الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاتحاد الأوروبي يوافق على استئناف مفاوضات انضمام تركيا

26 يونيو 2013 00:29
لوكسمبورج، أنقرة (وكالات) - تمكن الاتحاد الأوروبي وتركيا أمس من تحسين علاقاتهما عبر الاتفاق على إعادة فتح مفاوضات انضمام أنقرة المعلقة منذ فترة طويلة، رغم تردد كبير من ألمانيا ودول أخرى بسبب قمع أنقرة العنيف للمتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وأعلنت أيرلندا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد، أن الوزراء الأوروبيين اتفقوا على فتح فصل جديد في مفاوضات انضمام تركيا بعد توقف استمر ثلاث سنوات، مشيرة الى أن موعد استئناف المفاوضات سيعلن في الخريف. وجاء في بيان الرئاسة الأيرلندية أن وزراء الشؤون الأوروبية في دول الاتحاد الأوروبي المجتمعين في لوكسمبورج “وافقوا على فتح الفصل 22” المتعلق بالسياسة الإقليمية في اطار عملية المفاوضات، في إشارة الى أحد الفصول الـ 35 الواجب اغلاقها من أجل التمكن من الانضمام الى الاتحاد. وفي انقرة، رحب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بهذا الإعلان، الذي جاء بعد أيام من التوتر بين تركيا وألمانيا، الدولة الأوروبية التي كانت من أشد المترددين لفتح فصل جديد في المفاوضات. وقال أوغلو أمام الصحفيين في أنقرة أن “الفصل 22 (السياسة الإقليمية) فتح. لقد تم حل هذه المسألة”. وفتح المفاوضات حول الفصل 22 كان يفترض أن ينطلق أساساً اليوم، الأربعاء، في بروكسل، لكن برلين وبدعم من حكومتي النمسا وهولندا، عارضت هذا الأمر بسبب القلق ازاء قمع أنقرة للتظاهرات المناهضة للحكومة في الأسابيع الماضية. ويتوقع أن تنطلق المفاوضات في الخريف وعلى الأرجح في أكتوبر بعد الانتخابات الألمانية وبعدما تصدر بروكسل التقارير السنوية حول الإصلاح ضمن الدول المرشحة للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وأيد وزير خارجية النمسا مايكل سبندليجير فكرة إعطاء تركيا “بعض الوقت الذي سيتسنى لنا خلاله النظر في مسائل حقوق الانسان وحرية التعبير”. يذكر أن معارضة ألمانيا المفاجئة الأسبوع الماضي لإعادة فتح مفاوضات انضمام تركيا أثارت توتراً بين أنقرة وبرلين، مع تبادل تصريحات شديدة اللهجة واستدعاء كل من العاصمتين السفيرين المعتمدين لديهما من اجل الحصول على تفسيرات. وأطلقت المفاوضات في 2005، وتتقدم حتى الآن بوتيرة بطيئة جدا حيث تم اغلاق فصل واحد من الفصول الـ 35. وتتعثر المفاوضات خصوصاً بسبب وضع جمهورية قبرص التي لاتعترف بها أنقرة ومعارضة عدة دول أوروبية لضم تركيا. وإعادة فتح المفاوضات يتطلب إجماع الدول الـ 27 على ذلك، ودخل الوزراء الى الاجتماع كالعادة منقسمين حول هذه المسالة. من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أن شرطة مكافحة الإرهاب التركية، ألقت القبض على 20 شخصاً في مداهمات نفذتها في العاصمة أنقرة أمس، فيما يتعلق بأسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في انحاء البلاد. وبدأت الاضطرابات في نهاية مايو، حين استخدمت الشرطة القوة ضد نشطاء يعارضون خطط إعادة تطوير متنزه بوسط اسطنبول. وتحول الاحتجاج الى مظاهرات أوسع ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحكومته. وتشهد أنقرة احتجاجات يوميا منذ ذلك الحين. وقالت شبكة سي.إن.إن. ترك أن الشرطة داهمت نحو 30 عنوانا في العاصمة مستهدفة أشخاصاً يشتبه في انهم أعضاء في تنظيم “إرهابي” لم تحدده. وقال أردوغان إن المظاهرات يستغلها “ارهابيون”. وقالت شبكة سي.إن.إن. ترك ان الشرطة نفذت العملية بعد أن حددت هوية الأشخاص الذين هاجموا ضباطا وشركات والممتلكات العامة. وقال متحدث باسم الشرطة في انقرة إن ادارته ليست لديها معلومات بشأن المداهمات. وخفت حدة المظاهرات في الأيام الأخيرة بعد فترة من الاشتباكات العنيفة لكن الشرطة أطلقت مدافع المياه لتفريق الآلاف في ميدان تقسيم باسطنبول يوم السبت واستخدمت الغاز المسيل للدموع في اشتباكات مع مجموعات أصغر في الشوارع المحيطة. وعقد أردوغان سلسلة من الاجتماعات الحاشدة في انحاء البلاد منذ بدء الاضطرابات رافضا المحتجين الذين وصفهم بأنهم مخالب لأعداء تركيا داعيا مؤيديه الى تأييد حزبه في الانتخابات البلدية التي ستجري في مارس. وقالت نقابة الأطباء التركية ان أربعة أشخاص قتلوا في الاضطرابات بينهم شرطي وأصيب نحو 7500 بجروح. وسار آلاف الأشخاص في ميدان رئيسي بالجانب الأسيوي من اسطنبول مساء أول أمس للاحتجاج على قرار محكمة بإخلاء سبيل ضابط شرطة متهم بقتل محتج بالرصاص في أنقرة هذا الشهر على ذمة المحاكمة. وفي الإطار نفسه، بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أول أمس أهمية حرية التعبير، وذلك بعد أيام من العنف إثر التظاهرات المناهضة للحكومة التركية. وقال البيت الأبيض في بيان إن اردوغان بحث الوضع في تركيا حيث أدى اعتصام احتجاجي ضد مشروع لتطوير حديقة جيزي قرب ساحة تقسيم في اسطنبول الى رد عنيف من الشرطة في 31 مايو. وأضاف البيان أن “الزعيمين بحثا أهمية عدم العنف والحقوق في حرية التعبير وحرية الإعلام”. وسبق أن عبرت واشنطن عن قلقها ازاء القوة “المفرطة” التي استخدمتها الشرطة التركية فيما رفضت انقرة الانتقادات لطريقة مواجهتها التظاهرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©