الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العقوبات الأميركية تدمر محاولات قطر زيادة البضائع عبر الموانئ الإيرانية

العقوبات الأميركية تدمر محاولات قطر زيادة البضائع عبر الموانئ الإيرانية
30 أغسطس 2018 23:42

دينا محمود (لندن)

أكد موقع «ذا ماريتايم إكسيكيوتف» الإخباري المتخصص في شؤون الملاحة البحرية في العالم، أن العزلة المفروضة على قطر وإيران هي التي أجبرتهما على السعي لتعزيز التبادل التجاري بينهما، وشدد على أن العقوبات الأميركية الجاري إعادة فرضها على طهران في الوقت الراهن، وتلك المنتظر أن تسري في نوفمبر المقبل، ستدمر المحاولات القطرية للاستفادة من أي تسهيلات قد تقدمها طهران لزيادة حجم البضائع الواردة إلى الدوحة عبر الموانئ الإيرانية.
وأبرز الموقع في تقريرٍ إخباريٍ الأزمة التي تضرب البلدين في ضوء المقاطعة المفروضة على النظام القطري من جانب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من جهة، واستئناف الولايات المتحدة فرض العقوبات الاقتصادية على النظام الحاكم في طهران من جهة أخرى. وأشار في تقرير حمل عنوان «في مواجهة الحظر: إيران وقطر تُعَمّقان علاقاتهما التجارية»، إلى الخسائر الفادحة التي يتكبدها حكام قطر وإيران جراء التدابير العقابية ذات الطابع الاقتصادي المفروضة على نظاميهما، واصفاً تلك العقوبات بـ«المُدمرة».
وشدد التقرير، الذي أعده فريق من الصحفيين المعنيين بالشؤون الدولية، على أن العلاقات التي تربط بين هذين النظامين (قطر وإيران) كانت بين الأسباب الرئيسة التي أدت إلى فرض «الرباعي» إجراءاته الصارمة ضد «نظام الحمدين» في الخامس من يونيو 2017، والتي تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية مع قطر، بجانب إغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية المؤدية إليها. وبحسب مسؤولين إيرانيين، شهدت الحركة الجوية مع قطر زيادةً قدرها 17% خلال الشهور الماضية، بعدما اضطرت الرحلات الجوية المتجهة إلى قطر والقادمة منها إلى تحويل مساراتها.
واعتبر تقرير الموقع المعني بتغطية أنباء عمليات الشحن البحري في مختلف أنحاء العالم، لجوء النظامين القطري والإيراني إلى تنشيط التبادل التجاري فيما بينهما، محاولة لـ«تعويض» الأضرار الجسيمة التي تسببها حالة العزلة الراهنة، مشيراً في هذا الصدد إلى ما اضطرت إليه السلطات في الدوحة من تغيير خطوط الشحن التي تستخدمها لاستيراد السلع والبضائع، بعد أن فقدت بفعل العزلة الحالية المسارات التقليدية التي كانت تمر بالدول المجاورة لها والمُقاطعة لنظامها في الوقت الراهن.
واستشهد الموقع على هذا الصعيد بما أقرت به وسائل إعلام إيرانية من حدوث طفرة في حجم التجارة مع الدوحة خلال الشهور القليلة الماضية. وأبرز في هذا الشأن ما ورد في صحيفة «فايننشال تريبيون» الإيرانية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، من أن التبادل التجاري بين طهران والدوحة على صعيد السلع غير النفطية، تضاعف في الفترة ما بين مارس ويوليو من العام الجاري. وكانت أرقام رسمية إيرانية أفادت مؤخراً بأن سبتمبر 2017 شهد زيادةً في صادرات إيران غير النفطية إلى قطر بنسبة وصلت إلى نحو 127%، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2016.
وسلّط تقرير «ذا ماريتايم إكسيكيوتف» الضوء كذلك على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية هادي حق شناس، وأشار فيها إلى أن قطر ترغب في تنشيط خطوط الملاحة البحرية مع بلاده، وتفعيل حركة التجارة بين ميناء بوشهر الواقع جنوب إيران وميناء حمد القطري. لكن التقرير أكد وجود إمكانية لأن تلقى الجهود القطرية في هذا المجال انتكاسةً لا يُستهان بها بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، والتي أعيد تفعيلها تدريجياً اعتباراً من مطلع الشهر الجاري.
وأشار التقرير إلى أن استئناف واشنطن فرض عقوباتها بالكامل على طهران، قد يؤدي إلى جعل ميناء بوشهر أقل فائدة لـ «نظام الحمدين»، رغم أنه يمثل نقطة عبور لشحن البضائع القادمة من الخارج إلى قطر. وأبرز الموقع حقيقة أن الكثير من الشركات الملاحية الأجنبية الكبرى أنهت بالفعل أنشطتها في الموانئ الإيرانية، تخوفاً من وقوعها تحت طائلة العقوبات، وهو ما «يجبر الشركات الإيرانية على الاعتماد بشكلٍ أكثر كثافةً على الأسطول البحري للبلاد».
وللتدليل على جسامة الخطر الذي تشكله التدابير الأميركية الراهنة على اقتصاد إيران (الحليف المقرب من «نظام الحمدين» في الوقت الحاضر)، اعتبر الموقع أن إعادة تفعيل هذه الإجراءات العقابية بالكامل سيرقى إلى مرتبة فرض «حظرٍ شبه كاملٍ على التجارة» مع المؤسسات والكيانات الإيرانية، خاصةً بعدما تكتمل مراحل استئنافها، بما سيشمل «منع الشركات الأجنبية من إجراء أي معاملات تجارية مع قطاعات النفط والشحن وبناء السفن في إيران، أو إبرام أي صفقاتٍ تجارية مع هذا البلد باستخدام الدولار».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©