الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تكية».. أثاث تراثي بحلة عصرية

«تكية».. أثاث تراثي بحلة عصرية
18 أكتوبر 2017 19:53
خولة علي (دبي) مزجت المصممة لولوة المحيربي بين الأصالة والحداثة، مستعرضة قطع الأثاث المحلي، بتقنية عصرية، لتقدم الهوية المحلية، بطريقة مبتكرة غير تقليدية، محققة رغبة كثير من محبي الأثاث المحلي، والراغبين في تصميم بيئة تراثية تسير في خط موازٍ مع مفهوم الحياة العصرية. وحرصاً منها على الحفاظ على التراث المحلي ومفهوم المجالس التقليدية التي كانت تتصدر البيوت قديماً متأهبة لاستقبال الضيوف. أسست لولوة المحيربي مشروعها «تكية» نسبة إلى العنصر الأبرز في تشكيل قطع الأثاث المحلي. إلى ذلك، تقول «لا تخل البيوت قديما من (التكية)، وهي مفردة من مفردات الأثاث قديما، وقد جاءت هذه اللفظة من الفعل اتكأ أو أسند ظهره إلى شيء، وقد تدوولت قديماً في المجتمع المحلي، فكانت هذه القطعة بتطريزاتها الزاهية محط اهتمام النساء في الماضي»، لافتة إلى أن القطع التقليدية من الأثاث تجد لها سوقاً رائجاً في المجالس الإماراتية رغم منافسة الأثاث العصري. وتضيف أن أثاث «تكية» أحدث نقلة نوعية في شكل الأثاث المحلي، ومظهره وجعله نوعاً ما حديثاً لمجاراة نمط الحياة المعاصرة، مؤكدة رغبتها في الحفاظ على التراث المحلي وصونه من الاندثار، «في الماضي، كانت التكية أي الوسادة هي قطعة الأثاث الوحيدة التي تشكل بها المجالس في البيوت الإماراتية، ورغم التطوير الهائل في سوق الأثاث وعناصره، إلا أن هذه الأيقونة التراثية احتفظت بشكلها وتفاصيلها، ولم يطرأ عليها أي تغيير ملحوظ». وتضيف «الفكرة تجلت لدي في كيفية التعاطي مع هذه القطعة من منظور عصري، وبرؤية متجددة غير تقليدية، لأستطيع أن أبرز تفاصيل الأثاث المحلي، وجعله قطعة لها حضورها ومكانتها، في البيوت العصرية، في وقت كنت ألعب فيه دور المستشارة القائمة بتصميم المجالس لبيوت الأهل والصديقات، وتقديم بعض التصاميم، ونظراً لكوني متخصصة في الجرافكس كنت أرسم بعض التصاميم التي كثيراً ما كانت تروق لمن حولي، إلا أنني كنت أبحث عن فكرة تنبع من الثقافة المحلية، وكيف يمكن أن أسهم بها في أحياء جانب من التراث المحلي، وجعله بمثابة نقطة انطلاق في سوق المفروشات، وبالفعل وجدت في الجلسات القديمة البسيطة وعنصرها الأبرز التكية نهجي في الابتكار والإبداع». وتؤكد المحيربي أنها أخذت قطع الأثاث المحلي بمظهرها الأصلي مع إضافات بسيطة في شكل التطريز، والكشكشة الجانبية، والقياسات، فصممت بتصميم وسائد كبيرة الحجم عبارة عن مقاعد «الباف» محشوة بالفلين، كما صممت قطعاً صغيرة من الوسائد يمكن استخدامها بطرق مختلفة، وإدخال عدد من الألوان الإضافية إليها»، مضيفة «صممت أيضاً جلسات عربية بناءً على حاجة الزبون سواء أكانت مرتفعة عن الأرض أو منخفضة، واستطعت أن أدخل تصميم تكية في البيوت العصرية من خلال تنفيذ عدد من المقاعد». وقالت: «كانت القطعة التقليدية للتكية تحشى بالقطن؛ لذا فقد كانت قاسية بعض الشيء، وهو ما تداركته في مشروعها، فالمقصد من المفروشات هو تحقيق الراحة إلى جانب التصميم الأنيق، لذا فقد استخدمت حشوات ناعمة تتمتع بجودة عالية وخامات قوية مقاومة للماء، ولها قدرة تحمل عالية، من جراء الاستخدام المستمر. وبالإضافة إلى المجالس، كان للجلسات الخارجية نصيب من وضع التصاميم العصرية لها، مقدمة بروح متجددة وبمواصفات قادرة على تحمل ظروف البيئة المحلية». ولمواجهة تنامي قطاع صناعة المفروشات، وما يقدمه من جديد باستمرار، تقول المحيربي إنها قررت المشاركة في المعارض المتخصصة في الأثاث والتصميم، رغبة في إظهار جانباً مما يتمتع به الشباب من القدرة على الوجود بين صفوف كبريات الشركات التي أتت من شتى بقاع العالم، بمنتجات تتحلى بالمكون المحلي التراثي الذي أصبح في مقدوره أن ينافس بقوة»، مضيفة: «لا يمكن للمرء أن ينسلخ من بيئته التي تعج بالمغذي الرئيس لأفكاره الإبداعية». «مريحانه» مبتكرة رغبة في الابتكار والإبداع، قامت المصممة لولوة المحيربي بتنفيذ تصاميم لـ «درفانه» أو «مريحانه»، وهي لفظة شعبية تعني الأرجوحة، تم تصميمها على شكل قوائم خشبية تحمل عدداً من الحبال التي تمسك مقعداً دائري الشكل، يحمل في قلبه نموذجاً لقطعة مريحة بملامح تكية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©