المانعة التي تحمي من تكرار الإخفاقات والنكبات، التي إن حضرت هدمت الحصون من أساسها. منتخب الجزائر ومنذ أن انفصل عن مدربه البوسني وحيد حاليلوزيتش، تعاقب عليه مدربون بجنسيات وهويات كروية مختلفة من دون أن نجد بينهم قاسماً مشتركاً واحداً، بل إن الخضر سيتعرفون على أربعة مدربين في عام واحد، دليلاً على أن النجاحات الكروية إن تمت، فإما أنها لا تكون نتاج سياسات رياضية متطابقة ومندمجة ومهيكلة، وإما أنها لا تناسب أصلاً لظروفها فلا يعرف لها أصل. ولا أحد يمكنه اليوم في الجزائر أن يرمي تهمة الإخفاق على الآخر، فالكل مسؤول عن حالة الضياع من قاعدة الهرم لقمته، من يتكالبون ويتهافتون على المناصب بلا أدنى مؤهل رياضي ومن دون حجاب، ومن يصنعون القرارات المصيرية وهم بلا أدنى سند علمي ولا من يردعهم، ومن يستولون على منصات الإعلام للنسف والذبح الصحفي وتسفيه الإرث ولا من يثور في وجوههم. مع شدة وقساوة الألم، لنا الأمل في أن يتغير الحال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©