الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بريطانيا تناور أوروبا في مباراة سياسية لا تنتهي

بريطانيا تناور أوروبا في مباراة سياسية لا تنتهي
26 يونيو 2015 00:49
رويترز (بروكسل) لبريطانيا باع طويل من الانتصارات التفاوضية قصيرة الأجل مع أوروبا، إذ دأبت خلال العقود الأربعة الماضية، على الخروج من جولة مفاوضات على بنود عضويتها في الاتحاد الأوروبي إلى أخرى، مع إعلان الحكومات المتعاقبة انتصارها، بينما تظل القضية عالقة في الداخل. وعندما كشف رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون» عن أهدافه لجولة أخرى من المفاوضات تكون خاتمة لجميع الجولات في قمة الاتحاد الأوروبي بداية الأسبوع الجاري، بإجراء الاستفتاء الشعبي الذي وعد به الناخبين قبل نهاية عام 2017، ربما انتاب شركاءه الـ27 في الاتحاد الأوروبي شعور بالملل من مشاهدة الموقف ذاته يتكرر. وقال دبلوماسي رفيع المستوى مطلع على المناقشات: «لن أتفاجأ إذا وضع الاستفتاء المرتقب نهاية لعلاقة بريطانيا بأوروبا»، مضيفاً: «إن مفهوم الأمة فكرة عتيقة جداً في بريطانيا، وربما أن البريطانيين لم يدركوا تماماً أنها أصبحت بالية إلى حد ما». ولا يعتقد سوى قليل من حكومات الاتحاد الأوروبي أو المسؤولين في بروكسل أن البريطانيين سيجازفون في نهاية المطاف بالتصويت على ترك تكتل سياسي واقتصادي قي قوامه 500 مليون نسمة. بيد أن كثيرا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يخامرهم الشك في أن المفاوضات المقبلة والاستفتاء سيتمخضان عن تسوية نهائية، أو حتى لأكثر من عامين. وأوضح «دينيس ماكشين»، الوزير البريطاني السابق لشؤون أوروبا ومؤلف كتاب: «خروج بريطانيا: كيف ستترك لندن أوروبا»، أن الكذبة الكبرى بشأن الاستفتاءات أنها تكون حاسمة ونهائية. وأوضح أن بريطانيا بعد عام من انضمامها إلى «المجتمع الاقتصادي الأوروبي»، في 1974، سعى رئيس الوزراء العمالي آنذاك «هارولد ويلسون» إلى إعادة التفاوض على «بنود انضمام المحافظين»، التي قبلها سابقه المحافظ «إدوارد هيث»، ثم ترك الناخبين يقررون البقاء أو الخروج. وكما هي الحال الآن، كانت المقامرة بشأن محاولة الحفاظ على وحدة الحزب الحاكم أكثر من بنود العضوية. وفي منشور وزعته الحكومة على الأسر قبل استفتاء عام 1975، تفاخر ويلسون «باتفاق بريطانيا الجديد في أوروبا»، الذي تم التوصل إليه بعد «مفاوضات طويلة وصعبة». ورغم ذلك لم يكن الاتفاق الجديد يتضمن بنوداً جوهرية، وصوّت البريطانيون بنسبة 67.1 في المئة لمصلحة البقاء في المجتمع الأوروبي. وربما أن أوضح نماذج غطرسة المفاوضات البريطانية كان اختيار رئيس الوزراء البريطاني «جون ميجور» عدم الانضمام إلى العملة الوحدة الأوروبية في قمة «ماسترخت» عام 1991، وأبقى بريطانيا خارج منطقة «الشنجن»، واحتفظ بالحق في الخروج من التعاون الأوروبي بشأن الشرطة والعدالة. وأقنع «ميجور» نفسه بأن الاتحاد النقدي الأوروبي لن يتحقق أبداً رغم إبرام المعاهدة، واعتبر أن الفكرة تواجه عقبات كبيرة. وعندما تحقق الاتحاد النقدي، أراد خلفه «توني بلير» الانضمام إلى اليورو في بداية عام 2000، لكن معارضة وزير ماليته والرأي العام أحبطت المحاولة. ومؤخراً، في ظل قيادة «كاميرون»، ظلت لندن خارج «اتفاقية الاندماج المالي» بعد فشل الحكومة في عرقلتها عام 2011. ويسعى «كاميرون» الآن إلى إعفاء لندن من هدف المعاهدة المتمثل في «اتحاد أوثق»، والفوز بالحق في الحيلولة دون وصول العمال المهاجرين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الرفاهية أو امتيازات العمل داخل بريطانيا، إضافة إلى تأمين الحماية لقطاع الخدمات المالية إزاء أية محاولة من منطقة اليورو لفرض لوائح لا يرغب فيها البريطانيون. ويزعم «كاميرون» أن هذه التسوية الجديدة، حال إقرارها من الناخبين في الاستفتاء، ستريح الاتحاد الأوروبي لجيل كامل، لكن التاريخ يشي بغير ذلك. ويؤكد «إيمانويل مورلون درول»، الباحث الزائر لدى مؤسسة «بروجيل» للأبحاث الاقتصادية، أنه ما لم تخرج بريطانيا من الاتحاد، فإن الاستفتاء المقبل، لن يسوي القضايا كاملة كما حدث في عام 1975.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©