الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأمن رقم واحد في كأس العالم

8 يونيو 2006

رسالة ميونيخ يكتبها ويصورها: أكرم يوسف
كريستيان أوده ليس فقط عمدة ميونيخ ، وصاحب البيت في حفل المونديال والعمدة رقم 7 على مستوى العالم ،ولكنه يحظى بحب وتقدير من الجميع داخل ميونخ وخارجها وربما لهذا السبب تم انتخابه عمدة ميونخ في ثلاث دورات متتالية وبالتحديد منذ 13 عاما وهو لم يغادر مكتبه في الغرفة رقم 293 بصالة ماريان بلازا التاريخية وسط المدينة ·
وهو كاتب صحفي عمل رئيسا لتحرير جريدة زيوتنج أم زونتاج في منتصف الثمانينات ومازال يكتب مقالا في عدد نهاية الأسبوع ،كما عمل من قبل أستاذا زائرا بجامعة تيان يانج الصينية ،وبالإضافة إلى مكتب للمحاماة وله 10 مؤلفات تحمل اسمه من بينها كتاب :' كيف نبني الاستاد ' ويروي فيه قصة معاناته وصراعاته مع نادي بايرن ميونخ لبناء استاد ' اليانزا ارينا ' الذي سيشهد الافتتاح ·
رغم ازدحام أجندة مواعيده في اللحظات الأخيرة قبل ظهور ميونخ للعالم في افتتاح المونديال مساء الغد ،إلا أنه كان حريصا على أن يمنح الاتحاد الرياضي ' 50 دقيقة ليتحدث عن كل شيء ويبوح بمخاوفه ويكشف عن أحلامه ·
؟ الاتحاد الرياضي : في البداية ماهي رحلة كفاحك لبناء استاد اليانزا ارينا الذي سيقام عليه الافتتاح ؟
؟؟ كريستيان أوده :حكايتي مع 'استاد أرينا ' مليئة بكل المتناقضات والأحداث المثيرة ولذلك قمت بتأليف كتاب عام 2004 عن قصة الصراع حتى خرج العمل للنور ·
هذا الصراع استمر لمدة عشر سنوات مع نادي بايرن ميونخ ونادي ميونخ 1860 ·
في البداية كان الحديث عن مشروع لإعادة تجديد الاستاد الأولمبي ،ولكن جمعية حماية الآثار كانت ضد إجراء اية تعديلات على الشكل الحالي للاستاد الأولمبي ،وفي البداية ابدى نادي بايرن ميونخ رغبته في إعادة تجديد الاستاد الأولمبي ،وبالطبع وافق مجلس مدينة ميونخ على رغبة النادي بالتجديد ،إلا أننا فوجئنا بعد ذلك بالنادي يرفض التجديد ويطلب بناء استاد جديد في أي مكان ولكننا لم نعرف أين سنجد المكان ·
واستمرت فصول تلك الحكاية لمدة عشر سنوات مابين الرغبة في التجديد والرغبة في بناء استاد جديد وأيضا البحث عن مكان لإقامة الملعب الجديد ووجدناه أخيرا في شمال ميونخ ،وقمنا بتهيئة المكان وشيدنا طرقا جديدة ،وخطوط المترو ،بلغت تكاليف البناء 300 مليون دفعها النادي·
الاتحاد الرياضي : بماذا ستشعر وأنت ترى الملعب الذي قاتلت على بنائه يحتضن هذا الحدث العظيم ؟
كريستيان أوده : بالطبع سعادة كبيرة لأن جهود عشر سنوات من الكفاح لم تذهب في الهواء ،والمشكلة الحقيقية أن النادي هو الذي كان يغير رأيه من وقت لآخر ،وعندما كان يختار مكانا لإقامة الاستاد نكتشف أنه غير مناسب ويعود لاختيار مكان آخر وهكذا حتى عثرنا في النهاية على الموقع المناسب ،لقد كانت بالفعل مناقشات شاقة جدا طوال هذه السنوات ·
الاتحاد الرياضي : ماذا تعني كرة القدم للشعب الألماني ؟
كريستيان أوده : أعتقد أن كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في ألمانيا ،ومن قبل كانت سباقات ألعاب القوى خاصة المائة متر من الرياضات التي تحظى بشعبية كبيرة ،إلا أن كرة القدم اليوم هي بلا جدال الرياضة الأولى ،وبالطبع استمدت الكرة الكثير من شعبيتها ومكانتها الحالية من ' معجزة بيرن ' عندما هزم المنتخب الألماني المجر وفاز بكأس العالم عام 1954 ،وهناك الكثير من الصور التي تعبر عن حالة الشعب في ذلك الوقت عندما خرج للاحتفال بالنصر في الشارع الذي يقع خارج مكتبي ،وكما تعلم فإن جزءا كبيرا من مدينة ميونخ تم تدميره أثناء الحرب العالمية الثانية ، ولكن خروج أكثر من عشرة آلاف شخص إلى وسط المدينة للاحتفال بعودة الفريق من بيرن ومعه كأس العالم كان ذلك يحمل أكثر من دلالة في مقدمتها أن كرة القدم كانت أول مجال تقدم به ألمانيا نفسها للعالم بعد الحرب العالمية وتعود من خلاله للانضمام إلى الأسرة الدولية ،وقد تأثر الشعب الألماني كثيرا بانتصار بيرن 1954 لأن الدولة كلها دمرت بما في ذلك الاقتصاد والمعنويات ولذلك كان الفوز بكأس العالم بمثابة أول نجاح تحققه ألمانيا في تلك الفترة وهو ما أعاد الأمل لكل أفراد الشعب بمستقبل أفضل ·
واليوم عادت كرة القدم مرة أخرى إلى ألمانيا من هذه المدينة التي شهدت الاحتفال بأبطال معجزة بيرن عام 1954 ،وشهدت أيضا الفوز بكأس العالم 1974 وقد تغييرت أشياء كثيرة في كرة القدم ،وفي الماضي كان نجوم كرة القدم فقراء واليوم أصبحوا الأكثر ثراء ·
وبالنسبة لميونخ لدينا فريق بايرن ميونخ صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة البوندسليجا وعاما وراء عام يحتفل مع جماهير المدينة بالبطولة ،ولدينا أيضا فريق ميونخ 1860 وهو فريق عريق ·
الاتحاد الرياضي : أيهما تفضل في مونديال 2006 ·· فوز ألمانيا بالكأس أم نجاح رائع في التنظيم ؟
؟؟ كريستيان أوده : عندي طموحات كبيرة ،بالطبع إذا نجح المنتخب الألماني في الوصول للمباراة النهائية وفاز بالكأس ،وتزامن ذلك مع إنجاز مهمتنا في التنظيم بشكل رائع سيكون ذلك شيئا عظيما ،وبعيدا عن كل ذلك فإن قلقي الأكبر هو أن نقدم بطولة أكثر أمنا وتمر أحداثها بسلام ،وكما تعلم فإننا لدينا خبرات سابقة ليست جيدة بالطبع بسبب المشاكل التي فجرتها كما حدث في دورة الألعاب الأولمبية بميونخ عام 1972 ،ولذلك فإن أمن البطولة يأتي في مقدمة اهتماماتي ،وبالطبع لن نتجاهل حظوظ المنتخب الألماني في الفوز بالبطولة ،ونجاح البطولة بالنسبة لي يعني الاستمتاع بكرة القدم داخل الملعب والحدث بعيدا عن السياسة والتجارة والتوتر والأشياء الغير سارة التي يمكن أن تحدث ·
الاتحاد الرياضي : هل تشعر بالقلق من احتمال تكرار ما حدث في اولمبياد ميونخ 1972 عندما هاجمت مجموعة من الفلسطينيين الرياضيين الإسرائيليين وخطفتهم؟
كريستيان أوده : لا أريد أن أبني كل مخاوفي على ما حدث في اولمبياد 1972 ،ولكن يقام هنا حدث رياضي ضخم يحضر من أجله ملايين الأشخاص ويجذب عددا كبيرا من ممثلي وسائل الأعلام ينقلون البطولة ل 200 دولة ومن الطبيعي أن يكون هناك تركيز أمني وإجراءات استثنائية لحماية هؤلاء·
والتحدي الأكبر بالنسبة لنا سيكون مع هؤلاء الأشخاص الذين يفتقدون للنظام بمختلف أنواعه سواء الإرهاب والشغب أوالعنف،ويريدون أن يضربوا العالم في لحظة شديدة الحساسية أو لجذب اهتمام العالم لقضاياهم ، وأقولها وأكررها الأمن بالنسبة لنا رقم واحد وفي المقدمة ·
الاتحاد الرياضي : عشت كأس العالم 1974 وأنت شاب في السابعة والعشرين من العمر ،والآن وأنت في موقع المسؤولية كيف ترى الفارق بين البطولتين ؟
كريستيان أوده : من الصعب المقارنة بين البطولتين لأننا في مونديال 1974 البطولة بدأت وانتهت بعد أول مباراة ،أما اليوم فهناك الكثير من وسائل الإعلام والرعاة ·
الاتحاد الرياضي : ماهي مكاسب ميونخ من كأس العالم ؟
كريستيان أوده : هنا يمكنك المقارنة بين 1974 و2006 ،المسألة ليست زيادة حجز عدد الغرف في الفنادق ولكنها تتجاوز المكاسب المادية بكثير ،وإذا عدنا بالذاكرة للوراء سنجد أن ميونخ قدمت نفسها للعالم عام 1974 كمدينة مفعمة بالحيوية البهجة والتسلية ،وهذا ساعدها لسنوات طويلة في جذب السياح والزائرين ،واليوم ومن خلال وجود هذا العدد الكبير من وسائل الأعلام الذين يكتبون وينقلون صورا من المدينة لا نبحث عن المكاسب المادية من المونديال بقدر مايهمنا صورة المدينة في أعين العالم لجذب مزيد من الزوار في المستقبل ·
الاتحاد الرياضي : لماذا لم يقم الختام في ميونخ كما حدث عام 1974 ؟
كريستيان أوده : لايوجد جدال على أن عاصمة ألمانيا برلين هى الأجدر باستضافة المباراة النهائية ،وفي عام 1974 كان هناك سـور برلين وألمانيا مقسمة·
الاتحاد الرياضي : كصحفي ورئيس تحرير سابق ماذا يمكن تكتب عن كأس العالم ؟
كريستيان أوده : أنا بالفعل مازلت أكتب حتى اليوم في ميونخ وهناك صحيفة في الصين أكتب لها مقالا كل شهر ،ولكن كتاباتي بعيده عن كرة القدم ،أكتب عن الأدب والثقافة والاقتصاد·
الاتحاد الرياضي : بماذا تحلم الآن قبل البداية ؟
كريستيان أوده : احلم ببطولة هادئة تمر بسلام ولاتقدم صورة سيئة لألمانيا
ويشعر الجميع في النهاية أن ألمانيا تحتفي بضيوفها وتفتح ذراعيها للزائرين طوال العام ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©