الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يدخل معقل «القاعدة» في الجنوب

الجيش اليمني يدخل معقل «القاعدة» في الجنوب
24 يونيو 2012
(صنعاء)- دخل الجيش اليمني، أمس، بلدة “عزان”، بمحافظة شبوة الجنوبية، المعقل الرئيس لتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”، في اليمن. وكانت بلدة “عزان”، وهي ثاني كبرى بلدات محافظة شبوة، سقطت أواخر مارس من العام الماضي، بأيدي مقاتلي تنظيم “القاعدة”. ودخل الجيش اليمني بلدة “عزان”، من دون معارك أو مواجهات مع المتطرفين الذين انسحبوا، الأسبوع الماضي من البلدة، تحت ضغوط قبلية، لتفادي هجوم عسكري واسع، مماثل للهجوم الذي استهدف مؤخراً تنظيم “القاعدة” في محافظة أبين المجاورة. وأكد شهود عيان أن قوة الجيش دخلت مدينة عزان في شبوة. وقال مسؤول محلي رفض الكشف عن اسمه إن “حوالي ستين عربة من الجيش والأمن انتشرت في وسط عزان”، مشيراً إلى قيام الطيران الحربي اليمني بطلعات فوق المدينة. وفي وقت لاحق أعلنت وكالة الأنباء الرسمية أن “وحدات القوات المسلحة والأمن، ومعها اللجان الشعبية، وقيادة محافظة شبوة، تمكنت من تطهير عزان، وتحقيق الانتصار النهائي على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وفرض سيطرة الدولة على المدينة، وإسقاط ما سُمي بإمارة عزان”. وأكدت تواصل “عملية المطاردة والتمشيط، وتفجير ونزع الألغام التي زرعها الإرهابيون قبل هزيمتهم واندحارهم من عزان”. وأشاد الرئيس عبد ربه منصور هادي “بالنصر المؤازر على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وما يسمى بأنصار الشريعة وإسقاطكم لمشروعهم الإرهابي التدميري الفاشل”. ودعا “الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب وعناصره والتصدي بحزم لكل مشاريعهم الإجرامية ومحاربة عناصر التخريب ممن يتجرؤون يومياً في الاعتداء على ممتلكات الشعب من كهرباء وخطوط نقل الغاز والنفط”. وقال عبد الله باعوضة، رئيس المجلس المحلي في بلدة “ميفعة”، التي تتبعها إدارياً “عزان” لـ(الاتحاد): “تسلم الجيش اليوم (أمس) بلدة عزان من المسلحين القبليين”، الذين تولوا إدارة شؤون البلدة بعد انسحاب مقاتلي “القاعدة”. وأضاف: “الوضع هادي ومستقر، لا وجود لمسلحي القاعدة في البلدة أو خارجها”، مشيراً إلى أن المجلس المحلي في “عزان” تسلم مهمة إدارة شؤون البلدة. وعلقت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر الجوال، على هذا الحدث، بالقول “وأخيراً سقطت إمارة القاعدة في عزان”. وذكرت مصادر مقربة من محافظ شبوة، علي الأحمدي، لـ(الاتحاد) إن قوات تابعة للواء الثاني مشاة بحري، المرابط بجوار منشأة بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي، “ستتولى مهمة حماية وتأمين بلدة عزان” من عناصر التنظيم المتطرف “الذين انسحبوا باتجاه محافظة مأرب” القبلية، التي كانت في العام 2002، المعقل الرئيس لتنظيم “القاعدة” في اليمن. وأقرت السلطات المحلية في محافظة الضالع “خطة لتأمين مداخل المحافظة” الجنوبية “من تسلل العناصر الإرهابية” إليها، حسبما ذكر وكيل المحافظة عبد الله الحدي. وفي محافظة مأرب، أطلق الجيش اليمني، أمس حملة عسكرية لاعتقال مسلحين قبليين متهمين بالاعتداء على خطوط نقل الكهرباء في هذه المحافظة الواقعة شرقي العاصمة صنعاء، التي تعاني ومدناً رئيسية أخرى، منذ أيام، انقطاعاً مستمراً للتيار الكهربائي. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، إنه تم إطلاق “حملة من الجيش والأمن لملاحقة وضبط مخربي الكهرباء بمنطقة الجدعان” في بلدة “مدغل”، التي تمر عبرها أبراج نقل الكهرباء من المحطة الغازية في مأرب، إلى العاصمة صنعاء. وذكرت مصادر قبلية في مأرب لـ(الاتحاد)، “إن الحملة التي تضم وحدات من فصائل عسكرية وأمنية متعددة، انطلقت من مدينة مأرب باتجاه منطقة الجدعان”، مشيرة إلى اندلاع مواجهات بين الحملة العسكرية ومسلحين من رجال القبائل، مطلوبين أمنياً بتهم الاعتداء على أبراج الكهرباء. وخلال العام الجاري، تعرضت خطوط نقل الكهرباء في المناطق الواقعة بين صنعاء ومأرب لـ33 اعتداء، ألحقت خسائر مالية بقيمة 39 مليار ريال، حسب بيان أصدرته وزارة الكهرباء والطاقة يوم الخميس الماضي. ولفتت المصادر إلى سقوط قتلى وجرحى جراء هذه المواجهات، وسط أنباء عن فرار المسلحين “المخربين” إلى مناطق أخرى. وأفادت وسائل إعلام يمنية بمقتل جنديين، على الأقل، في هذه المواجهات، إضافة إلى أحد أبرز المطلوبين أمنياً، ويدعى محسن محمد مدراج. وقال محمد الجداسي، وهو من أهالي مدينة مأرب، إن أغلب الاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء “ذات دوافع سياسية”، مؤكداً قدرة القوات الحكومية على تأمين هذه الخطوط “في حال أرادت ذلك”. وأمر هادي، أمس قيادتي الجيش ومحافظة مأرب بتأمين خطوط نقل الكهرباء، متوعداً باتخاذ “إجراءات صارمة تجاه أي تقصير”. وجاءت تحذيرات هادي، لدى لقائه في صنعاء، محافظ مأرب، سلطان العرادة، ورئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء ركن أحمد الأشول، وقائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء ركن أحمد سيف محسن. وفي اللقاء، الذي استعرض الوضع الأمني في محافظة مأرب القبلية، “والأسباب التي تؤدي إلى قطع الكهرباء” بشكل مستمر، وأشار هادي إلى “أضرار فادحة” تلحق بالمواطن اليمني “جراء الاعتداءات الغوغائية والإجرامية على الكهرباء”، وذكر منها وفاة العديد من الأطفال “الخدج”، والمرضى الذين لا يزالون يتلقون الرعاية الطبية في المستشفيات. على صعيد آخر، أدت الألغام التي وضعتها “القاعدة” في محافظة أبين قبل طردها من هناك الشهر الحالي إلى مقتل 35 شخصاً على الأقل خلال عشرة أيام. وأوضح غسان الشيخ نائب رئيس بلدية زنجبار، أن “الألغام أدت إلى مقتل 27 شخصاً” في المدينة منذ أن قام الجيش بمساعدة ميليشيا محلية بطرد القاعدة من المدينة في 13 الشهر الحالي. من جهته، قال المسؤول الإداري محسن صالح أن بين القتلى تسعة قضوا لدى عودتهم إلى زنجبار التي استولت عليها القاعدة. وأضاف أن الجيش اليمني لم يتمكن من نزع كل الألغام، مشيراً إلى قيام القاعدة بوضعها في كل شوارع زنجبار. وأوضح محسن أن الجزء الأكبر من زنجبار تعرض للدمار، و”غالبية سكانها لم يرجعوا حتى الآن” من عدن. بدوره، قال الناشط الحقوقي وهيد عبد الله أن الألغام في محيط جعار أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©