(غزة، رام الله) - أسفر قصف جوي وبري إسرائيلي جديد على قطاع غزة أمس عن مقتل 5 فلسطينيين بينهم طفل وجرح عشرات آخرين معظمهم مدنيون وبينهم رضيع.
وأعلن المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ الطبية في قطاع غزة أدهم أبو سلمية استشهاد الطفل علي معتز الشواف (6 أعوام) وإصابة 3 مدنيين من بجروح بينهم والده، وحالته حرجة، جراء إطلاق طائرة استطلاع حربية إسرائيلية صاروخاً على ملعب كرة القدم في بلدة عبسان جنوب القطاع. وقال شهود عيان إن الغارة الجوية استهدفت وأخطأت مقاتلين اطلقوا قذائف صاروخية من شرق خان يونس باتجاه إسرائيل. وزعمت متحدثة عسكرية اسرائيلية أن تحقيقا أوليا اظهر أن الجيش الإسرائيلي ليس ضالعاً في مقتل الطفل.
وقُتل المسلح خالد ناصر البرعي (25 عاماً) وتمزق جثمانه وأُصيب مسلحان آخران بحروح جراء إطلاق طائرة مماثلة صاروخاً عليهم في جباليا شمال القطاع وقبل ذلك، أُصيب مدنيان من المارة بجروح خلال غارة جوية استهدفت مقاتلين على سيارتهم بعدما اطلقوا صاروخا تجاه إسرائيل في حي الزيتون شرق غزة.
وقال المسؤول في وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” في غزة الطبيب أشرف القدرة إن مدنيا هو أسامة محمود علي (42 عاما) استشهد بينما كان يقف على جانب الطريق قرب منزله عندما قصفت طائرة استطلاع حربية اسرائيلية بصاروخ شاباً مسلحاً كان على متن دراجة نارية وأدى القصف إلى بتر يديه وإصابة 10 مدنيين بجروح داخل منازلهم في بيوتهم عندما وقعت الغارة الجوية وبينهم عريس يجهز نفسه لحفل زفافه. وذكر شهود عيان أن أضرارا جسيمة لحقت بعدد من الشقق في بناية سكنية جراء الغارة.
وقتل مسلحين أحدهما همام أبو قادوس (20 عاماً) وأصيب آخران بجروح خطيرة ومتوسطة الخطورة بعد إطلاق صاروخ عليهم في السودانية شمال قطاع غزة. وذكر شهود عيان أن طفلاً وشاباً أُصيبا بجروح جراء قصف مدفعي نفذته دبابات إسرائيلية على رفح جنوب القطاع. وقصفت طائرات استطلاع حربية إسرائيلية بصواريخ 3 مناطق خالية في بيت لاهيا شمال القطاع ومخيمي البريج والنصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع دون وقوع إصابات. وذكر شهود عيان أن مقاتلين فلسطينيين أطلقوا عدداً من الصواريخ على إسرائيل من المخيمين.
وأسفرت غارات جوية على معسكرات تدريب ومواقع أمنية لحركة “حماس” في غزة ودير البلح شرق القطاع عن تدميرها وإلحاق ضرارا جسيمة بمقر امني في مجمع “السرايا” المدمر أصلا وسط غزة وإصابة 20 مدنياً بينهم طفل رضيع بجروح.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان عسكري إن القصف استهدف “خلايا إرهابية” بعد قيامها باطلاق صواريخ، وموقع مستخدمة في نشاط “إرهابي”. وأضاف “لن نتهاون مع أي محاولة من الجماعات الارهابية لاستهداف المدنيين الاسرائيليين وجنود جيش الدفاع الاسرائيلي, وسنواصل عملياتنا ضد هؤلاء الذين يستخدمون الإرهاب ضد دولة إسرائيل”. وحمل “حماس” مسؤولية التصعيد العسكري الحالي على جبهة قطاع غزة. وذكر أنه تم أمس إطلاق 50 صارخاً على مستوطنات وبلدات إسرائيلية في النقب الغربي جنوب فلسطين المحتلة أسفر انفجار أحدها في سديروت عن إصابة إسرائيلي بجروح ما بين متوسطة وخطيرة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قادته قرروا عقد مشاورات عاجلة لتقييم “مسار التحرك”. كما حثت السلطات الاسرائيلية مليون أسرائيلي في الجنوب على البقاء في منازلهم أو قرب المخابئ المحصنة.
في المقابل، هددت “كتائب الشهيد عزالدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” بالرد على الغارات الإسرائيلية. وقالت في بيان أصدرته في غزة “إن غارات العدو جرائم لا يمكن السكوت عليها والرد سيكون بالشكل المناسب وبالطريقة التي نريدها، وحينها لا يلومن أحد المجاهدين”. وأضافت “اذا كانت الجولة الماضية (الثلاثاء والاربعاء) غيركافية لايصال الرسالة، فإننا جاهزون لتهشيم غطرسة العدو وكبح إجرامه والرد على عدوانه”.
ودعت “حماس” أيضاً الفصائل الفلسطينية إلى الرد على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم، في تصريح صحفي “إن حملة التصعيد في العدوان الاسرائيلي الجديدة وقتل الاطفال واستهداف مقار الحكومة (المقالة) يستدعي من فصائل المقاومة وضع حد له لان العدو الصهيوني يريد فرض معادلة جديدة”. وأضاف “نحن نعيش أجواء حرب حقيقية تؤكد أن العدو الصهيوني غير معني باي تهدئة، بل معني بالتصعيد” وتابع “إن الحكومة الإسرائيلية تستغل الدعم الأميركي السياسي والعسكري والمالي والصمت الأوروبي وكذلك الانشغال العربي خصوصاً بما يجري في مصر لتصعيد عدوانها على غزة”.
وقال برهوم “إن حكومة التطرف (الإسرائيلية) تجرأت وارتكبت حماقة ومن حق المقاومة الرد، كما نطالب العالم بالتدخل للجم العدوان الاسرائيلي. الجامعة العربية مطالبة بممارسة الضغط خصوصا السياسي والدبلوماسي ضد الاحتلال كما أنه على السلطة الفلسطينية أن توقف كل أشكال التفاوض والتنسيق الأمني مع الاحتلال”.
وفي وقت لاحق مساء أمس، قال القيادي في الحركة أيمن طه لوكالة “فرانس برس” في غزة “إن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ملتزمة بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال الإسرائيلي”. وذكر مصدر قريب من الحركة أنه بناء على جهود مصرية مكثفة، تم الاتفاق على سريان التهدئة منتصف الليلة الماضية.
عدد اليوم
