كثرة الأعمال الدرامية والبرامج تشتت ذهن المشاهد في رمضان

هزاع المنصوري (أبوظبي) تتسابق القنوات الفضائية على تقديم باقة من المسلسلات المتنوعة، وربما يكون بعضها متشابها الأفكار في شهر رمضان. ومع الإقبال الجماهيري الكبير على هذه الأعمال، فإن «حشر» و«حشو» المسلسلات، وعرضها في شهر واحد وأوقات متقاربة ومتعارضة قد تؤدي إلى تشويش المشاهد، وتشتيت ذهنه. وتقول الكاتبة شهد العبدولي: «المسلسلات الرمضانية تتوالى طوال اليوم، خاصة تلك التي تخاطب أهم فئة من فئات المجتمع، وهم الشباب، فيشعر المشاهد بأنه وسط كم درامي هائل يصل لدرجة قد ينسى الممثل ودوره في المسلسل. بالإضافة إلى أن التأثير الذي نراه يتجلى من كثرة هذه المسلسلات هو التقاعس والتكاسل عن أداء العبادات، فضلاً عن التأثير السلبي من حيث نشر الأفكار الهدامة التي تدمر المجتمع. وأضافت العبدولي، أنه لابد من الاعتدال في عرض هذا الكم الدرامي، وأن يكون رمضان مثل بقية شهور السنة، فرمضان شهر فضيل، لا يمكن أن يخصص فقط لعرض المسلسلات، وتراكم هذا الكم الهائل من الأعمال». ويقول عيضة العامري «طالب جامعي»، إن المسلسلات لها أثر ملحوظ على المشاهد أثناء مكوثه بالساعات أمام التلفاز، فمن واجب القائمين على إنتاجها مراعاة واحترام المشاهدين، من جوانب عدة، ومنها وقته، والرسائل التي تحملها تلك المسلسلات والبرامج، وهل سيكون لها أثرها الإيجابي على الشريحة الأكثر متابعة، وغالباً ما تكون النساء والأطفال أم لا، متمنياً ألا يكون همهم الأول والأخير هو الربح على حساب المشاهدين. ويوضح عبدالله المنصوري طالب في مدرسة درويش بن كرم قائلاً، إن تأثير المسلسلات على المشاهد أكبر مما يستوعبه العقل، حيث إنها تندرج تحت إطار الربح، وبعضها للأسف ليس لها أي مرجع ديني، أو اجتماعي، أو ثقافي بل يسعون إلى الربح المادي لا أكثر. ويضيف المنصوري: إذا استمر الوضع على ما هو عليه والتمادي في السباق على طرح البرامج والمسلسلات السطحية من دون وعي، فإن هذا سوف يؤثر على هوية الأجيال، ويلقي بهم في طرق وعرة ومناطق غرائبية. وتحدث الطالب أحمد الشمري «جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا»، موضحاً أن كثرة المسلسلات على القنوات التليفزيونية في آنٍ واحد تؤثر على المشاهد وبشكل كبير، وتشتت عقله، وتبعده عن العبادات في الشهر الفضيل. لذا يجب أن تهتم الفضائيات في هذا الشهر الفضيل على البرامج الدينية، بعيداً عن المسلسلات والبرامج المكررة والرتيبة.