قال مدعون بولنديون أمس الأول إن روسيا قدمت طلباً رسمياً إلى بولندا لتسليمها الزعيم الشيشاني المنفي أحمد زكاييف لمحاكمته بتهم القتل والخطف والإرهاب. وكان زكاييف اعتقل واحتجز فترة قصيرة في بولندا الأسبوع الماضي أثناء حضوره اجتماعاً لانفصاليين شيشان. وبعد إطلاق سراحه عاد إلى لندن حيث يعيش منذ منحته بريطانيا حق اللجوء السياسي في عام 2003. لكنه يقول إنه سيعود الى بولندا لمقاومة محاولة تسليمه إذا أخذت القضية مسارها.
وقال مكتب المدعي العام في بولندا إنه تلقى طلباً من روسيا لتسليمها زكاييف وهي الخطوة الأولى في عملية التسليم. وقالت مونيكا ليواندوفسكا المتحدثة باسم مكتب المدعي العام “الطلب جديد وسنستغرق بعض الوقت حتى نقرر هل سنسانده أمام القضاء البولندي”. وأمام المدعين مهلة حتى يوم الجمعة ليقرروا هل سيطعنون في حكم محكمة بولندية بالإفراج عن زكاييف في حين يجري النظر في عملية التسليم.
ويمثل زكاييف، وهو قائد عسكري رفيع في حربين انفصاليين بين الشيشان وروسيا في تسعينيات القرن الماضي ، الجناح المعتدل من حركة الاستقلال الشيشانية. وتتهمه روسيا بالإرهاب وصدر في حقه أمر اعتقال دولي منذ عام 2001. وكان متمردون شيشان في الإقليم الواقع في شمال القوقاز اتهموا زكاييف بالتخلي عن الإسلام ودعوا إلى قتله. وقال زكاييف في مؤتمر صحفي بلندن إن محكمة بريطانية رفضت بالفعل الأدلة التي قدمتها روسيا لتعزيز طلبها تسليمه. واتهم الحكومة الروسية بالسعي إلى “القضاء عليه سياسياً أو جسدياً” وقال إنه لا يمانع في العودة إلى بولندا لمقاومة محاولة تسليمه أمام القضاء. وقال زكاييف للصحفيين “سأذهب إلى بولندا في أي وقت يريد المدعون البولنديون فيه مقابلتي وما حدث في بولندا يظهر الموقف الحقيقي لروسيا. إنهم لا يريدون الاستقرار والسلام في الشيشان. ولهذا فإنهم يريدون الاستمرار في مقاضاتي التي تحركها دوافع سياسية”.
وكانت محكمة بريطانية رفضت طلب روسيا تسليمها زكاييف في نوفمبر 2003 . واتهم القاضي تيموثي ووركمان الحكومة الروسية بالسعي إلى تسلم زكاييف “بسبب آرائه السياسية”. وأضاف القاضي إن زكاييف يواجه احتمالا كبيرا للتعرض للتعذيب إذا أعيد إلى روسيا. وقالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إن من يمنح اللجوء في بلد من بلدان الاتحاد يتمتع بوجه عام بالحماية في بلدان الاتحاد الأخرى. وبولندا وبريطانيا من أعضاء الاتحاد. وأعلن ممثلو الإدعاء البولنديون أمس أنهم سيسعون للقبض مجدداً على زكاييف . ويعتزم ممثلو الإدعاء الطعن في قرار أصدرته محكمة جزئية في وارسو الأسبوع الماضي بالإفراج عن زكاييف ، بعد القبض عليه بناء على مذكرة توقيف دولية خلال زيارته لبولندا. ورفضت المحكمة يوم الجمعة الماضي طلب ممثلي الادعاء باحتجاز زكاييف 40 يوما قائلة إنه لا يمكن اعتقاله نظرا لتمتعه بحق اللجوء السياسي في بريطانيا. ومن ثم ، غادر زكاييف بولندا.
عدد اليوم
