صلاح العربي (الشارقة) - استطاعت شرطة الشارقة العثور على طفل أفغاني تركه والده داخل سيارته في منطقة القاسمية، وخرج ليتسوق، متنقلاً من مركز تجاري إلى آخر، ثم أبلغ عن تعرضها للسرقة، بعد فشله في الوصول إلى مكانها.
وكان الحادث قد لاقى تفاعلاً لافتاً، خاصة بعد تغريدة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجيه على حسابه في “تويتر”، تداولتها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ودعا فيها إلى مساعدة شرطة الشارقة في الوصول إلى السيارة والطفل والجاني.
وكانت المفاجأة أن الشرطة اكتشفت أن الأب انهمك في عملية التسوق، حتى نسي المكان الذي ترك فيه سيارته، وابنه داخلها، ثم أبلغ بأنها تعرضت للسرقة.
وأوضح العقيد سلطان عبدالله الخيال مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشرطة الشارقة، أنه ورد بلاغ إلى غرفة العمليات في الساعة 08:05 من مساء أمس الأول، يفيد بسرقة سيارة، وهي في حالة تشغيل، وبها طفل من الجنسية الأفغانية، لم يتجاوز عمره 3 سنوات، حيث ترك أبوه وأمه السيارة في منطقة القاسمية في الساعة 6 مساء، وأخذا يتنقّلان من محل تجاري إلى آخر حتى نسيا مكان السيارة، التي تركا فيها الطفل، وبعد تسوقهما أخذا يبحثان عنها معتقدين أنها تعرضت للسرقة.
وأضاف العقيد الخيال: “إنه تمّ التعميم على السيارة، وتـمّ عمـل خطــة عمـل بإشراف نائب قائد شرطة الشارقة، وتشكيــل 3 فرق عمل، الأولى خـاصة بالأحداث، والثانية بسرقة السيارات، والثالثة بالاختطاف”.
وتابع: “تم نشر نحو 50 دورية شرطية ما بين بحث جنائي والعمليات ودوريات الأنجاد والإنقاذ، وعن طريق إدارة الإعلام والعلاقات العامة تم استخدام وسائل الإعلام المختلفة في إشراك الجمهور في عملية البحث مع الشرطة، وباللغتين العربية والإنجليزية”، مشيراً إلى التفاعل الكبير الذي لاقاه الحادث، موجهاً الشكر إلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، لمتابعتهما الحثيثة للحادث.
وأشار الخيال إلى أن إحدى الفرق الشرطية استخدمت المعالجة النفسية مع الوالدين، لأنهما كانا في حالة انهيار عصبي، كما تم اتباع خط سيرهما نفسه، إلى أن عثر على السيارة متوقفة في ساحة رملية في منطقة القاسمية.
وقال: “اتضح أن هذه الساحة هي المكان نفسه الذي ترك فيه الأب السيارة، وأن السيارة لم تتعـرض للســرقة، فيما كان رجـال الإسعــاف والإنقــاذ يـؤدون واجبهـم في الاطمئنان على أن الطفــل بصـحة جيـدة”.
ووجّه الخيال رسالة مفادها أن الأمن مسؤولية الجميع، وأن عليهم أن يكونوا شركاء في تحقيقه، حيث لا تستطيع الشرطة بمفردها تحقيق أهدافها دون تعاون من الجميع، داعياً الجمهور إلى التعاون مع رجال الشرطة حول الرسائل الإعلامية وحملات التوعية التي تنفذها الشرطة.
عدد اليوم
