عواصم (وكالات) - اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بوجود المستشار السابق في وكالة الاستخبارات القومية الأميركية الهارب ردوارد سنودن في مطار موسكو، فيما جددت الولايات المتحدة مطالبة روسيا بتسليمه إليها مستبعدة اندلاع مواجهة بين الدولتين العظميين، ورفضت موسكو وبكين اتهامات واشنطن لهما بمساعدته.
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفنلندي سولي نينيستو في منتجع نانتالي بفنلندا «إن سنودن هو مسافر عابر في قاعة الترانزيت (الانتظار) في مطار موسكو ولا يزال هناك الآن. سنودن شخص حر. وكلما أسرع في اختيار وجهته النهائية، كان ذلك أفضل لنا وله»، وأكد أن روسيا لا تربطها بالولايات المتحدة اتفاقية لتسليم المطلوبين. وأضاف «وصول سنودن إلى موسكو كان غير متوقع مطلقاً، والادعاءات الأميركية بأن روسيا ساعدته في فراره سخيفة ومحض هراء».
وذكر أنه يأمل في ألا يكون للقضية عواقب سلبية على علاقات بلده مع الولايات المتحدة. لكنه أعلن أن موسكو لن تسلمه إلى واشنطن، قائلاً «لا يمكننا تسليم مواطنين أجانب إلا إلى دول نرتبط معها باتفاق دولي ملائم بشأن تسليم المجرمين».
في غضون ذلك، طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من روسيا تسليم سنودن المتهم بتسريب معلومات أميركية سرية عبر شبكة الإنترنت إلى الولايات المتحدة. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة، «أدعو بكل بساطة إلى الهدوء والتعقل في وقت لا نريد فيه أن نرفع مستوى المواجهة في أمر أساسي وعادي مثل هذا بكل صراحة». وأضاف «لا نبحث عن مواجهة. لا نعطي أوامر لأحد، نحن بكل بساطة نطلب إجراء عادياً جداً». وأوضح أن الولايات المتحدة سلمت روسيا 7 أشخاص مطلوبين لديها خلال العامين المنصرمين «من دون أي ضغينة أو ذريعة».
وأقر كيري بعدم وجود معاهدة تسليم مطلوبين بين البلدين، لكنه قال «نأمل في ألا تعتبر روسيا، الأمة ذات السيادة، ان مصالحها تمكن في الوقوف مع شخص متهم بانتهاك القانون في بلد آخر، وألا تعلق مصالحها على هارب من العدالة».
وقد أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن إدارته ستستخدم جميع الوسائل القانونية المناسبة لاعتقال سنودن. وقال للصحفيين في البيت الأبيض مساء أمس الأول «إننا نتبع جميع القنوات القانونية ونعمل مع مختلف الدول لضمان تطبيق حكم القانون».
وفي وقت سابق أمس، نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وجود سنودن في أراضي روسيا، بمعنى أنه لم يغادر صالة الانتظار في مطار موسكو. وقال، خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، «ليست لدينا أي علاقة مع سنودن ولا بعلاقاته مع القضاء الأميركي ولا بتنقلاته في العالم. سنودن لم يعبر الحدود الروسية ونعتبر محاولات اتهام روسيا بانتهاك قوانين الولايات المتحدة وتدبير مؤامرة مع تهديدات ضدنا، أمراً غير مقبول ولا أساس له من الصحة». وأضاف «نظراً لعدم مرور سنودن بمنطقة فحص جوازات السفر في مطار موسكو فإنه لا يخضع لسلطة موسكو القضائية. لقد اختار برنامج الرحلة بنفسه وعلمنا بشأنها من وسائل الإعلام. لم يعبر الحدود الروسية».
كما رفضت الصين الاتهامات الأميركية لها بأنها سهلت رحيل سنودن من هونج كونج. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شون يينغ لصحفيين في بكين «من غير المعقول ان تطرح الولايات المتحدة تساؤلات حول طريقة معالجة سلطات هونج كونج لشأن من الشؤون بشكل يتوافق مع القانون، والاتهامات ضد الحكومة المركزية الصينية في بكين لا أساس لها من الصحة لا من الصحة». وأضافت «يمكن للصين قبول ذلك».
ورأى موقع «ويكيليكس» لتسريب معلومات الاستخبارات الأميركية والغربية عبر شبكة الإنترنت أن سنودن قد يبقى في روسيا بشكل دائم بسبب ضغوط الولايات المتحدة على أي دول أخرى يمكن أن تستقبله لمنعها من ذلك. وقال في تعليق على موقع تويتر الإلكتروني للتواصل الاجتماعي «إن إلغاء جواز سفر سنودن والضغط على الدول الوسيطة قد يضطرانه إلى البقاء في روسيا بشكل دائم».
عدد اليوم
